جدد الرئيس اليمني، علي عبد الله الصالح، أمس الأحد، دعوته لكل الأطياف السياسية، بما فيها أحزاب المعارضة إلى حوار جاد ومسؤول مع السلطة دون اللجوء إلى العنف والقوة، باعتبار الحوار أفضل وسيلة لمعالجة أية قضية.قوات يمنية تحاصر مقاتلا من الحوثيين (أ ف ب) وأكد الرئيس اليمني في تصريح صحفي أنه "يمكن للحوثيين أن يشاركوا في الحوار إذا تركوا أسلحتهم وتخلوا عن العنف وعادوا إلى جادة الصواب"، مشيرا إلى "استعداد السلطات في اليمن إلى التفاهم مع أي طرف يتخلى عن العنف". وتابع الرئيس اليمني، قائلا "نحن نأمل ونتطلع أن يكون العام الحالي 2010 عام السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة جمعاء، إذا ما استجابت كل القوى السياسية إلى الدعوة، التي وجهناها لها للحوار والتفاهم". كما أشار إلى أن اليمن يواجه تحديات عدة في الوقت الراهن منها "حركات التمرد المسلحة في صعدة وأصحاب الدعوة للانفصال والوضع الاقتصادي المتردي، سيما أن أعمال العنف الخارجة عن القانون تعيق الاستثمار وتنفيذ المشاريع الخدماتية". وأبرز أن القوات العسكرية "تحقق انتصارات جيدة ضد المسلحين في كل من صعدة وأبين وشبوة ومحافظة صنعاء ومازالت الأجهزة الأمنية تتعقب مثل هذه العناصر الخطيرة، التي تعبث بالأمن والاستقرار في اليمن". أما عن التشكيك في وحدة اليمن أجاب الرئيس اليمني قائلا إن "وحدة اليمن ثابتة وراسخة ولا قلق عليها". من جهة أخرى، قال شهود عيان إن محافظات جنوب اليمن تشهد، منذ أمس الأحد، إضرابا عاما بدعوة من الحراك الجنوبي المطالب بحق الجنوبيين في تقرير المصير، تنديدا ب"اعتداءات" صنعاء، خصوصا اعتقال ناشر جريدة الأيام الجنوبية مع أكثر من خمسين شخصا. وقال شهود لوكالة فرانس برس، إن المحلات التجارية أغلقت تماما وتعطلت حركة المواصلات فيما بدت الشوارع شبه فارغة في محافظات الضالع ولحج وأبين وشبوة. في مدينة الضالع، حاولت قوات الأمن حث أصحاب المحلات التجاري على فتح أبواب محلاتهم، ولكن دون جدوى، بحسب احد الشهود. من جهته، قال عبدو المعطري، العضو في قيادة الحراك الجنوبي ورئيس "مجلس الثورة السلمي الجنوبي" إن "العصيان ينفذ بهدوء تام في مدينة الضالع وفي منطقة ردفان والحوطة في لحج وفي زنجبار (أبين) وفي شبوة". والدعوة للإضراب قائمة حتى ظهر أمس الأحد. وأضاف المعطري أن "هذا العصيان يؤكد تبنينا أساليب حضارية بشأن القضية الجنوبية ورفضنا العنف والإرهاب"، معتبرا أن التحرك "رد عملي على من أراد إلصاق القاعدة بالحراك الجنوبي". وطالب أيضا "بالإفراج عن معتقلي الحراك". وكان "مجلس الثورة السلمي" أحد مكونات الحراك الجنوبي، أكد أن الإضراب "يأتي ضمن الخطوات التصعيدية ردا على اعتداءات السلطة المتكررة التي كان آخرها قمع الاعتصام أمام صحيفة الأيام واعتقال رئيس تحرير الأيام ونجله وعدد من المعتصمين المتضامنين مع الصحيفة". وألقت قوات الأمن اليمنية الأربعاء القبض على الصحافي اليمني الجنوبي المعروف، هشام باشراحيل، ناشر صحيفة الأيام المغلقة، منذ ماي الماضي، بتهمة التحريض على الانفصال، بعد مواجهات بين حراس مبنى الجريدة وقوات الأمن أسفرت عن مقتل شخصين. كما اعتقلت قوات الأمن الثلاثاء أكثر من خمسين شخصا كانوا ينفذون اعتصاما في مبنى الصحيفة بينهم نجل باشراحيل. والحراك الجنوبي هو الاسم الذي يطلق على الحركة الاحتجاجية الواسعة في الجنوب، التي تشمل قوى سياسية مختلفة. وشهد جنوب اليمن اضطرابات، منذ أشهر على خلفية مطالب سياسية واجتماعية في حين يرى قسم من سكانه أنهم يتعرضون للتمييز من قبل الشمال وأنهم لا يحصلون على مساعدات كافية للتنمية. وأطلقت في إطار هذه التحركات دعوات لانفصال جنوب اليمن، الذي كان دولة مستقلة قبل 1990، فيما تطورت بعض تظاهرات الحراك الجنوبي إلى مواجهات أسفرت عن مقتل العشرات.