في الذكرى 89 لمعركة أنوال الخالدة : مهرجان خطابي بساحة 20 غشت يستحضر تاريخ بطولات المقاومة الريفية بزعامة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي - الأخ حميد شباط : * أرض الريف مهد الوطنية الصادقة وقلعة الجهاد و التخطيط الذكي وملحمة أنوال تأكيد على العبقرية الأمازيغية * الأرض و القائد و الرجال أعطت أسطورة و فجرت ملحمة سميت أنوال نستخلص منها الدروس - الأخ نور الدين مضيان : * محمد بن عبد الكريم لم يكن عنصريا بل كان وطنيا وحدويا وحزب الاستقلال أولى به قبل أي أحد - الأخ محمد الطيبي : * المنطقة التي احتضنت الفكر الاستقلالي منذ ما قبل الاستقلال ظلت تحظى بعناية الحزب خالد بنحمان: ميضار / إقليم الدريوش تخليدا للذكرى التاسعة و الثمانون لمعركة أنوال الخالدة وتحت شعار ” الفكر الوحدوي عند الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي”، احتضنت ساحة 20 غشت ببلدية ميضار إقليم الدريوش مهرجانا خطابيا ترأسه الأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية للحزب و الأخ نورالدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية للحزب وكذا الأخ عبد القادر الكيحل الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية للحزب و الأخ محمد الطيبي عضو اللجنة المركزية و الأخ محمد السوداني المفتش الإقليمي للحزب بالناظور والأخ فريد عواد الكاتب الجهوي للحزب بحضور الأخوين عضوي المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية الأخوين عمر عباسي وفؤاد مسرة و الأخ عصام السوداني عضو اللجنة المركزية للحزب بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني و مفتشي الحزب بكل من تاوريرت وجرادة ومناضلي الحزب بالمنطقة يتقدمهم الإخوة أحمد بوعشمير كاتب فرع الحزب بتسافت و أحمد العيساتي كاتب الفرع بإفرني و الأخ محمد التهامي اليوسفي كاتب فرع أزلاف وقد شهد المهرجان الخطابي حضور جمع غفير من ساكنة المنطقة الذين تتبعوا الكلمات التي ألقيت بالمناسبة وفاءا لروح المجاهدين و رجال المقاومة على رأسهم الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي رحمة الله عليهم وبعد كلمة ترحيبية بالإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية والحاضرين، تناول الكلمة الأخ المفتش الإقليمي للحزب بالناظور الأستاذ محمد السوداني التي ضمنها قراءة شاملة و دقيقة لكل الجوانب التي تؤرخ لهذا الحدث العظيم، مشيرا إلى أن معركة أنوال التي خطط لها ونفذها الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ستبقى وإلى الأبد صفحات مشرقة تنير طريق الأجيال، وسيبقى جهاد الخطابي و رجال المقاومة الأبرار ملك لجميع المغاربة في الشمال و الجنوب والشرق و الغرب، بل إن المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي هو فقرة أخرى من مسار الجهاد بالريف الذي أطلق شرارته الشريف محمد أمزيان و نهل منه والد محمد بن عبد الكريم الخطابي الشجاعة و القوة و الحرص على لم شمل كلمة قبائل الريف التي واصل مسيرتها برزانة و حكمة ابنه محمد الذي لم يكن يوما ثائرا كما حاول البعض وصفه، فقد كان مناضلا وحدويا ولم يقوم بأي عمل يتناقض مع مصلحة العرش و الوطن لأنه رجل يدرك أين تكمن المصلحة العامة لكل المغاربة وهي تحرير البلاد من الاستعمار مهمة نجح فيها برؤية فاحصة و ذكاء أبهر العالم ووقفت تشيد به أعتد القوى في القارات