شهدت بعض المناطق في فرنسا قبل أيام موجة احتجاجات لمنتجين فرنسيين متخصصين في إنتاج الخضر والفواكه، موجة الاحتجاج انطلقت بوقفات ومسيرات لتنبيه المسؤولين إلى وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية وحالة الإفلاس أو سلسلة الخسارات كما عبرت عن ذلك تمثيلية نقابية التي يتعرض لها منتجو الخضر والفواكه بفرنسا، وانقلبت موجة الاحتجاج بعد حالة تصعيد إلى اعتراض سبيل شاحنات قادمة من إسبانيا محملة بخضر وفواكه إسبانية موجهة إلى السوق الفرنسية، وتزامنت هذه الاحتجاجات مع أزمة البورصات الأوروبية وهيمنة حالة التشكيك في مناعة الاقتصاديات بالقارة العجوز بما في ذلك فرنسا. وحسب المحتجين فإن هذه السنة لم تكن مربحة بالنسبة إليهم على اعتبار التراجع في أسعار بيع المواد المنتجة من الخضر والفواكه وبالتالي عدم جنيهم أرباحا من نشاطهم الزراعي، فمنذ حلول موسم الصيف تعرف بعض المنتجات صعوبة في التسويق خاصة فاكهة الخوخ التي كان محصولها وافرا وتعرف استهلاكا واسعا في فصل الصيف، ويخشى المزارعون أزمة أخطر من أزمة 2009 والتي تكبدوا خلالها خسائر بناقص 45 في المائة، علما أن في هذه الفترة وما بعدها شهدت الصادرات المغربية من خضر وفواكه مضايقات في إسبانياوفرنسا، وهذه السنة عرفت الصادرات المغربية زيادة ملحوظة فاقت 10 في المائة مما أدى إلى تحسين في مؤشر التصدير الخاص بالحوامض والخضر مقارنة مع 2009 إضافة إلى هذا تجدر الإشارة إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي بناء على الوضع المتقدم للمغرب رفع حصة الصادرات المغربية من الخضر والفواكه لم يلق الترحيب الكامل خاصة من بعض المزارعين الذين رأوا في ذلك منافسة وتهديدا لهم. وعودة إلى موجة الاحتجاج بفرنسا فقد حددت الفدرالية الوطنية لنقابات الاستغلاليين الفلاحيين يوم 17 غشت لعقد اجتماع والتداول حول القرارات العاجلة لتسوية هذا الملف. ومنذ بداية موسم جني المحاصيل الصيفية أخذ المزارعون الفرنسيون يبيعون الكيلو الواحد من فاكهة الخوخ بأورو واحد بدل 3،1 أورو مما يجعل هامش الربح ضيقا جدا، فضلا عن منافسة الخوخ الإسباني الذي لا يستجيب حسب الفرنسيين لمعايير الوزن والجودة المطلوبة، رغم اعترافهم بأن المزارعين الإسبان يعانون من أزمة خانقة ويبيعون بأقل من تكلفة الإنتاج. وقد أكدت وزارة الفلاحة الفرنسية أن عددا من المنتجات تمر بأزمة خاصة الخوخ والبطيخ والإجاص والخيار والبرقوق والطماطم والقوق حيث تباع بأقل من 15 إلى 45 في المائة مقارنة مع السنوات الماضية، علما أن محصول العنب على الأبواب. وفي ظل هذا بدأت النداءات تعلو لتقديم تعويضات مالية للمزارعين. ويبقى السؤال المطروح هل تكون لهذه الوضعية في فرنساوإسبانيا تبعات على مسار الصادرات المغربية؟