تحاول بعض الأطراف الإسبانية هذه الأيام خلق أجواء من التوتر في العلاقات المغربية الإسبانية من خلال إشعال حرب الطماطم من جديد بين البلدين الجارين. حيث شرعت التعاونيات الفلاحية الإسبانية على وجه العموم ونقابات المزارعين وجمعيات منتجي ومصدري الخضر والفواكه الأندلسية كما دأبت على ذلك عند بداية كل موسم فلاحي جديد في شن حملات مسعورة ومغرضة ضد الصادرات الفلاحية المغربية لتضييق الخناق عليها. وعبرت هذه الهيئات الأندلسية عن غضبها من الحياد السلبي لحكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو، وزعمت أن المغرب مستمر في انتهاك الحصص المحددة له للتصدير، ولا يحترم الجدول الزمني. وكانت وزيرة البيئة والمجال القروي والبحري الإسبانية إيلينا إسبينوسا قد نفت ذلك بشكل قاطع، حيث صرحت لوسائل الإعلام الإسبانية المختلفة وأكدت لأعضاء مجلس النواب الإسباني (الكورطيس) أن المغرب يحترم الحصص المحددة لتصدير الطماطم وباقي الفواكه والخضر إلى دول الاتحاد الأوروبي. وحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن بعض الأطراف النقابية الأندلسية المسؤولة تفكر هذه الأيام في تصعيد أساليب وأشكال النضال من قبيل تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات وتحريض الفلاحين على اعتراض الشاحنات المغربية بميناء الجزيرة الخضراء وإتلاف الحمولات. ويعتقد الكثير من الفلاحين الإسبان وخاصة الذين ينتمون لجهة الأندلس أن تحرير التبادل التجاري وتطوير الشراكة بين الاتحاد الأوربي والمغرب ساهم في تخريب اقتصادهم وفلاحتهم وتجارتهم، ويعاني هذا القطاع بإسبانيا من تأثيرات الأزمة العالمية حيث شهد الإنتاج الفلاحي تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة. وكان أعضاء فريق التوقعات الخاص بالطماطم التابع للجنة الأوربية قد أشار في آخر تقرير له أن الصادرات الفلاحية المغربية وخاصة من مادة الطماطم إلى البلدان الأوروبية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة. ويتميز المنتوج الفلاحي المغربي بالجودة مما يساهم في الإقبال الأوروبي الكبير عليه. وبلغت نسبة الصادرات المغربية من فاكهة الطماطم إلى الأسواق الأوروبية خلال سنة 2008 أكثر من 340 ألف طن مقابل 223 ألف طن سنة 2007. وكانت مصادر مغربية مطلعة قد أشارت في وقت سابق إلى أن الدودة المعروفة ب «طوطا أبسولوطا» التي ما فتئت تنخر فاكهة الطماطم المغربية انتقلت من إسبانيا إلى المغرب عبر شاحنات النقل التي تربط بين ألميريا وطنجة.