الخمس. ولولا تكالب دول كبرى لها وزنها في الساحة الدولية وتظافر جهودها باسم الصليب لما كان للثورة الريفية أن تخمد. وأضاف الأخ المفتش الإقليمي وهو يتحدث بأمازيغية أثارت حماس إضافيا و شدت انتباه الحاضرين أن الشباب في فترة العشرينات تأثر كثيرا بإنجازات المقاومة بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي حيث كانت الظروف مهيأة للانخراط في العمل الوطني في كل من فاس و مراكش و الدارالبيضاء وووجدة و تطوان و مدن أخرى شهدت بروز الحركة الوطنية فشكلوا ما سمي بكتلة العمل الوطني ليلتئموا في صفوف حزب الاستقلال الذي جمع كل مكونات المغرب من أجل خدمة الوطن و الدفاع عن كرامته دون تمييز بين الريفي و الفاسي و السوسي أو كما قال الأخ المفتش “نحن استقلاليين كنا في فاس أو الريف أو الشلوح” و تلك إحدى أبرز ما يميز المغاربة و يزيد من متانة شوكتهم ووحدتهم في وجه المستعمر الذي وجد نفسه مجبرا على العودة من حيث أتى. كما تحدث الأخ محمد السوداني عنى دور الشباب في مواصلة عملية البناء و التشييد في إطار الوحدة و التمسك بالهوية الوطنية التي تغيب فيها كل الاختلافات وتحضر بدلها الأخوة و النظر إلى المستقبل برؤية شاملة تحقق التنمية و الرقي. ولن يتأتى ذلك إلا بتكثيف الجهود وانخراط أبناء المنطقة في تنمية المنطقة التي أنجبت أسماءا كبيرة أعطت الكثير على سبيل الحصر السي علال السعليتي و محمد الحسن العيساتي و بولخريف و العربي السعليتي وبناصر عاشور كلهم من أبناء قبيلة بني توزين المعروفة الآن بميضار و إفرني و أزلاف و تسافت. و أشار إلى أن الفريق الاستقلالي و قيادة الحزب تبقى مستعدة للتواصل مع الساكنة وتقديم العون لتحقيق انتظاراتهم في مختلف الأصعدة وسيبقى حزب الاستقلال منفتحا للتعاون مع المنتخبين و المسؤولين لما فيه خير المنطقة بعيدا عن كل محاباة مهما كانت انتماءاتهم انطلاقا من قناعة تسمتد جذورها من ثوابت و أخلاق المدرسة الاستقلالية لأن الرهانات المطروحة في حاجة إلى سواعد كل المغاربة الذين يجب عليهم الانخراط في الممارسة السياسية والديمقراطية باعتبارهم طرفا في كل سياسة تنموية. وفي معرض حديثه عن الحملات المسعورة و المدفوعة التي تستهدف الحزب أكد الأخ المفتش أنها تبقى دون المستوى ومنعزلة لا تستند على الحقيقة التاريخية و لا تؤثر في حزب أجمع المغاربة على دوره في توحيد كلمتهم لمواجهة المستعمر في فترات حالكة من تاريخ المغرب. بل إن ما يروج هنا وهناك هي محاولات تفندها الوتيرة التي تشتغل بها الحكومة و الوزراء الاستقلاليون للرقي بالمنطقة التي تعيش على أوراش مفتوحة لم تشهدها من قبل إذ أضحت نقطة جذب سياحي وتجاري وثقافي واقتصادي بكل المقاييس وهي المنطقة التي كانت تتوفر على طريق واحد لا غير في عهد المستعمر تصلح لمرور دباباته و قوافله العسكرية. أكثر من ذلك لا يمكن إنكار العلاقة التاريخية التي ربطت بين الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي وزعماء حزب الاستقلال كعلال الفاسي و محمد اليزيدي و عبد الكريم غلاب في إطار العمل الوطني انطلاقا من القاهرة. بعد ذلك تناول الكلمة الأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية للحزب والتي نقل من خلالها تحيات الأخ الأمين العام عباس الفاسي لكل الحاضرين و ساكنة الريف بصفة عامة وهنأ مناضلي حزب الاستقلال على إحرازهم مقعدا بجدارة واستحقاق بمجلس المستشارين بعد الانتخابات