أفادت مصادر من أسواق الخضر والفواكه أن المغاربة لن يستمتعوا بطعم الطماطم بأسعار معقولة قبل شهر نونبر، مع وصول المحاصيل الجديدة من هذا النوع من الخضر خاصة من مناطق الغرب وآكادير. فقد بلغت أسعار الطماطم في الأسواق المغربية أسعارا قياسية، حيث تعدت 15درهما للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي شكل ضربة قاضية لشريحة كبيرة من الأسر المغربية والتي تستهلك الطماطم بكثرة خلال شهر رمضان لإعداد الوجبة الرئيسية في مائدة الإفطار. ففي أسواق الجملة للخضر والفواكه بمختلف المدن المغربية، جاوز سعر الصندوق بسعة 26كيلوغراما 300درهم بكثير، وهو الأمر الذي جعل تجار التقسيط يحتارون في عملية الشراء والاكتفاء بهامش قليل من الربح عند البيع بالتقسيط. الارتفاع الصاروخي لأسعار الطماطم، وعلى عكس مايتداوله البعض من كون التساقطات المطرية والعواصف الرعدية الأخيرة قد أضرت بالمنتوج، يعود بالأساس إلى موجة الحرارة التي اجتاحت المغرب الصيف الماضي، والتي أحرقت المحاصيل عند بداية التنبيت، إضافة إلى اجتياح ذبابة الفاكهة لآلاف المحاصيل وإتلافها، وهو ما زاد من تأزيم الوضع وحال دون الوصول إلى المنتوج المعتاد من الطماطم خلال هذه الفترة من كل سنة، وهو مايفسر التراجع الكبير في عدد الشاحنات المحملة بالطماطم، والتي تلج يوميا سوق الجملة للخضر والفواكه. فعلى سبيل المثال، لم تتجاوز الكمية التي دخلت سوق الجملة بالدار البيضاء 300 طن في الوقت التي كانت تتجاوز هذه الكمية 1000 طن في الأيام العادية. موجة ارتفاع الأسعار بحسب المهنيين ستستمر على الأقل إلى غاية شهر أكتوبر مع وصول المحاصيل الخريفية، والتي تم إنقاذها من الإصابة بذبابة الفاكهة في الوقت المناسب إلا أن التخوفات من أن تستمر الأسعار في الارتفاع تطغى على حديث التجار، مخافة توجيه الإنتاج بكميات كبيرة إلى التصدير لتعويض الخسارة التي مني بها كبار المنتجين.