قالت وكالات الأنباء أمس الأحد نقلا عن مصادر عسكرية محلية إن قرابة تسعين من أنصار حسين بدر الدين الحوثي، المتحصن مع أنصاره في المنطقة الجبلية الوعرة شمال غرب اليمن قتلوا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في معارك مع الجيش، لترتفع حصيلة شهر من المعارك إلى 300 قتيل. وفي إطار الوساطات لإنهاء التمرد في صعدة، كانت توجيهات عليا صدرت من القيادة السياسية في اليمن نهاية الشهر الماضي لإرسال وفد يضم شقيق الحوثي بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب اليمني والشخصيات السياسية والاجتماعية من أجل إقناع المتمردين بتسليم أنفسهم طوعا وإنهاء تمردهم. وشهدت المنطقة عمليات عسكرية ومواجهات ضارية بين القوات اليمنية والمسلحين من أنصار الحوثي منذ أكثر من شهر، ولاتزال القوات اليمنية تحاصر المتمردين، الذين تصفه بالخارجين على القانون والدستور بزعامة الحوثي في جبال مران في مديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة الشمالية. وتتهم السلطة الحوثي بادعاء الإمامة وتنصيب نفسه أميراً للمؤمنين، وإنزال علم الجمهورية ورفع علم حزب في دولة خارجية (إشارة إلى علم حزب الله اللبناني) بدلاً من علم الدولة. ووفقا لإذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كان وزير الداخلية اليمني اعترف، لدى حصيلة ضحايا القتال مع الحوثي أمام البرلمان في وقت سابق، بأن المعركة مع الشيخ المتمرد حامية الوطيس بين الطرفين وأنها ليست معركة بين جماعة صغيرة والجيش، كما كانت الحكومة اليمنية قد صورت الأمر في البداية. وقال الوزير اليمني إنه تبين أن الحوثي لديه أتباع كثيرون وينتشرون في مناطق واسعة من اليمن، كما تؤشر على ذلك التقارير الواردة من مواقع القتال، والتي تقول إن المعارك امتدت من مرتفعات مران إلى مناطق أخرى من محافظة صعدة. وقالت إذاعة الجمهورية الإيرانية على موقعها إن هذه المواجهات والحرب الدامية بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة، سيما حينما أقدمت الحكومة اليمنية على اعتقال العشرات من أئمة المساجد في اليمن، من أتباع المذهب الزيدي خوفاً من تأييدهم لبدر الدين الحوثي، فبدت المعركة وكأنها موجهة للمذهب الشيعي الزيدي. الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شكل لجنة حوار لإفهام الزيديين أن المعارك غير موجهة لمذهبهم ولا تستهدف علماءهم، لكن ذلك لم يقلل من تفاعلات الانطباع الذي بات يسود أوساط هذه الطائفة المسالمة. وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة اليمنية لم تقنع لا أتباع الحوثي ولا الطائفة الزيدية ولا حتى الشعب اليمني بالمبررات التي ساقتها لشن الحرب على الحوثي وجماعته، فموقفه المتشدد من الولاياتالمتحدة ومن الكيان الصهيوني، لا يهدد الأمن اليمني في نظر اليمنيين كما في نظر كل الشعوب الإسلامية، بل على العكس أن هذا الموقف ينسجم مع مواقف الشعب اليمني ومع ضمير الأمة، ولهذا فإن ذلك يمكن أن يترك تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في اليمن. وحسب وكالة قدس برس للأنباء فإن حسين بدر الدين الحوثي 45 سنة كان عضوا بمجلس النواب في الفترة من 1993 حتى 1997 عن حزب الحق، لكنه ترك الحزب نتيجة خلافات مع قياداته، وانصرف للدراسة الأكاديمية لنيل شهادة الماجستير في السودان، وسرعان ما بدأ بحركة استقطاب الشباب المتأثر بالمذهب الزيدي، منطلقا من حركة بسيطة تدعى جماعة الشباب المؤمن تقوم على تجنيد الشباب برفع هتافات معادية لأمريكا وإسرائيل في مساجد محددة عقب كل صلاة جمعة. ع. ه