الجزئية الأخيرة، واعتبر الاحتفال بذكرى ملحمة أنوال سنة حميدة و بمثابة اعتراف بما قدمه رجال ضحوا بكل ما امتلكوا في سبيل الوطن كما أكد على أن تخليد المناسبة هو صيانة للذاكرة الوطنية وإبرازا لدلالات هذا الحدث الوطني، بل إن الاهتمام بالمحطات المشرقة من تاريخ المغرب ليس ترفا فكريا أو رفاهية ثقافية أو حملة دعائية فهو ضرورة ملحة بكل ما تحمله كلمة ضرورة من معنى وواجب وطني يكتسي أهمية قصوى ورسالة نبيلة تجسد معاني الوفاء لأرواح الشهداء وترسخ خلق الاعتراف و الإكبار لتضحياتهم الجسام. وأضاف الأخ عضواللجنة التنفيذية أنه لا مستقبل لأمة لا تعير تاريخها الأهمية التي يستحقها ولا فائدة في شعب لا يجتهد في استخلاص الدروس و استنباط العبر وابتكار السبل الناجعة للدفاع عن مكتسباته وصيانتها من المتربصين بها، الراغبين في طمسها، مؤكدا أن كل محاولة للنيل أو الإساءة إلى التاريخ المشرف لرجال الحركة الوطنية والمقاومة هم حاقدون وناقمون ووافدون همهم ابتغاء الفتنة لا غير. إن ملحمة أنوال وصانعها محمد بن عبد الكريم الخطابي يضيف الأخ حميد شباط تجعلنا نتأمل تفاصيل أحداث بمشاعر الإكبار والإجلال إعجابا بالعبقرية الأمازيغية ولتضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فإعادة درس شريط الوقائع وما تحقق على أرض الريف مهد الوطنية الصادقة وقلعة الجهاد والتخطيط الذكي واجب لاستنباط العبر لكسب رهانات الحاضر و المستقبل، فأرض الريف أنجبت ربوعها المعطاء مشاهير العلماء و المتصوفة و الأدباء ورموز الجهاد والوطنية وسجل التاريخ على قممها أبهى صفحاته المجيدة فتحولت بفضل إشعاعها الجهادي وصلابة أبناءها الأشاوس وغيرتهم الوطنية إلى فضاء يثير الإعجاب حتى عند الخصوم بفعل ما قام به رمز من رموز الحرية الأفذاذ وزعيم قل نظيره إنه أسد الريف مسنودا بجيل نادر من أبناء المنطقة الذين صنعوا ملحمة أنوال مستنيرين بعبقرية الزعيم محمد بن عبد الكريم إبن أجدير الريف هذه القرية التي كانت لأختها بالأطلس المتوسط شرف استضافة ملك البلاد لتوجيه الخطاب الشهير فكانت ميلادا آخر للشخصية الأمازيغية. واضاف أن محمد بن عبد الكريم الخطابي رضع من ثدي البطولة وتعلم الحرية في شعاب المنطقة بين فيافي الجبال و مرتفعات الريف فالتحق بجامعة القرويين بفاس حيث راكم المعرفة وأصناف العلوم وتسلح بالخبرة وصقل موهبته بالذكاء وتزود بوعي استطلع به كل حيل و أطماع الأجانب بالمغرب، انخرط في سلك التعليم مما أهله لأن يصبح قاضيا للمسلمين بمليلية السليبة وهناك اكتشف تفاصيل حياة الإسبان ومخططاتهم التوسعية حينها أدرك أنه ما كان لقاض دأبه العدل وهدفه الحق أن يقبل الظلم المسلط على أهله و بني جلدته وهو الذي يعرف ربه وتوضأ في صحن القرويين وصلى بمحرابها. لقد كان لثقافته الواسعة المستمدة من روح الشريعة الاسلامية دورا مهما في لم الشتات و رص الصفوف واستنهاض الهمم وشحد العزائم وتوجيه القبائل لتستجيب لداعي الجهاد متصدية للاحتلال ومؤامراته واقفة في وجه الاستعمار ومكائده يؤكد الأخ حميد شباط في كلمته التي استأثرت بانتباه الجميع بساحة 20 غشت. وأشار إلى أن ابن الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي شخصية منحوتة على صخور جبال شامخة معجونة من طين تربتها ما كانت تعوزه الشجاعة والبطولة أو الأبطال لأن أرضها ولود تنجب الرجال من طينته. وألح بالمناسبة على أن تكون فرصة لإعادة الاعتبار لكل