احتضن مقر حزب الاستقلال بصفرو يوم الأحد 30 يناير 2011 تجمعا خطابيا إحياء للذكرى 67 لتقديم وثيقة المطالبة لاستقلال،وقد أطر هذا التجمع الخطابي مبعوثا اللجنة التنفيذية الأخوان الدكتور بوشعيب أوعبي والأستاذ عبد الرحمان نداء عضوا اللجنة المركزية للحزب إلى جانب الأخوين محمد مجراوة المفتش الإقليمي للحزب وعبد العزيز شملال الكاتب الإقليمي للحزب وعدد غفير من المناضلين بالإقليم. وبعد قراءة الفاتحة ترحما على شهداء الاستقلال والحرية والوحدة، استهل الأخ محمد مجراوة المفتش الإقليمي للحزب كلمته بالحديث عن مضامين وثيقة 11 يناير 1944 التي كرست ثوابت وطنية وفي مقدمتها الاستقلال وتحقيق نظام ديمقراطي في إطار الملكية الدستورية، كما ذكر بفحوى وثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية التي قدمها الحزب للمغفور له الملك الحسن الثاني في 11 يناير 1963. وعن العمل الحكومي تطرق إلى النتائج التي تحققت خلال السنوات الثلاث التي أبرزت نجاعة المخططات والبرامج التي وضعتها الحكومة وحرصها على إنجازها بالإضافة إلى الإيجابيات المهمة التي جاء بها القانون المالي للسنة الجارية 2011. وتناول بعده الكلمة الأخ عبد العزيز شملال الكاتب الإقليمي للحزب أبرز من خلالها أن الاحتفاء بهذه الذكرى يعتبر عربونا عن الوفاء لروح الموقعين عن الوثيقة وعرفانا لما أسدوه من خدمات جليلة لبلدهم أرست دعائم وأسس دولة حرة، وهذا يقتضي من الجيل الجديد استكمال ما بدأه هؤلاء. لبناء دولة قوية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، دون التوقف عن المطالبة باسترجاع ما تبقى من الثغور المستعمرة من طرف الإسبان. كما أخذ الكلمة بعده الأخ عبد الرحمان نداء ليذكر بفترة تاريخية حاسمة تتمثل في تعبئة الوطنيين ومن ضمنهم مناضلو حزب الاستقلال من خلال الوثيقة التي قدموها للمغفور له محمد الخامس، وما صاحب ذلك من مواجهات مع الاستعمار الفرنسي أسفر عن شهداء ومعتقلين.و أكد على أن حزب الاستقلال أخذ على عاتقه مسؤولية بناء وطن حر ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية من خلال مبادئه ومواقف بعض قيادييه ومناضليه بدءا من الزعيم علال الفاسي مرورا بمواقف المناضل محمد بوستة وقيادة الحزب الحالية. و تطرق إلى التجربة السياسية الفاشلة للوافد الجديد المتمثل الذي لم يقم إلا بتسميم المشهد السياسي العام ، والعمل على عرقلة جهود الحكومة في تنفيذ مخططاتها التنموية. وقدم الدكتور بوشعيب أوعبي عرضا مفصلا تطرق فيه لمراحل حاسمة من تاريخ المغرب قديمة وحديثة ليقف على تخوم فترة الحركة الوطنية وحركات المقاومين وعلى رأسهم هيبة ماء العينين في الجنوب وموحا أوحمو الزياني في جبال الأطلس المتوسط ومعركة عبد الكريم الخطابي والشريف أمزيان في الريف، كما تطرق إلى الظهير البربري الذي كان يهدف به المستعمر إلى تقسيم المغاربة مما يرفضون بشدة هذا الظهير. كما توقف عند جهود حزب الاستقلال لإرساء دعائم الحرية والاستقلال والديمقراطية بدءا من وثيقة المطالبة بالاستقلال 1944 مرورا بوثيقة التعادلية الاقتصادية 1963، ووصولا إلى المرحلة الراهنة التي تتسم بمواقف قيادييه ومناضليه من أجل ترسيخ مبادئ التعادلية الاجتماعية ، وأبرز جدية العمل الحكومي الرامي إلى تفعيل المخططات والبرامج والمشاريع التنموية الهادفة إلى ترسيخ كرامة المواطن المغربي، ودعا إلى انخراط جميع مكونات الشعب المغربي في هذا المشروع . وتأسف عن التجربة السياسية الفاشلة لحزب الوافد الجديدالذي يسعى إلى عرقلة مشاريع الحكومة ومخططاتها التنموية، متمسكا بمعارضة هدامة ضدا على توجهات الحكومة . وأكد في ختام كلمته ضرورة إعادة النظر في قانون الانتخابات لقطع الطريق عن كل محاولة لتزوير إرادة الناخبين ، و ضرورة إعادة النظر في التقطيع الانتخابي. وأشار إلى محطة الاستحقاقات الانتخابية 2012 والتي ينبغي أن يتعبأ لها مناضلو الحزب من أجل كسب الرهان وتنفيذ فلسفته التنموية وتحقيق العدالة الاجتماعية .