ترأس الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية أمس الاثنين، حفل انطلاق الأشغال الفعلية لبناء قاعدة بحرية بالقصر الصغير. "" وذكر بلاغ لمصلحة الصحافة بالقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية أن الأمر يتعلق بأول ميناء بحري على الضفة المتوسطية للمغرب وسيشكل قاعدة لرسو السفن التابعة للبحرية الملكية التي تتولى حماية الساحل الشمالي للمغرب.
وأشار البلاغ إلى أن هذا الميناء سيشكل حجر الزاوية في التغطية البحرية التي تقوم بها البحرية الملكية بمضيق جبل طارق بالمنطقة المتوسطية وذلك بفضل موقعه الاستراتيجي الهام على الواجهتين الأطلسية والمتوسطية وكذا بحكم قربه من المركب المينائي طنجة المتوسط، علاوة على ما سيتوفر عليه من بنيات تحتية حديثة.
وستمتد الأشغال بهذا المشروع، الذي تقدر تكلفته بمليار و390 مليون درهم، على مدى ثلاث سنوات، وسينجز هذا المشروع بفضل شراكة بين إدارة الدفاع الوطني ووزارة التجهيز والنقل ووزارة الاقتصاد والمالية.
وفي هذا الإطار، أنيط بوكالة السكنى والتجهيزات العسكرية إنجاز ثكنات ومساكن ستمكن من إيواء أفراد القاعدة البحرية وكذا العاملين بقطاع البحرية بالشمال، وذلك في إطار حي بحري مندمج مجهز بالمرافق والتجهيزات الاجتماعية والتربوية الضرورية.
يشار إلى أن هذا المشروع الكبير، الذي ستنتهي الأشغال به في يوليوز2010 ، يعكس رغبة الملك محمد السادس في تحديث وعصرنة وحدات البحرية التابعة للقوات المسلحة الملكية وخصوصا في مجال التجهيزات وتحسين ظروف العيش.
إلى ذلك وصل عدد الفرقاطات التي تتوفر عليها البحرية الملكية إلى أربع فرقاطات، بعدما تمكن المغرب - حسب ما نقله موقع "مير إيماريتيم" الفرنسي- من إتمام صفقة تجارية بينه وبين شركة DCNS )شركة الصناعات البحرية الفرنسية)، حيث من المتوقع أن يتسلم المغرب فرقاطة من نوع Fremm المتعددة المهام بمبلغ 470 مليون أورو، أي حوالي 735 مليون دولار.
وتتوفر البحرية الملكية على أسطول لا يضم سوى ثلاث فرقاطات صغرى، منها اثنتان من صنع فرنسي (محمد الخامس والحسن الثاني)، وهما مصنوعتان في أوراش الأطلنتيك ب «سانت نازير»، وتم تسليمهما للمغرب في سنتي 2002 و2003. أما الفرقاطة الثالثة (الرحماني)، فهي من صنع إسباني ويرجع تاريخها إلى 1982. وكان المغرب قد قدم مؤخرا طلبا إلى شركة شيلدي شيببيلدنغ الهولندية المتخصصة في صناعة السفن لبناء ثلاث طرادات حربية من فئة سيغما سعة 1600 طن لصالح البحرية الملكية المغربية، وتبلغ قيمة هذه الصفقة أكثر من نصف مليار يورو.
ويأتي شراء الطرادات الثلاث في سياق تحديث أسطول البحرية الملكية. وينوي المغرب من خلال صفقة السيغما تأمين زوارق مرافقة للفرقاطة الفرنسية فريم، المضادة للغواصات، والتي تتوفر على تكنولوجيا متطورة تعد من آخر ما توصلت إليه صناعة السفن الحربية في أوربا ، وفي نفس السياق، اتفق المغرب مؤخرا مع فرنسا حول تفاصيل برنامج لتزويده بنظام رادارات متكامل لحماية واجهته البحرية.