شهدت صنعاء أكبر مسيرة نسوية منذ بدء المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، كما خرجت للغرض نفسه مسيرات في كل من عدن، وإب، وتعز، ومدن أخرى. يأتي ذلك في وقت دان فيه الاتحاد الأوروبي ما سماه القمع والعنف ضد المتظاهرين. ففي العاصمة صنعاء جابت مسيرة شارك فيها مئات الألوف من المتظاهرين شوارع العاصمة اليمنية واعتبرت الكبرى من نوعها منذ بدء المطالبة بإسقاط النظام. وتقدم هذه المسيرة ضباط من الجيش والأمن والحرس الجمهوري وأفراد وحدات أخرى انضموا إلى الثورة. كما شاركت فيها شرائح مختلفة من الشعب، وتشكل هذه المسيرات تصعيدا للاحتجاجات في العاصمة اليمنية التي تطالب بتنحي الرئيس صالح. وفي عدن، جنوب اليمن، اندلعت مصادمات عنيفة بين قوات الأمن وعشرات المحتجين حاولوا اقتحام شرطة المنصورة. وذكر شهود عيان أن إطلاق نار كثيف سمع بجوار مبنى الشرطة، أطلقه قوات الجيش والأمن العام المرابطة بجوار المبنى. وأشار الشهود إلى أن المصادمات اندلعت عقب قيام محتجين بمهاجمة قسم الشرطة مستخدمين الحجارة في رشق الجنود وألعابا نارية متفجرة في محاولة لإضرام النيران في المبنى. و شهدت بلدة كريتر مسيرة جماهيرية حاشدة طافت إحياء البلدة للمطالبة برحيل الرئيس صالح وللتنديد بسقوط قتلى في احتجاجات أمس الأربعاء. ورفع المحتجون لافتات تطالب برحيل فوري للرئيس صالحو ورددوا هتافات مناوئة له، وتزامنت مسيرة كريتر مع مسيرات مماثلة شهدتها المنصورة والشيخ عثمان. وكانت عدن شهدت توترا غير مسبوق إثر جرح 11 شخصا بنيران قوات الأمن أثناء عصيان مدني دعا إليه شباب الثورة في شوارع مدينتي المعلا والمنصورة . كما شهدت بقية مديريات عدن تصعيدا ملحوظا في حركة الاحتجاجات الشعبية المتواصلة يوميا، إذ نظمت مظاهرات سلمية وحركة عصيان مدني رفع فيها المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح وأقاربه. وقد قام الجيش بتفريق المتظاهرين بالقوة وإزالة الحواجز. وفي محافظة إب، أفادت آخر الإحصاءات لجرحى الاشتباكات ي جامعة المدينة عن وقوع 40 إصابة بين الطلاب. وقال الدكتور مروان علي قائد الداعري الطبيب في المستشفى الميداني بساحة الحرية إن معظم الإصابات ناتجة عن ضرب بالعصي والهراوات والقذف بالحجارة وإن هناك تسع حالات نتيجة طعنات بالسلاح الأبيض, فيما نقلت حالتان في حالة حرجة إلى مستشفى دار الشفاء. وأكد شهود عيان أن المواجهات حدثت بين طلاب الجامعة ومن يوصفون بالبلاطجة أثناء اعتصام مئات الطلاب أمام مبنى الجامعة للمطالبة بإيقاف الدراسة أسوة ببقية الجامعات اليمنية التي أوقفت التدريس منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس صالح وإسقاط نظامه. وقد فوجئ الطلاب بهجوم مسلحين يرتدون الزي المدني قاموا بإطلاق نار كثيف في الهواء ثم الاعتداء عليهم بالضرب والطعن وإلقاء الحجارة, وقد تدخلت قوات مكافحة الشغب لفض الاشتباكات، ولكن بعد وقوع هذا العدد الكبير من الجرحى في صفوف الطلاب العزل. وكانت الآلاف من نساء إب قد نفذن مسيرة حاشدة تجمعت أمام مبنى المحافظة ثم سارت في شارع تعز وسط المدينة حتى وصلت إلى ساحة الحرية, وقد طالبت المشاركات في المسيرة بالرحيل الفوري لصالح ورفض المبادرات التي تحاول إطالة بقائه في الحكم. وشهدت مدينة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة، احتجاجات مستمرة شارك فيها عشرات الآلاف. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن ثمانية جنود أصيبوا حين سقطت قذيفة صاروخية على سيارتهم وأنحت باللائمة في الهجوم على تحالف المعارضة الرئيسي . وقال شهود وزعيم للحركة الاحتجاجية إن الشرطة ومسلحين في ملابس مدنية فتحوا النار على المحتجين في إب إلى الجنوب من العاصمة، مما أسفر عن إصابة عشرة طلبة جامعيين كانوا مشاركين في احتجاج هناك. وفي محافظة لحج الجنوبية ، قتل شخص بالرصاص حين حاول منع مسلحين من المرور بأسلحة عبر نقطة تفتيش في بلدة يافع . إزاء هذا الوضع ، أدان مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ما سماه القمع والعنف ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام في اليمن. وطالب المجلس في بيان له بفتح تحقيق، ودعا الرئيس علي صالح إلى اتخاذ خطوات مستعجلة لتمكين حدوث انتقال سلمي للسلطة.