دعاية انتخابية لعبد ربه منصور هادي المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة (الجزيرة نت) بدأ اليمنيون التصويت صباح اليوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري لانتخاب الرئيس التوافقي الجديد عبد ربه منصور هادي، خلفا للرئيس علي عبد الله صالح، الذي تخلى عن السلطة وفقا للمبادرة الخليجية، وسط توتر أمني تشهده مدن الجنوب بعد هجمات مسلحة استهدفت بعض مراكز الاقتراع. وتسود حالة من الترقب والحذر خوفا من تصاعد الهجمات التي يشنها مجهولون على عدد من مراكز الاقتراع بمحافظات عدن ولحج والضالع، حيث ينشط الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، الذي سبق أن أعلن مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة ولوح بمنع إقامتها بالقوة. وضرب انفجار، في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، مركزا انتخابيا بمنطقة الطويلة في مدينة كريتر بمحافظة عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني، التي تشهد إجراءات أمنية مشددة استعدادا للانتخابات. كما دارت اشتباكات مسلحة قرب مبنى إدارة المحافظة ببلدة المعلا، وسُمع في الوقت نفسه دوي انفجارات عنيفة أعقبها إطلاق نار كثيف في بلدتي خور مكسر ودار سعد. وقال مصدر أمني بعدن -للجزيرة نت- إن مسلحين مجهولين هاجموا بقذائف (آر بي جي) مقر اللجنة الأصلية لمديرية خور مكسر ودار سعد، ألحقت أضرارا بالمبنى، لكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا. يوم بلا سلاح من جهته أكد رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في عدن الدكتور مهدي عبد السلام أن سير الانتخابات الرئاسية سيمضي وفقا لما أعد له مسبقا وفي ظل أجواء ومناخ آمن في الجنوب والشمال. وأشار -في حديثه لمراسل الجزيرة نت سمير حسن- إلى أنه أعد للانتخابات الرئاسية في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية جيدا من قبل المؤتمر الشعبي العام وحلفاء وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم، مؤكدا أن هناك خطة أعدتها اللجنة الأمنية لن تسمح بموجبها بأي اختلال يعيق سير العملية الانتخابية. إلى ذلك تزايدت الدعوات إلى جعل يوم الاقتراع "يوما بلا سلاح"، وهي الدعوة التي وجهها الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، إلى جميع المشايخ والقبائل باليمن، بينما وجهت وزارة الداخلية أجهزة الأمن بالعاصمة صنعاء والمحافظات "بضبط أي مسلح أو مظاهر مسلحة في يوم الاقتراع، من أجل أن يكون هذا اليوم ديمقراطيا بكل تفاصيله وخاليا من أي سلاح". وفي هذا السياق قال محمد مبخوت العرشاني المتحدث باسم قبائل أرحب ونهم شمال العاصمة صنعاء، التي خاضت حربا شرسة على مدى تسعة أشهر مع قوات الحرس الجمهوري، "إن أبناء قبائل أرحب ونهم سيتركون السلاح وسيشاركون بفعالية في التصويت لانتخاب الرئيس هادي، لأنهم يريدون إزالة حكم الرئيس صالح بكل الوسائل، الذي عانوا منه القتل والتشريد والاستبداد". وأكد العرشاني، في حديثة لمراسل الجزيرة نت عبده عايش، أنهم عازمون على تجاوز كل الصعاب التي قد يواجهونها وهم في طريقهم إلى صناديق الاقتراع مهما كان الثمن، وأشار إلى تعرض عدد من المراكز الانتخابية بمديريتي أرحب ونهم لإطلاق النار من قبل قوات الحرس المتمركزة في جبل الصمع، في وقت يقوم فيه عدد من البلاطجة المسلحين بقطع الطرقات أمام المواطنين. مقاطعة ورغم الجهود المكثفة للمسؤولين الحكوميين والأحزاب السياسية والقوى القبلية والاجتماعية لدعوة اليمنيين للتصويت في الانتخابات، إلا أن ثمة دعوات للمقاطعة رافضة الانتخابات تبرز بقوة من جماعة الحوثيين بصعدة -في الشمال- وبعض قوى الحراك الجنوبي، إلى جانب تنظيم القاعدة، ويُخشى لجوء هذه الأطراف للعنف لمنع المواطنين من الوصول لمراكز الاقتراع. وفي هذا السياق، قال الأمين العام للحراك الجنوبي قاسم عسكر جبران إن الحراك عازم على التصدي للانتخابات باستخدام كل الوسائل السلمية المتاحة، تأكيدا على مواصلة المسيرة السلمية لمنع إقامة هذه الانتخابات وفرضها على شعب الجنوب بالقوة، على حد قوله. وحول طبيعة الوسائل المتاحة المشار إليها أكد جبران، في تصريحات للجزيرة نت، أن الحراك الجنوبي أقر دعوة جميع أنصاره في عموم محافظات الجنوب للخروج غدا الثلاثاء في مسيرات وحشود جماهيرية يجري من خلالها إقامة حواجز بشرية على منافذ ومحيط مراكز الانتخابات لمنع الوصول للاقتراع. من جانبه قال العضو السابق في تنظيم القاعدة رشاد محمد سعيد الملقب بأبي الفداء إن "يوم الاقتراع سيكون يوم تهدئة لأنه لا توجد مصلحة في استهداف مراكز الانتخابات، وبرنامج المجاهدين هو التوسع على الأرض وليس استهداف المسلمين". وأضاف أبو الفداء إن "المجاهدين لن يمنعوا الناس أو يحولوا دون ذهابهم إلى مراكز الاقتراع في المناطق التي لا تقع تحت سيطرتهم، لكن المناطق التي يحكمونها لن تجرى فيها الانتخابات لقناعتهم بعدم جواز الانتخابات"، وأكد عدم قيام عناصر القاعدة باستهداف الناخبين أو مراكز الاقتراع.