سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في احتفالات تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال: حدث 11 يناير محطة لاستحضار بطولات رواد الحركة الوطنية وثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية استكمال لمسيرة النضال من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة
تخليدا لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال 11 يناير 1944 نظم حزب الاستقلال مهرجانا خطابيا تحت إشراف مبعوث اللجنة التنفيذية للحزب الأخ ذ. ميمون شطو عضو اللجنة المركزية للحزب وبحضور الأخ المفتش الإقليمي للحزب بالناظور والدريوش ذ محمد السوداني و الأخ ميلود حموش الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين والأخ عصام السوداني عضو اللجنة المركزية للحزب والإخوة أعضاء المجلس الوطني وممثلي هيئات الحزب في المرأة الاستقلالية والشبيبة الاستقلالية ومنظماتها الموازية وجموع مناضلي الحزب. وبعد كلمته الترحيبية تلا الأخ ميلود حموش كات فرع الحزب بالناظور وعضو المجلس الوطني كلمة حزب الاستقلال في الذكرى السابعة والستين لتقديم وثيقة الاستقلال والوحدة والديمقراطية التي حملت بين طياتها الظروف السياسية التي عاشها المغرب وسياق إعداد وثيقة المطالبة بالاستقلال و كذا تصادف تاريخ 11 يناير مع تقديم وثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية كما نصت كلمة الحزب بهذه المناسبة على أهم المنجزات التي تحققت في بلادنا فيما يخص التنمية الاجتماعية والنتائج المهمة التي خلصت إليها المبادرة الملكية للتنمية البشرية على اعتبارها نتيجة تضافر جهود حكومية ومؤسسات رسمية بتوجيه من جلالة الملك كما استعرض الأخ ميلود حموش مواقف الحزب من مجموعة من القضايا الوطنية والعربية والدولية وكذا أهمية مضامين القانون المالي برسم سنة 2011. وفي كلمته بالمناسبة أكد الأخ ميمون شطو مبعوث اللجنة التنفيذية للحزب أن الاحتفال بهذا الحدث الوطني يشكل مرجعا تاريخيا يكرس وحدة كل مكونات الشعب المغربي فيما يخص الوحدة الترابية كما أن إحياء الاستقلاليين والمغاربة لذكرى 11 يناير 1944 يصادف كذلك حدثا بالغ الأهمية وهو تقديم وثيقة التعادلية الاقتصادية والاجتماعية في 11 يناير 1963 التي تمثل إضافة أخرى تؤكد مدى وعي المدرسة الاستقلالية بمواصلة البناء وتقوية الاقتصاد الوطني والاهتمام بالمجال الاجتماعي بشكل يكمل مبادرة الحركة الوطنية التي قدمت تضحيات جسام وتحدت كل الصعوبات من أجل أن تعد في سرية تامة لعريضة المطالبة بالاستقلال بتشاور مع جلالة المغفور له محمد الخامس. واعتبر الأخ ميمون شطو الاحتفال بالحدثين ربط للحاضر بالماضي بغية استخلاص الدروس والعبر للأجيال الصاعدة والتعرف على ملحمة الكفاح من أجل الكرامة والحرية في إطار إجماع وطني متدفق وفي التحام بين العرش والشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية. وأشار مبعوث اللجنة التنفيذية إلى أن تخليد المغاربة لذكرى تقديم وثيقة الاستقلال التي ظل حزب الاستقلال حريصا على جعلها موعدا سنويا هو وفاء واعتراف صادق لما قدمه رجال المقاومة والحركة الوطنية من أجل عدالة قضية المغرب سعيا وراء تحقيق الكرامة والانعتاق من نير الاستعمار. كما استحضر الأخ ميمون شطو في كلمته أبرز المحطات والتحولات التي عاشها المغرب حينما كان النضال والانتماء إلى حزب الاستقلال وصفوف المقاومة بوابة تؤدي بصاحبها إلى غياهب السجون والمنفى والموت موضحا أن الأساليب التي ظل المستعمر يعتمدها من أجل بسط سيطرته لم تكن لتثني الوطنيين على الصمود وتأطير مكونات الشعب المغربي لتقوية تماسكهم والتفافهم حول الكلمة الواحدة. وهو ما أسهم في انطلاق شرارة الكفاح والانتفاضات الشعبية بكل ربوع المغرب بموازاة ذلك واصل الوطنيون مناهضتهم لكل أشكال الاستعباد ومحاولات التفرقة التي حملها الظهير البربري في 16 ماي 1930 وما تلاه من مطالب إصلاحية سنوات 1934 و 1936 تطورت لتتخذ شكل مطلب رئيسي وهو الاستقلال من خلال وثيقة 11 يناير التي فاجأت المستعمر واضطرته إلى إعادة النظر في طريقة تعامله وإدارته، وهي بمثابة جواب صريح أكد للمستعمر أن المغاربة بمختلف أطيافهم ملتفون حول كلمة واحدة ومتشبثون بملكهم مستنيرون بمسيرة النضال التي قادها رجال الحركة الوطنية. ويضيف الأخ ميمون شطو أن وثيقة المطالبة بالاستقلال كانت بالفعل منعرجا كبيرا في تاريخ النضال الوطني لكونها أبانت عن قدرة المغاربة في تناول قضيتهم العادلة والتعريف بها لدى المنتظم الدولي بل إنها تجاوزت مطلب الاستقلال