قتل شخصان وأصيب آخران بجروح في تظاهرة للحراك الجنوبي في عدن (جنوب)، بمناسبة ذكرى سقوط هذه المدينة وانتهاء الحرب الأهلية قبل 16 عاما، فيما أكد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أن وحدة اليمن "وجدت لتبقى".وقال صالح أمام تجمع للقوات المسلحة إن السابع من يوليوز هو ذكرى "اليوم الذي انتصر فيه الشعب وقواته المسلحة والأمن للوحدة المباركة واسقطوا كل الرهانات الخاسرة، التي أرادت من خلالها تلك الحفنة العميلة والمتآمرة والمرتدة النيل من الوحدة والتآمر عليها، في صيف عام 1994". وأضاف "لكن إرادة الشعب وصلابة مؤسسته العسكرية والأمنية كانت أقوى، حيث ترسخت قواعد الوحدة معمدة بالدماء الزكية لان الوحدة وجدت لتبقى ولن يستطيع أي فرد أو جماعة النيل منها فهي قدر ومصير شعبنا اليمني الذي سيحميها دوما ويضعها في حدقات عيونه". ودعا صالح إلى "التصدي بحزم لثقافة الكراهية والبغضاء والثقافة المناطقية والقروية والعشائرية وان تكون ثقافة الجميع هي ثقافة المحبة والإخاء، ثقافة الوحدة الوطنية والتسامح والبناء والتنمية". وكانت قوات الرئيس اليمني ضربت بيد من حديد عام 1994 محاولة قياديي اليمن الجنوبي السابق العودة إلى دولة الجنوب بعد أربع سنوات من توحيد اليمنين ضمن اتفاق سياسي. وفي السابع من يوليوز 1994 سيطرت هذه القوات على عدن التي كانت عاصمة اليمن الجنوبي السابق، وانتهت الحرب. وفي هذه المدينة، قتل مدنيان وأصيب اثنان آخران بجروح عندما أطلقت الشرطة النار لتفريق تظاهرة للحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن الشمال. وكان ابرز تنظيمات الحراك دعا الأهالي إلى التظاهر، الأربعاء الماضي، بمناسبة الذكرى 16 للسيطرة على عدن وللمشاركة في تشييع شاب قتل الأسبوع الماضي في سجن بالمدينة غداة اعتقاله. وقال شهود عيان إن مئات من أنصار الحراك الجنوبي قاموا بمسيرة انطلقت من مجلس العزاء باتجاه حي السعادة في خور مكسر بعدن غير أن الشرطة فرقت المسيرة واستخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي. وأوضح مصدر طبي في مستشفى الجمهورية بمدينة خور مكسر لوكالة فرانس برس أن المستشفى استقبل قتيلا يدعى، عبد اللطيف الصبيحي، وثلاثة جرحى، ثم توفي احد الجرحى في المستشفى. وقال مصدر في الحراك الجنوبي ان "قوات الأمن اعتقلت ستة من المتظاهرين عقب إطلاق النار علينا وتفريق مسيرتنا". وكان "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، وهو من أبرز فصائل الحراك الجنوبي ويعد مقربا من نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، دعا "كافة أبناء الجنوب إلى المشاركة الفاعلة في مراسم تشييع احمد درويش" الذي قضى في السجن بعد اعتقاله على خلفية هجوم استهدف مبنى المخابرات في عدن الشهر الماضي ونسب إلى تنظيم القاعدة. وذكر البيان أن هذا التحرك يأتي "في سياق تمسك شعبنا بمواصلة نضاله السلمي حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة" في إشارة إلى جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة حتى العام 1990. وينتشر الجيش بكثافة في عدن وتمكن حتى الآن من احتواء الاضطرابات ومنع امتدادها إلى مدن جنوبية أخرى. من ناحية أخرى، قضت محكمة يمنية بالإعدام في حق متهمين اثنين بالانتماء لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب, أدينوا بقتل ثمانية عسكريين ومدني في محافظة حضرموت بجنوب شرقي اليمن في هجمات عام 2009. ووجهت المحكمة للمتهمَيْن منصور دليل ومبارك الشبواني، اللذين اعتقلا في ديسمبر الماضي، تهمة الاشتراك في ما سمّتها بعصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية، استهدفت القيادات العسكرية والأمنية.