أزمة النقل الطرقي الناتجة عن الإضراب المفتوح لسائقي الشاحنات وسيارات الأجرة..لم تقتصرتأثيراتها السلبية على حركية المواطنين اليومية والحركة التجارية للعديد من محطات الوقود بأكَاديروإنزكَان وأيت ملول وغيرها،بل اكتوى بنارها الإنتاج الفلاحي الذي وجد نفسه هو الآخرمشلولا ، وتأثر بالأزمة كذلك آلاف العمال والعاملات بالضيعات الفلاحية بمنطقة سوس،حين قررالمنتجون الفلاحون توقيف"الجني"، وبالتالي تسريحهم بالجملة "مؤقتا" إلى إشعارآخر. فقد قرر أرباب الضيعات الفلاحية بسوس يوم الأحد12أبريل الجاري،تعليق عمل جني الخضراوات والبواكر بالضيعات،على إثرأزمة الإضراب المفتوح لقطاع النقل الطرقي ومحاصرة الشاحنات المحملة بالمنتوج الفلاحي من طرف بعض المضربين الذين يتعرضون لشاحنات نقل الخضراوات والبواكر أمام محطات التلفيف وبأهم النقط الطرقية،ويقتادونها بالقوة إلى مرابد خاصة خلقوها لهذا الغرض،بكل من أيت عميرة وبلفاع وأيت ملول بغاية شل حركة النقل بصفة نهائية،يحدث هذا أمام،للأسف،مرأى ومسمع من السلطات التي لم تتدخل لضمان حرية مرور شاحنات نقل الخضر والفواكه. فالفلاحون المنتجون،قد تحملوا الصعوبات في إيصال المنتوجات إلى أسواق البيع الداخلية والخارجية طوال أسبوع كامل من الإضراب لقطاع النقل الطرقي،لكن لما وجدوا المضربين يعترضون سبيل شاحنات نقل السلع الفلاحية،ويمنعونها بالقوة سواء من الخروج من الضيعات ومحطات التلفيف أومن المرورإلى الأسواق الداخلية والخارجية، ويحجزونها بعدة مرابد بدون موجب قانوني..قرروا توقيف عمل الجني بالضيعات وتسريح العمال"مؤقتا"،وبالتالي تعليق تزويد السوق الداخلي والخارجي بحوالي5 آلاف طن يوميا من مختلف الخضراوات والفواكه مما يرشح لغلاء لافح لجيوب المواطنين بشأن الزيادة في الأثمنة. وأشار مصدر مهني،إلى أن الحركة الآن مشلولة بالضيعات الفلاحية،لما تعرضت له الشاحنات من ضغوطات من قبل المضربين حيث توجد حاليا أزيد من 250شاحنة كبيرة وصغيرة محجوزة حاليا بمرابد خلقها المضربون بكل من أيت ملول وبلفاع وخميس أيت عميرة،قد تمت محاصرتها وتوقيفها بالقوة،دون أن تحرك السلطات ساكنا ضد ما تتعرض له المنتوجات الفلاحية من عرقلة حقيقية،خاصة أنها ملتزمة بتزويد السوق الداخلية والخارجية. وفي ظل هذه الأزمة الفلاحية المترتبة عن إضراب قطاع النقل الطرقي المفتوح، أصدرت ثلاث جمعيات لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر بسوس (أبفيل،أسبيم، أسبام)،يوم الجمعة10 أبريل الجاري،بيانا تحذيريا من تفاقم الأزمة،على خلفية المستجدات الميدانية والإنعكاسات السلبية والخطيرة على منتوجات قطاع الخضروالفواكه الموجة للأسواق الداخلية والخارجية ،أكدت فيه ما يلي: 1. عدم إمكانية تزويد الأسواق الوطنية بحاجياتها من الخضروالفواكه وغيرها والمقدرة بحوالي 5.000 طن يوميا، مما يشكل اضطرابا في كافة الأسواق الوطنية وحرمان المواطنين من حاجياتهم الضرورية ناهيك عن الارتفاع المهول للأسعار. 2. التوقيف شبه التام للتصدير للأسواق الخارجية،الذي يفوق 3.000 طن يوميا،الشيء الذي قد ينتج عنه زيادة عن الخسارة المباشرة،خلل في الالتزامات والعقود التجارية يمكن أن يفقد المغرب مكانته في هذه الأسواق ويشكل ذريعة أخرى لمنافسينا لمحاربة المنتوج المغربي بأكثر شراسة مما هو عليه حاليا. 3- وتذكر الجمعيات كافة المسؤولين أن الموسم الفلاحي الحالي قد تميز بتقلبات عدة ناتجة عن مناخ اقتصادي عالمي مضطرب نتج عنه انهيار الأسواق وانخفاض مسترسل في أثمنة التداول الشيء الذي كبد جميع فئات المنتجين خسائركبيرة. وبعد أن بدت مؤخرا في الأفق ولو بشكل طفيف بوادرالانفراج بتحسن نسبي للأثمنة، يمكن من خلاله استدراك ولو جزئي للخسائرالتي ميزت الموسم وإذا بحركة إضراب قطاع النقل تنسف كل آمال المنتجين. إن الجمعيات ارتكازا منها على كل العناصرالمذكورة ومراعاة منها لخطورة الانعكاسات المترتبة عن الجو التصعيدي الذي يعرفه هذا الملف : 1. تدعوجميع الأطراف المعنية للتعامل مع هذه الإشكالية بكل حكمة ومسؤولية وتراعي جميع أبعاده الاجتماعية والاقتصادية ، والجد في إيجاد حلول مستعجلة وسريعة. 2. إن الجمعيات الثلاث يقينا منها بحس مسؤولية الأطراف المعنية ستبقى يقظة ومعبئة لصفوفها دفاعا عن مصالح القطاع".