شهدت عدد من المحافظات اليمنية الاثنين مسيرات حاشدة للتنديد بما وصفها المشاركون بجرائم بشعة ارتكبتها القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح في مدينة تعز ومناطق أخرى من البلاد. ففي ضاحية دمت بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، خرجت مسيرة حاشدة جابت الشارع العام منددة بالجرائم البشعة في تعز ومنطقتي أرحب ونهم شمال العاصمة صنعاء. وقال الصحفي نصر المسعدي للجزيرة نت إن المشاركين في المسيرة رفعوا لافتات تطالب المجتمع الدولي بعدم الوقوف موقف المتفرج إزاء ما يرتكب من مجازر باليمن، ومحاكمة الرئيس صالح ورموز نظامه وإحالة ملفه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعبروا عن رفضهم لمنح صالح وكل من تلطخت أياديهم بدماء اليمنيين أي ضمانات أو حصانة من الملاحقة القانونية. وفي محافظة البيضاء، خرجت مسيرة حاشدة بمشاركة من أبناء محافظتي لحج وأبين نددت بالمذابح المستمرة بحق المواطنين في تعز وما تتعرض له المدينة من قصف تسبب في قتل النساء والأطفال. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تحيي صمود أبناء تعز في مواجهة القصف اليومي الذي يتعرضون له، ورفعوا لافتات تطالب بمحاكمة صالح وكل مرتكبي جرائم قتل الأبرياء، ومعاملتهم كمجرمي حرب، ورددوا هتافات تطالب بتجميد أرصدة صالح. وشهدت محافظة إب مسيرة مماثلة شارك فيها مئات الآلاف تنديدا بمجزرة تعز، وأفاد شهود عيان أن المسيرة تعد من أكبر المسيرات التي تشهدها المدينة منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في فبراير الماضي حيث طالب المشاركون بمنع قوات النظام من إرسال الأسلحة عبر محافظة إب لقتل أبناء تعز وتدمير البنية التحتية فيها. وفي محافظة تعز -ولليوم الثالث على التوالي- خرجت مسيرة حاشدة تندد بمجزرة يوم الجمعة الماضي، ودعا المشاركون إلى محاكمة الرئيس صالح وكل من ثبت تورطه في قتل الأبرياء في تعز وغيرها من مناطق اليمن. وعلى صعيد متصل، دخل الإضراب الذي أعلنه شباب الثورة بتعز يومه الثالث وسط استجابة كبيرة من الأهالي ومالكي المحال التجارية، وقدر الصحفي والناشط السياسي تيسير السامعي نسبة تنفيذ الإضراب ب80%. وأشار الناشط اليمني في تصريح للجزيرة نت إلى أن المدينة تشهد حالة من السخط الكبير والغضب جراء ما تعيشه من حالة حرب غير معلنة من قبل قوات النظام, كما تشهد حالة من الفوضى، فالقمامة مكدسة في الشوارع كما توقفت المدارس والمرافق الحكومية عن العمل. وطالب السامعي المنظمات الدولية بإنقاذ تعز مما هي فيه من مأساة وإنهاء المظاهر المسلحة وإعادة الحياة في المدينة إلى طبيعتها.