يحتل موضوع ظاهرة العنف في الملاعب ا لرياضية وسبل تنظيم سلوك الجمهور وتحديد حقوقه وواجباته قبل وأثناء وبعد المقابلة في الملاعب الرياضية مكانة مهمة في النقاشات الخاصة بالنهوض وتطوير الرياضة الوطنية. فهو ورش من أوراش خارطة الطريق التي رسم معالمها صاحب الجلالة محمد السادس. -1 تعريف الجمهور : ينقسم الجمهور إلى عدة أشكال: جمهور فردي»كشخص يذهب لوحده من أجل تشجيع فريقه» ، جمهور جمعوي»وهو المنتمي لجمعية من جمعيات محبي النادي»، جمهور علائقي»وهو الجمهور المتكون من أصدقاء الحي أو أصدقاء العمل ،... يقررون قضاء أمسية رياضية في تشجيع فريقهم» ، الجمهور الأسري» المتكون من أفراد أسرة تساند فريقها من خلال الحضور في المدرجات» الجمهور الأجنبي»وهو جمهور لا ينتمي للمدينة أو البلد أو الفرق المتبارية وحضوره بالمدرجات يأتي بسبب حبه للرياضة» وتنتمي هذه الأشكال إلى 4 أنواع من الجماهير: جمهور مشاهد ومحايد و جمهور متفاعل وجمهور منفعل»وهذه الفصيلة هي التي تسيء للرياضة».... الجمهور المشاهد المحايد هو الجمهور المتفرج الذي لا تهمه النتيجة بقدر ما يهمه الفرجة والمتعة بعيدا من الانفعالات السلبية والشوفينية التعصبية. جمهور النتائج: وهي العينة من الجماهير التي تتأثر أشد التأثير بالنتائج وحبها ومدى كراهيتها للفريق ترتبط بنوعية النتائج المحققة، وحضورها للملاعب وغيابها عنها تحدده النتيجة السابقة والموقع في سبورة الترتيب. الجمهور المتفاعل يعني المشاهد الذي يتفاعل ايجابيا وسلبيا مع أحداث المقابلة وينقد بموضوعية العطاءات بروح رياضية وتحضر وبعيدا عن التعصب ... الجمهور المنفعل هو الجمهور الذي لا يهمه من المقابلة سوى السلوك النابي والبذيء والغير المتحضر والدي يهدف عادة إلى السب والشتم والتخريب والعنف والعدوانية ، وينتهك حرمة أخلاقيات الرياضية بألفاظ وسلوكات وضيعة وشعارات مستفزة لا تمت للرياضة بصلة . 2 - واجبات الجمهور: - احترام الروح الرياضية -حسن مساندة وتشجيع فريقه سواء منتصر أو منهزم. - تحليه بمبدأ: لا للسب والشتم ونعم للتشجيع أثناء الخسارة قبل والفوز. - ابتعاده عن السلوك الشاذ والمشين قبل وأثناء وبعد المقابلة. - عدم التجاءه الى العنف والعدوانية قبل وأثناء وبعد المقابلة - التخلي عن السلوكات النابية والبذيئة ، وعدم انتهاكه لحرمة الأخلاقيات الرياضية بألفاظ وسلوكات وضيعة - عدم استعمال الشعارات المستفزة والمحرضة والعنصرية - الابتعاد عن السلوكات والتصرفات المشينة داخل وخارج الملعب. - الاحتجاجات على قرارات الحكام بأساليب متحضرة بعيدا عن السب والشتم والقدف. -التحلي بالروح الرياضية وأخلاقياتهاز التسامح، التعاطف، التاخي،،،. - التخلي عن الشوفينية والتعصب الأعمى - عدم التركيز الأعمى على بعض هفوات وأخطاء التحكيم وضعف اداء بعض اللاعبين . - عدم التعاطي للمخدرات والأقراص المهلوسة أو الكحول - الحفاظ على المنشآت والتجهيزات الرياضية -عدم إحداث أضرار بممتلكات الغير 2- حقوق الجماهير الرياضية: غالبا ما يتهم الجمهور ويلام على أنه كان سبباً في تعكير جو الفرجة بإحداثه الشغب وأنه خرج عن أخلاقيات التشجيع والروح الرياضية هذا إذا ما تناولنا سلبياته أما إذا تحدثنا عن إيجابياته فإننا نصفه باللاعب الثاني عشر وإنه ملح المباريات وبدونه لا تكتسي هذه المباريات أي أهمية وتكون بدون روح و باردة لا حرارة فيها وخالية من الإثارة والتشويق وكثيراً ما يطالبه المنظمون للمباريات بالحضور والمساندة والمؤازرة لأنه عامل مهم من عوامل الفوز. من هنا يعتبر تأطير الجمهور وضمان حقوقه وواجباته جزء من السياسة الشاملة التي تتوقف على التربية الخلقية وربطها بشكل مباشر بالقوانين المنضمة للفرجة الرياضية. وفي هذا الاطار تبقى الأخلاق الكريمة هي أساس السلوك الإنساني في جميع معطياته المعاملاتية الجماعية والفردية والرياضية لما لها من أثر عظيم في تنظيم الجماهير وتقييدها وضبطها، تماشيا مع- قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقاً» رواه مسلم . وانطلاقا من هذا فالأخلاق الكريمة هي مسؤ ولية الأسرة والمدرسة والجمعيات التي ينتمي إليها الجمهور والتي يجب ان تهدف الى سن مبادى وقواعد واسس لتنظيم سلوك الجمهور وانضباطه في الملاعب الرياضية، وخارجها من خلال تحقيق الأهداف الآتية : 1- الارتقاء بالسلوكيات الحسنة وتعزيزها، وتعهدها بالتشجيع والرعاية والحد من المشكلات السلوكية لدى الجمهورمن خلال القدوة الحسنة. 