إلى رسم معالمه الإصلاحية المنشودة في توافق بين الحركة الوطنية وجلالة المغفور له محمد الخامس وهو ما يستوجب من المغاربة استحضار هذا التلاحم القوي الذي ظل سمة المغاربة إزاء ملكهم ومقدساتهم، فالاحتفال هو وقفة لتأمل تضحيات الرواد والتعريف بصفحات مشرقة برمزيتها التاريخية الخالدة في وجدان الشعب المغربي الذي برهن للعالم أنه متشبث بكل شبر من أرضه مهما تعددت مناورات خصوم الوحدة الترابية التي لن تزيد المغاربة إلا إصرارا على استكمال مسيرة التحرير واسترجاع ما تبقى من أراضيه بالشمال. وذكر الأخ مبعوث اللجنة التنفيذية الحاضرين بدور منطقة الريف في تعزيز وتقوية التلاحم البطولي ضد الاستعمار باعتبارها منطلقا وقلعة للجهاد والكفاح التي أطلق شرارتها المجاهد محمد الشريف أمزيان ومن بعده بطل الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي كما اغتنم ذ. ميمون شطو مناسبة ذكرى 11 يناير للفت انتباه الحضور أن أحداث العيون كانت مناورة للخصوم سرعان ما انكشفت خيوطها وأبانت عن مغالطات انساقت وراءها وسائل إعلام إسبانية وأطراف سياسية أبانت عن عدائها للمغرب ما يستوجب التحلي باليقظة والحذر وتقوية الجبهة الداخلية في ظل وجود طفيليات وجهات لم تعد تخفى نواياها وتقتات على التمييع والتيئييس وتوظف كل الوسائل غير المشروعة من أجل التموقع ولو بممارسة الكذب على المغاربة والمزايدة بقضيته الوطنية، ووصف مبعوث اللجنة التنفيذية التحول الإيجابي الذي يعيشه المغرب هو تأكيد على مصداقية ونجاعة الحكومة الحالية بقيادة الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال وحجم المبادرات التي تتبناها الحكومة والنتائج التي تحصدها بفعل روح المبادرة والبعد الاستشرافي للمناخ الاقتصادي الوطني والدولي، فرغم الظرفية الصعبة التي أفقدت اقتصاديات دول كبرى توازنها وأجبرتها على الخضوع وسن سياسات تقشفية وسط استفحال مشاكل اجتماعية واصلت بلادنا مسيرة البناء وتحملت الحكومة مسؤولياتها على مستوى تدبير الشأن العام وحافظ الاقتصاد الوطني على حيويته وتوازنه وهو ما تؤكده المعطيات الرقمية والأوراش المفتوحة في كل القطاعات بشكل لا يمكن معه المقارنة مع ما حققته الحكومات الحالية و سابقاتها. بعد ذلك تناول الكلمة الأخ المفتش الإقليمي للحزب ذ. محمد السوداني حيث اعتبر نضال الشباب الاستقلالي إبان فترة الاستعمار والمتمثل في الرعيل الأول للحركة الوطنية بقيادة الاستقلاليين هو وفاء لنهج رجال المقاومة والكفاح و التزام وتأثر بما قام به المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي وبالتالي فإن ورثته الحقيقيين في النضال والكفاح وأفكار التحرر هم رجال الحركة الوطنية المتمثلين في رموز الحزب ومناضليه إبان الثلاثينات والأربعينات. ووصف المؤامرات والحملات التي تستهدف الحزب بالعادية و لا شرعية لها ما دامت لم تنبثق من عمق الشعب والحزب يمتلك المناعة التنظيمية والرصيد التاريخي والتجربة التي تجعله مضطلعا بأدواره النضالية والوطنية أما محاولات البعض زرع الفتنة و التفرقة والعداء بين مناضلي حزب الاستقلال ساكنة الريف فما هو إلا جزء من مسلسل انطلق مع الظهير البربري ولازالت جيوب مقاومة أمن واستقرار الوطن تجتهد بحثا عن موطئ قدم لنشر المغالطات و تكريس التشتت الذي يهدد كيان الدولة قبل أن ينال من حزب الاستقلال، أمور اعتبرها الأخ المفتش من صنيع أعداء الديمقراطية والوحدة الوطنية، والمغاربة أينما كانوا على امتداد ربوع المملكة منشغلون برهانات أقوى أهمية من أجل مواصلة تخليق الحياة العامة والمساهمة في بناء الديمقراطية التي قطعت أشواطا كبيرة في ظل الاستقرار والأمن بالمغرب الذي أصبح يشكل نموذجا وتجربة رائدة في محيطه الإفريقي والعربي كما حث الأخ المفتش على أهمية انخراط كل مكونات المغاربة في صيانة ما تحقق ومضاعفة الجهود وركز في كلمته على دور الشباب والمرأة في تعزيز هذه المكتسبات كعنصرين قادرين على المبادرة ولن يتأتى ذلك إلا بالتأطير وهو الدور الذي حرص حزب الاستقلال على أن يقوم به كمدرسة للوطنية. ووصف الأخ المفتش حالة التمييع التي يعيشها المشهد الحزبي بمرحلة عرف تاريخ الممارسة السياسية بالمغرب مثيلا لها ولم تستطع الصمود والتجذر لكون أصحابها لا يحملون رسالة وقناعة بقدر ما تجمعهم مصالح وأهواء شخصية مؤكدا على أن الشعب هو الذي يصنع الحزب ومآل من يقتات على بقايا السياسة الزوال، وأن ما يسوق في واجهات إعلامية مجرد حرب تسعى من خلالها أطراف تكن عداءها للحزب وأزعجتها مبادرات الحكومة و جرأتها في معالجة الاختلالات التي عمرت لعقود.