دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الداعية الإسلامي حسين بدر الدين الحوثي، المناهض للولايات المتحدة، إلى تسليم نفسه وإنهاء تمرد يقوده في المناطق الجبلية شمالي البلاد منذ نحو أسبوعين، أوقع عشرات القتلى. وقال خلال لقاء مع علماء مسلمين إن قوات الأمن تحاصر الحوثي وأنصاره بعد أن رفض تسليم نفسه والخضوع للقانون بتهمة الإضرار باستقرار ومصالح اليمن. وأضاف الرئيس اليمني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "حتى هذه اللحظة والدماء تسفك من الجيش والأمن... يا حوثي تعال وسلم نفسك وأنا أحيلك للقضاء العادل حول التهم المنسوبة إليك... وعلى هؤلاء العلماء أن يختاروا المحامي الذي يريدونه للدفاع عنك... نحن لا نريد للأرواح أن تزهق وللأطفال أن تفزع وللنساء أن تخاف". ولا يزال الغموض يلف مصير الحوثي الذي تصر السلطات على الإمساك به حيا أو ميتا. وقالت مصادر محلية لموقع الجزيرة نت إنها تتوقع أن يكون الحوثي قتل في مواجهات دارت بمنطقة الرّقة أو أنه فر إلى مناطق أكثر أمنا، موضحة أن منطقة مرّان ليس مسيطرا عليها بالكامل من قبل القوات الحكومية مما يسمح بإمكانية الفرار. وقد بلغ عدد ضحايا الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الحوثي في محافظة صعدة 118 قتيلا ونحو 140 جريحا. وأوضح وزير الداخلية اللواء رشاد العليمي أنه قد قتل 32 عنصرا من القوات الحكومية وجرح 120 آخرون، في حين بلغ عدد قتلى الجانب الآخر 86 إضافة إلى 61 جريحا. كما اعتقلت القوات اليمنية 85 من أتباع الحوثي. وقد عرض العليمي خلال جلسة لمجلس النواب تقريرا مفصلا عن المواجهات بين الطرفين، وتقول قوات الأمن إنها استولت على مواقع وألقت القبض على أنصار للحوثي رغم الاعتراف بأن الرجل وأتباعه أعدوا أنفسهم منذ وقت مبكر لمعركة طويلة. وقد شكل مجلس النواب لجنة لتقصي الحقائق ومتابعة مجريات ما يحدث شمالي البلاد وسط تزايد مخاوف الشارع اليمني من آثار وتداعيات ما يحدث في صعدة، خاصة في ظل ما يوصف بالتكتم الرسمي بشأن مجريات القتال. وكانت أحزاب في المعارضة أصدرت بيانا انتقدت فيه طريقة تعامل الحكومة مع الأحداث، مما أثار أزمة بينها ورئاسة الجمهورية تمثلت في حملات صحفية متبادلة وصلت إلى درجة التهديد بحل هذه الأحزاب بسبب ما وصفته السلطة بأنه دعم لتمرد مسلح.