من رافقه على درب الجهاد من رجالات القبائل شركاءه في الكفاح ولأبناءهم فعطرهم لا يزال يفوح ودماءهم ارتوت بها أرض الريف الطيبة دفاع عن كرامة الإنسان المغربي ليسمو عاليا بين الأمم سلاحهم الإيمان بالله وزادهم الإخلاص للوطن و عاشقين للحرية رافضين للظلم و الاستبداد قائدهم ليس جنرالا خريج جامعة حربية أو ضابطا يحمل نياشين المعاهد العسكرية إنه فقيه وقاضي و معلم تخرج من جامعة القرويين، نهل من متصوفيها ومن السيرة النبوية وتتلمذ على يد فقهاءها فتعلم قيم التواضع والتسامح والتآخي التي شكلت سمة صانع ملحمة أنوال المجيدة التي وصفها الزعيم علال الفاسي بملحمة البطولة والشهامة والاباء أكدت تأكيدا أن كلمة أمازيغ مرادف للرجال الأحرار الذين يرفضون كل أشكال الاستعباد الرافضين للذل المستعدين لبذل كل التضحيات في سبيل الحرية والكرامة. أبانوا عن ذكاء وإقدام تحولت بعده معركة أنوال إلى حدث دولي ونقلة نوعية في أساليب الكفاح التحرري على مستوى العالم وبلورت أدوارا طلائعية كبرى في المقاومة لم يشهد لها العالم مثيلا فكان لها الأثر البالغ في بروز العديد من الحركات التحررية التي تخلصت من عقدة الخوف من جحافل المستعمر. واعتبر الأخ حميد شباط ملحمة أنوال معركة من أجل تحرير الوطن، كل الوطن، حتى آخر شبر يرزح تحت نير الاستعمار. وهي عبرة وجب أخذها بحرص و توظيفها وفق ما تتطلبه رهانات المرحلة من مواصلة مسيرة التشييد و البناء التي انطلقت بعد الاستقلال وهمت كل ربوع المملكة على عهد المغفورين محمد الخامس و الحسن الثاني تغمدهما الله بواسع رحمته ثم من بعده جلالة الملك محمد السادس الذي وضع ثقته في حكومة يترأسها الأخ عباس الفاسي فاستمرت المنجزات والمبادرات البناءة آخرها مشروع متطور للجهوية الموسعة والانفتاح الاقتصادي والحقوقي والثقافي والسياسي ما أهل المغرب لأن يتموقع ويحظى بثقة وتنويه شركاءه وتعززت مكانته الإقليمية والمتوسطية والإفريقية فاعتبر نموذجا يقتدى به في ترسيخ قيم الديمقراطية و توطيد دعائم السلام و الاعتدال و التعايش. وفي كلمة الأخ نور الدين مضيان تحدث عن دلالات هذه الذكرى المجيدة التي شكلت أولوية لدى حزب الاستقلال كباقي المناسبات التي يخلدها كذكرى عبد الخالق الطريس و الزعيم علال الفاسي و ذكرى وادي المخازن، حيث وصف الأخ مضيان ملحمة أنوال بمعجزة القرن بشهادة المؤرخين و السياسيين ففيها انتصرت المقاومة الريفية على الإسبان بما كانوا يملكونه من قوة و موقع في الخريطة الإمبريالية مدعومة بحلفاءها كفرنسا و باقي الدول ذات المصالح الاستراتيجية بالمغرب فكانت الغلبة لرجال محمد بن عبد الكريم الخطابي الذين التفوا حوله و اجتمعت كلمتهم المسنودة بالإيمان بالقضية والدين و الوطن، لقد تمكن عبد الكريم من محو كل الخلافات التي سادت بين قبائل الريف ووجههم ضدا خصم واحد هزموه في معارك الدهار أوبران و أنوال الخالدة. كما لفت الأخ مضيان انتباه الحضور ودعاهم إلى الحذر من التأويلات المغلوطة التي تهدف إلى زرع الفرقة مؤكدا أن التاريخ لن يرحم أحدا وأن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان وطنيا ولم يكن قبليا أو عنصريا لأنه رجل يعرف ربه و يدرك تمام الإدراك صلب الشريعة الإسلامية وهو الذي درس في جامع القرويين من دون مركب نقص أو نظرة دونية اتجاه الآخر ولم يسجل عنه ميوله إلى الانفراد بأي سلطة أو ما سمي بجمهورية الريف التي كانت بالنسبة إليه اجتهاد