2- توفير امكانيات واضحة لجمعيات المحبين في الميدان التربوي للتعامل مع سلوكات الجمهور وفق أسس تربوية ورياضية. 3- تفادي الأساليب المستفزة في التعامل مع سلوكات الجمهور الخاطئة . 4-تهيئة البنيات التحتية والتجهيزات الرياضية المناسبة. 5- تعريف الجمعيات والجماهير بالقوانين المنضمة اللفرجة الرياضية وتحسيسهم بحقوقهم وواجاتهم والعقوبات التي تواجه المتشددين منهم وفق ما تقتضيه المخالفة. 6- تشجيع جمعيات المحبين وحثهم على الاهتمام بإيجاد ثقافة تربوية رياضية تشجع على الانضباط وتسعى لتحقيقه، ويقصد بثقافة تربوية رياضية منظومة القيم والعادات والتقاليد والممارسات النبيلة الموجودة في المجتمع المغربي الأصيل . من هنا يتضح الدور الفعال للجمعيات المحبين التي يجب أن تتوفر في أعضاءها: - تحلي جميع الأعضاء بالروح الرياضية المثلى والتشبت بسلوك مثالي سليم يحتذي به الجميع . - التركيز على أهمية التعلم والسلوك الحسن والانضباط. -الاهتمام بالشباب وإشراكهم في عملية التأطير واتخاذ القرار ومساندتهم في عملهم الجمعوي . - نشر قيم التعاون والمحبة والحوار والتسامح والعفو ... . 7- قيام جمعيات المحبين بوظيفتها القيادية في تأطير وتوجيه المشجعين وضبط سلوكاتهم فبل وأثناء وبخد المباريات عملها وذلك من خلال. 8- تقديم مقابلة جيدة في مستوى تضحياتهم. 9- التأطير وتعميم الوعي الرياضي والقانوني بين مختلف المتدخلين المستهدفين . 10- سهولة الولوجية والمغادرة وحسن المعاملة. 11-تحديد أثمنة التذاكر انطلاقا من الوضعية الاجتماعية. 12- الاستمتاع والفرجة المنشودة بالاستعانة بالتكنولوجية الحديثة فيما بين الشوطين. 13- تعامل اللاعب بعقلية محترفة وتخليه عن العاطفة وعدم تأثره بكلام الجمهور. 14-القيام بحملات توعوية وتحسيسية بالدور الفعال للجمهور 15- تنظيم مسابقات لاختيار الجمهور الرياضي بامتياز. 16- حق التعرف أخبار على الفريق في أقرب الآجال عبر تصريحات المسؤولين وتحسين التواصل بين الجمهور والمكتب والمدرب واللاعبين. 3 - التجهيزات الرياضية وعلاقتها بالجمهور: لتحقيق أهداف الانضباط السلوكي في ملاعبنا الرياضية لابد من توفر التجهيزات الرياضية المشجعة على الانضباط والاحترام من خلال: 1- تكاثف الجهود بين مكونات المشهد الرياضي من أجل بناء منشئات رياضية ومدرجات وفضاءات خاصة بالجماهير تحترم شروط السلامة والوقاية والراحة والفرجة 2- توفر بيئة سليمة و مشجعة للتشجيع والانضباط، قبل وأثناء وبعد المقابلة من قبل جميع الفاعلين في الحقل الرياضي (وزارة جامعة نادي جماعات محلية سلطات - جمعيات- ...) . 3- بناء مدرجات ومقاعد توفير المتابعة المريحة للمباريات 4- توفير أماكن مخصصة للصلاة 5- توفير مرافق خدماتية وصحية تلبي رغبات الجماهير وحاجياتهم خصوصا حالة العديد من المشجعين الذين يعانون من السكر والذي يتطلب وجود دورات مياه صحية 6- توفير محلات لبيع المواد الغذائية وعرضها بطريقة صحية بعيداً عن الطريقة التي نشاهدها الآن التي تتعرض فيها المأكولات للتلوث وتقدم وتباع للجمهور بطريقة خالية من إجراءات السلامة. 7- بناء تجهيزات تراعي سهولة الولوج والمغادرة والتنقل بسلام. هذه كها مرافق ضرورية وموازية تمكن من ضمان بعض الحقوق التي يجب أن توفر للجمهور الرياضي الذي دائماً نطالبه بالتحلي بالروح الرياضية وعدم إثارة الشغب وننسى حقه في متابعة المبارة في ظروف ممتعة ومريحة وسليمة.