شرع المغرب في خطة تجديد واسعة النطاق لقدراته البحرية وفتح منذ زهاء ثلاث سنوات برنامجا طموجا لتطوير معداته البحرية من فرقاطات وطرادات وزوارق دورية.. ومكنت المقاربة التحديثية التي أطلقتها البحرية الملكية خلال السنوات الأخيرة حسب المهتمين من مضاعفة مشاريع العصرنة و التحديث وتحقيق مستوى غير مسبوق من المعدات.. ويراهن المغرب من منطلق موقعه في قلب منطقة استراتيجية ، فجغرافيا يظل مسؤولا عن تغطية و مراقبة حافة شمال غرب أفريقيا مناصفة . مع الطرف الجنوبي لاسبانيا عبر مضيق جبل طارق ، الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي و يتحكم في مسار عبور البضائع والحاويات المتجهة إلى مختلف مناطق المعمور عبر هذا المنفذ وخاصة نحو شمال أوروبا . وفرض إنشاء ميناء طنجة المتوسطي قبل ثلاث سنوات على المغرب تطوير قدراته العسكرية البحرية قصد تأمين هذا الموقع الاستراتيجي الحساس المؤهلة لتتحول تدريجيا الى مركز رئيسي لخدمة منطقة البحر الأبيض المتوسط وغرب أفريقيا. يطرح مسؤوليات كبيرة لسلامة الملاحة البحرية والأمن بالمنطقة ككل . في المقابل يطرح موقع المغرب في منطقة حساسة أمنيا تضعه في مواجهة محتملة مع الجارين الشرقي والشمالي الذين لا تخفى على أحد طموحاتهما الاستراتيجية بمنطقة شمال إفريقيا والساحل و تشكل تحديا أمنيا و إستراتيجيا يفرض على السلطات العسكرية المغربية التجاوب مع التحديات المستقبلية و التهديد العسكري الذي يعكسه السباق المحموم نحو التسلح خاصة من طرف الجار الجزائري الباحث عن موقع قوة و نفوذ هيمني بالمنطقة ككل وهو ما يطرح منطق التوازنات الاستراتيجية الحساسة بالمنطقة ككل الذي تحاول المملكة أن لا تغيب بالمرة عن سباقها , خاصة في ضوء التحولات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل الافريقي و التي تفتح شهية الارهاب العالمي من جهة و دول الجوار من جهة أخرى واسعة نحو إحكام السيطرة . وكان مدير مركز روسي تخصص في شؤون التسلح قد أكد أن الجار الشرقي للمغرب أنفق أكثر من ملياري دولار لاقتناء أسلحة و عتاد حربي خلال سنة 2010 متربعة بذلك ضمن ترتيب التسع دول الأكثر إنفاقا على التسلح خلال نفس الفترة . و يفيد تقرير حديث نشرته صحيفة فرنسية متخصصة أن المغرب أبرم خلال الفترة ألأخيرة العديد من الصفقات لتوريد قطع بحرية متطورة و حديثة و في طليعتها فرقاطة من نوع FREMM ، والمتخصصة في مكافحة و التصدي لغواصات عززت قبل سنتين الأسطول البحري الجزائري . من جهة أخرى ينتظر أن تتسلم البحرية الملكية أيضا بحلول 2013 آخر جيل من الفرقاطات المتطورة فريم متعددة المهام و التي يجري تجميعها في حوض لوريان الفرنسي المزودة بأنظمة رادار متعددة الوظائف و نظام دفاعي مضاد للغواصات السريعة و المتخفية كما أنها قادرة على إستقبال طائرات هليكوبتر للاستطلاع المبكر . وبغية تطوير قدرات البحرية الملكية لتأمين و مراقبة سواحل المغرب و خاصة من الشمالية و الجنوبية ستتعزز قدرات الرصد البحري ببرنامج لتوريد زوارق دورية بحرية. بحرية تصنعها الشركة الفرنسية Raidco البحرية مجهزة بمحركات ديزل قادرة على بلوغ سرعات بحرية تصل إلى 22 عقدة مع قدرة تجمل و مناورة غير مسبوقة التحمل .