سقط قتيلان وسبعة جرحى في مدينة عدن، جنوب اليمن، برصاص قوات الأمن التي تدخلت لتفريق محتجين خرجوا بالمئات في المدينة الساحلية، ومدن أخرى، بينها العاصمة صنعاء ، وتعز، مطالبين بإسقاط النظام وفي صنعاء، نظم ثمانمائة شخص على الأقل مسيرة في الشوارع قرب جامعة صنعاء رغم تدخل الشرطة لتفريق المظاهرة المنادية بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما. وقال رافع عبد الله ، طالب بجامعة صنعاء ، بين المتظاهرين «لسنا أضعف من التونسيين والمصريين، وأوضاعنا أسوأ منهم» ، في إشارة منه لثورتي تونس ومصر اللتين أطاحتا بنظامي الحكم في البلدين. وتجمع عشرات الصحفيين أمام نقابة الصحفيين للاحتجاج، قائلين إنهم يتعرضون لهجمات مستهدفة تغطيتهم المظاهرات. وفي مدينة تعز (جنوب صنعاء)، تجمع مئات الأ شخص ضد التهميش والفساد والظلم والبطالة في هذا البلد الذي تبلغ فيه نسبة البطالة 35% على الأقل، وعدد السكان نحو 23 مليون نسمة ، يعيش نحو 40% منهم تحت خط الفقر. من جهة أخرى، أصدر زعيم المتمردين الحوثيين في الشمال، عبد الملك الحوثي، بيانا طالب فيه «الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك الجاد والواعي والمسؤول لتغيير الواقع ، وإزاحة هذه السلطة المجرمة». لكن عددا من قيادات ائتلاف أحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» أوضحت أن المعارضة لم تتهرب من المشاركة في المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، لكنها تفضل في الوقت الراهن اللجوء للحوار لتغيير منهج النظام لا إسقاطه، مشددين على أنهم إذا فشلوا في هدفهم، أو إذا استمر النظام في سياساته القمعية ، فسينضمون للمظاهرات المطالبة بإسقاطه. وقال الرئيس الدوري لأحزاب الائتلاف ، محمد عبد الملك المتوكل، إن خروج اللقاء المشترك بقياداته الكبيرة بتلك المظاهرات، معناه وجود هيمنة على حركة الشباب، وهو ما يرفضه، حيث شدد على ضرورة «اضطلاع الشباب بمسؤوليتهم باعتبارهم صناع المستقبل وملاكه». ولفت المتوكل إلى تجربة مصر ، واصفا إياها ب»التجربة الجميلة والقيمة» ، حيث تولى الشباب أمورهم بأنفسهم مع التأكيد على «عدم هيمنة أي حزب أو قيادة على ثورتهم». وقال المتوكل إنه يجري حاليا الاستعداد لعقد مؤتمر وطني شامل يجمع كافة القوى السياسية بالخارج والداخل كالحوثيين وممثلي الحراك الجنوبي، وستتم أيضا دعوة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وكل تلك القوى «ستقرر بالنهاية ما هو منهج النظام الذي تريده وما هي الآلية لتحقيقه كحكومة وحدة وطنية على سبيل المثال». وأكد النائب البرلماني، الشيخ حميد الأحمر، القيادي في ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك، أن «المعارضة ستكون عما قريب في وسط الشارع مع باقي أفراد الشعب، بعد أن يثبت للجميع أن النظام ليس جادا في الحوار معها ولا صادقا في وعوده الخاصة بشأن التوريث والتمديد». وكان تكتل «اللقاء المشترك» أعلن، الأحد الماضي، قبول مبادرة الرئيس صالح، وتجدد الحوار بين الطرفين. في المقابل، قال الرئيس اليمني إن المتظاهرين ينفذون «أجندات خارجية تسعى لبث الفوضى والعنف، وتستهدف استقرار دول المنطقة بأسرها»، وذلك في مكالمة مع ملك البحرين الذي يواجه بلده بدوره احتجاجات شعبية. وأعلن صالح يوم الثاني من فبراير الجاري، تأجيل الانتخابات التشريعية للإعداد لتعديلات دستورية تمهد لإصلاحات سياسية، وعدم اعتزامه الترشح مجددا بعد انتهاء ولايته الراهنة عام 2013، كما تعهد بعدم توريث الحكم لنجله.