لم يشأ الكونغرس الأمريكي الموافقة على خطة بوش لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي. وبذلك فمن المنتظر أن يغادر بوش البيت الأبيض متبوعا بذيول هذه الأزمة، وقد يمتد تأثيرها إلى مستقبل الجمهوريين بشكل عام في الانتخابات الرئاسية التي تعيش مراحلها الأخرة. ويرى المحللون أن رفض الكونغرس يعتبر رفضا لإنقاذ الاقتصاد العالمي أيضا، لذلك فقد كان لهذا الموقف صدى في العديد من مناطق العالم، سواء من خلال التعبير عن الاستغراب أو من خلال ما شهدته الأسواق العالمية من تراجع حاد، ينذر بفصول أخرى أكثر سوادا تنتظر العالم. وأمام هذا الرفض المفاجئ قال المفوض الاوروبي لشؤون التجارة بيتر ماندلسون مساء الاثنين ان البرلمانين الاميركيين «فقدوا رشدهم» برفضهم خطة انقاذ القطاع المالي. واعلن ماندلسون الذي كان يتحدث في نشرة الاخبار المسائية للبي بي سي انه يامل ان تكون السلطات الاوروبية من جهتها قادرة «على تفادي هذا النوع من اللامسؤولية وروح التحزب الذي شاهدناه في واشنطن» وراى انه من الاهمية بمكان ان تتحرك السلطات الاوروبية «»بطريقة سريعة ومرنة»» لكي «»تهب لنجدة المصارف»». وشدد على اهمية صياغة قواعد وتنظيمات اكثر الزاما للنظام المالي لكي تقلل المصارف من المجازفات في المستقبل. وفي نفس الإطار رفض الرئيس البرازيل لويس اناسيو لولا دا سيلفا ان تكون الدول الناشئة «ضحايا الكازينو» المالي في الولاياتالمتحدة وطالب واشنطن بالتحرك لانهاء الازمة المالية الحالية. وقال إن الولاياتالمتحدة مسؤولة لان الدول الناشئة والدول التي قامت بكل ما يلزم لاتباع سياسة ضريبية سليمة وبكل شيء لتبقى اقتصاداتها مستقرة لا يمكن ان تكون اليوم ضحية للكازينو الذي اداره الاميركيون بانفسهم». وأضاف أنه «ليس من العدل ان تدفع دول اميركا الجنوبية والدول الافريقية والدول الاسيوية ثمن عدم مسؤولية القطاع المالي الشمال اميركي». وقد تسبب الرفض في البداية في انهيار مؤشر بورصة وول ستريت واحد من أهم الأسواق المالية العالمية، حيث فقد مؤشر داوجونز 800 نقطة دفعة واحدة، ورأى المحللون أن هذه الوضعية بمثابة مؤشر يؤكد أن باقي الأسواق ستعرف مصيرا مشابها، وأن أياما عصيبة ستخيم على الاقتصاد العالمي تماما كما كان عليه الأمر في ثلاثينيات القرن العشرين، بعد أزمة 1929. وفي تداعيات الأزمة بعد رفض الكونغرس فتحت اسواق المال في باريس ولندن وفرانكفورت ابوابها يوم الثلاثاء على تراجع بينما اعلنت موسكو تعليق العمل في بورصتيها بامر من هيئة التنظيم المالي فور بدء الجلسة وذلك غداة رفض مجلس النواب الاميركي اقرار خطة انقاذ القطاع المصرفي في الولاياتالمتحدة. كما فتحت بورصة باريس على تراجع نسبته 1.99 % ليصل المؤشر كاك-40 الى80 ,3874 نقطة بينما بلغ التراجع في بورصة فرانكفورت عند افتتاحها1.36 % ليصل المؤشر الى 5728 , 30 نقطة. اما المؤشر فوتسي في بورصة لندن فقد انخفض0.71 % بالمقارنة مع الاغلاق امس ليبلغ 53.4784نقطة. وفي روسيا اعلن متحدثان باسم بورصتي موسكو تعليق المبادلات فيهما بامر من هيئة تنظيم الاسواق المالية. وفي نفس السياق شهدت اسواق المال في آسيا يوم الثلاثاء يوما اسود بعد رفض مجلس النواب الاميركي لخطة الانقاذ التي تقدمت بها ادارة بوش. فقد تراجعت بورصة طوكيو في منتصف جلستها الصباحية بنحو5 % بينما انخفضت بورصة تايوان6.16 % عند بدء الجلسة. واعلن بنك اليابان الثلاثاء ضخ ثلاثة آلاف مليار ين في النظام المصرفي الياباني لمساعدة المؤسسات المالية على مواجهة النقص في السيولة الناجم عن الازمة العالمية للرهن العقاري. وبدأت بورصة هونغ كونغ يومها على خسارة نسبتها5.6 %. ، كما خسرت بورصة بومباي3.5 % عند الافتتاح . وفي سيول انخفض المؤشر كوسبي5 % بينما تراجع مؤشر بورصة سنغافورة «»ستريتس «» 4 , 70 % ومؤشر «»اس اند بيمايه اس اكس200 «» في سيدني3.4 %. وتراجعت بورصة مانيلا في منتصف جلسة اليوم9 ,2 % وكوالالمبور4 ,2 %. وقال اتول مهرا المحلل في دار الوساطة «»جي ام فايننشال»» في بومباي «»نشهد رد فعل على الازمة العالمية وننصح زبائننا بالابتعاد عن السوق الآن»».