تنظيمي لتدبير مرحلة عسيرة استوجبت التحكم في قواعد الحرب و ضبط الرجال في رقعة تضاريسية صعبة وفي مواجهة أحد أعتد القوى العسكري، هي خطوات قال عنها الأخ مضيان كانت الهدف منها رص الصفوف والتخطيط بطرق محكمة و وصف الأخ نور الدين هذه التشويشات الصادرة عن من يسرقون لباس المقاومة و الدفاع عن الريف بالجريمة التاريخية في حق الزعيم و رجال المقاومة الريفية التي لم تكن تضمر أي شئ من هذا القبيل و أنها تسيئ إلى تاريخها الحافل بالأمجاد وبالتالي وجبت محاكمة أمثال من حاول التشكيك في معطيات حقيقية مدونة و أجمع عليها الجميع بما فيه الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي فيما اعتبر حزب الاستقلال حزب كل المغاربة و الأولى قبل أي أحد بمحمد بن عبد الكريم الخطابي ، لأن حزب الاستقلال جاء في مرحلة تشبع خلالها بأفكاره و كانت ولادته طبيعية من عمق الشعب المغربي وتحمل مسؤوليته الوطنية سيرا على نهج أمير الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي ورواد الحركة الوطنية التي قادها شباب متشبع بروح الانتماء لهذا الوطن. وفي ختام كلمته وجه الأخ نور الدين مضيان تحية إجلال للشبيبة الاستقلالية التي أكدت دوما حضورها في قلب الأحداث و تحملها للمسؤولية النضالية وتبنيها للقضايا الوطنية و القومية من خلال مشاركة الأخ عصام السوداني في قافلة سفينة الأمل الليبية التي توجهت في الأسابيع الماضية إلى غزة في مبادرة لفك الحصار عن شعبها. كما لم ينسى الإشارة إلى الشجاعة التي أبداها الشبان المغاربة القاطنين بديار المهجر و ندد بالأساليب الغير الإنسانية و التصرفات التي صدرت عن الحرس المدني الإسباني بمعبر مليلية المحتلة لا لشئ سوى حيازتهم للعلم الوطني حيث أبدوا تشبتهم بمغربيتهم اعتزازهم ببلدهم. وفي الكلمة التي ألقاها الأخ محمد الطيبي ذكر الحاضرين أن المنطقة التي احتضنت الفكر الاستقلالي منذ ما قبل الاستقلال ظلت تحظى بعناية الحزب سواء خلال تواجده بالمعارضة حيث تبنى مشاكلها و انتظاراتها و دافع عنها باستماتة إلى أن تحمل المسؤولية الحكومية التي بوأت منطقة الريف مستويات متميزة على سلم التنمية بفعل المشاريع التي انطلقت بوتيرة سريعة و شاملة تهم قطاعات الماء و الطرق و التهيئة العمرانية و الخدمات و البنية التحتية و الاستثمار والمنشئات الكبرى و التنشغيل كلها مشاريع تسهم فيها الحكومة الحالية بأطر متمرسة يشكل فيها الوزراء الاستقلاليون النواة الرئيسية و المحرك للعديد من المبادرات التي يشرف على تتبعها جلالة الملك من خلال زياراته التفقدية إلى المنطقة وهي إشارة قوية للمكانة التي أصبحت تحتلها في برنامج الحكومة إذ تعيش ثورة غير مسبوقة، وأوضح الأخ محمد الطيبي أن الإمكانيات الضعيفة للجماعات المحلية تطلبت من الحكومة الانخراط في مسلسل من المبادرات لاستدراك الخصاص و تمكين الساكنة من كافة الحاجيات التي تتحقق منها جوانب مهمة و أخرى قيد الدرس و التنفيذ. مهنئا الساكنة بإحداث العمالة الجديدةوإقليم سيعطي دفعة قوية لتنمية المنطقة. وقد أجمع الحاضرون أن الذكرى 89 لملحمة أنوال شكلت قفزة نوعية وإعادة الإعتبار إلى منطقة لعبت دورا استراتيجا في المقاومة و الكفاح ، بحيث أن اختيار بلدية ميضار ومنطقة بني توزين ولكل إقليم الدريوش المحدث كان ناجعا وفي مستوى الحدث التاريخي الذي يعتبر صيانة للذاكرة و مرآة تعكس ماض مشرق رفع رأس المغرب عاليا بين الأمم.