وصلت أزمة الإضراب الذي يخوضه مهنيو قطاع النقل إلى الجهة الشرقية للمغرب حيث توقفت العديد من محطات التزويد بالوقود عن تقديم خدماتها للمواطنين، في وقت لم يحم فيه البنزين المهرب من الجزائر السكان من التأثر بالأزمة بعدما ارتفع ثمنه وصار موازيا لثمن البنزين المغربي. واعترف مصطفى قشنني، مدير جريدة “الحياة المغربية” الجهوية في اتصال مع “المساء” بأن الوضع “كارثي بمدينة وجدة والنواحي وبات ينذر بالخطر داخل العاصمة الشرقية للمغرب، بعدما توقفت خدمة النقل في المحطة الرئيسية، إلى جانب الارتفاع الصاروخي لأسعار الخضر”. وأوضح قشنني أن مدن بركان وتاوريرت والناظور والعيون الشرقية لم تنج بدورها من تداعيات الإضراب، وبات البنزين عملة نادرة يتهافت أرباب السيارات الخاصة للحصول على ما تبقى منها. وبالنسبة للاحتياطي الذي يتم تزويد وجدة والمدن الأخرى به، صرح مدير الجريدة الجهوية بأنه يتم تخصيصه للمؤسسات الإدارية بالمدينة حتى لا تتوقف الخدمة بها هي الأخرى، موضحا أن الحافلات بالمدينة مستمرة في تقديم خدماتها في ظل انخفاض ملحوظ تعرفه حركة السير بالمدينة بعدما فضل المواطنون استعمال النقل العمومي ومنح “راحة إجبارية” لسياراتهم الخاصة. وعلمت “المساء” أن المحطة الطرقية “الواد الناشف” بوجدة توقفت عن العمل بشكل تام، وكذلك خدمة السيارات الرابطة بين المدن، ولم يبق أمام المواطنين سوى “الخطافة” والقطار الذي يستغلونه للالتحاق بمقرات عملهم أو منازلهم. الوضع نفسه تعيشه مدينة جرادة حيث توقفت الخدمة بمحطتها الرئيسية، وبقي المواطنون محاصرين ينتظرون “الخطافة” لكسر الحصار المضروب عليهم بعد التحاق أرباب سيارات الأجرة الكبيرة بها. وبمدينة تمارة، توقفت السيارات الخاصة خلال اليومين الماضيين في طوابير طويلة أمام محطات التزود بالوقود وسط حراسة أمنية، وهو وضع لم تشهد المدينة مثيلا له من قبل كما صرح بعض المشتغلين بمحطة للوقود داخل المدينة ل “المساء”. ومما زاد من معاناة المواطنين توقف سيارات الأجرة الصغيرة عن العمل، فيما بقيت بعض سيارات الأجرة الكبيرة في الخدمة، إلى جانب حافلات النقل العمومي. وفي مدينة أكادير، توقفت بدورها العديد من محطات الوقود عن تقديم خدماتها، وصرح الصحافي محفوظ آيت بنصالح ل “المساء” بأن عددا من الشاحنات تزود بعضا من تلك المحطات بالوقود وسط حراسة أمنية مشددة لتفادي أي انزلاقات أمنية. واعترف العربي الوالي العلمي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لأرباب محطات التزويد بالوقود، من جانبه بإغلاق كثير من محطات الوقود أبوابها بعدما فرغ مخزونها من البنزين، مشددا في اتصال مع “المساء” أن المحطات غير مشاركة في الإضراب بالمرة. وتحدث العلمي عن أن الأمن يقوم بحراسة عدد من الشاحنات التي تزود مجموعة من المحطات في مدن المملكة بالبنزين، الذي باتت الشركات والخواص والمواطنون العاديون يتهافتون عليه، مبرزا أن الجامعة الوطنية لأرباب محطات الوقود قامت بإبلاغ السلطات المحلية بمستجدات تداعيات الإضراب على مخزون البنزين “لكن لم نلتق لحد الآن لمناقشة الحلول الممكنة لتجاوز الأزمة”. وكان المعطي بنقدور ووزير النقل كريم غلاب قد أعلنا في بيان مشترك السبت الأخير أنه تقرر تأجيل مناقشة مدونة السير في المجلس، في انتظار تلقي جميع الملاحظات التي سيتقدم بها أرباب ومهنيو قطاع النقل، مشيرين إلى أنه سيتم عقد اجتماعات على مستوى مديرية النقل الطرقي بالرباط ومختلف الولايات لتلقي الاقتراحات، لكن هذا الإعلان لم ينجح في إقناع المهنيين بضرورة تعليق الإضراب.