بعد شهور قليلة على توقيعه عقدا مع فرنسا لحيازة فرقاطة من نوع فريم متعددة الاختصاصات، قدم المغرب طلبا إلى شركة شيلدي شيببيلدنغ الهولندية المتخصصة في صناعة السفن البحرية لبناء ثلاث طرادات حربية من فئة سيغما سعة1600 طن لصالح البحرية الملكية المغربية، وتبلغ قيمة هذه الصفقة اكثر من نصف مليار يورو، كما أن بناء هذه الطرادات سيستغرق خمس سنوات، وسيخلق طيلة هذه الفترة آلاف فرص العمل في ورش الشركة المذكورة. "" طرادات سيغما التي وافقت الشركة الهولندية على بنائها للبحرية الملكية مجهزة بنظام اسلحة وبنظام اتصالات متطورين جدا، وهي قادرة على استيعاب فريق من 80 شخصا، بالاضافة الى مهبط للمروحيات ومحرك على الديزل . ويأتي شراء الطرادات الثلاث في سياق تحديث أسطول البحرية الملكية الذي يتوفر على فرقاطتين من صنع فرنسي: محمد الخامس و الحسن الثاني اللتين تسلمهما من مصانع سان لازير على التوالي سنتي 2002 و2003 ، و سفينة كورفيط الرحماني اسبانية الصنع تعتبر من الناحية العسكرية متجاوزة ما دامت قد صنعت سنة 1982 وينوي المغرب من خلال صفقة السيغما تأمين زوارق مرافقة للفرقاطة الفرنسية فريم، المضادة للغواصات، والتي تتوفر على تكنولوجيا متطورة تعد من آخر ما توصلت إليه صناعة السفن الحربية في أوربا• وفي نفس السياق، اتفق المغرب مؤخرا مع فرنسا حول تفاصيل برنامج لتزويده بنظام رادارات متكامل لحماية واجهته البحرية• ويرى المراقبون أن لجوء المغرب في الآونة الأخيرة لتجديد ترسانته الدفاعية، يأتي في سياق اعادة التوازن الجيوستراتيجي لمنطقة شمال إفريقيا، خصوصا بعد التصعيد الجزائري في وتيرة السباق نحو التسلح ، حيث من المنتظر أن تتسلم الجزائر خلال الشهرين القادمين، عددا من طائرات الميغ والسوخوي وعشرات من الدبابات الروسية الصنع، والتي يدخلها المراقبون العسكريون في خانة الأسلحة الهجومية• وبخصوص السلاح البحري أعادت الجزائر مؤخرا تجديد ترسانتها، حيث أضافت إلى أسطولها غواصتين جديدتين روسيتي الصنع من نوع كيلو أضافتهما للغواصتين القديمتين اللتين أعادت في السنة الماضية تجهيزهما بصواريخ حديثة.