يحل جلالة الملك محمد السادس يوم الخميس المقبل ثامن يوليوز الجاري، بالولاياتالمتحدةالأمريكية في زيارة يلتقي خلالها الرئيس جورج بوش وعددا من المسؤولين الأمريكيين. وقد أصدر القسم الإعلامي للبيت الأبيض الأمريكي بيانا مطلع الشهر الجاري جاء فيه أن الرئيس جورج بوش سيرحب بجلالة الملك محمد السادس، يوم 8 يوليوز ,2004 وأنه يتطلع إلى لقاء زعيم بلد (المغرب) وحليف وثيق للولايات المتحدة، وبلد صنفه الرئيس الأمريكي نفسه أخيرا حليفا رئيسيا من خارج حلف الأطلسي، وعقدت معه الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أيام اتفاقية للتبادل الحر. ومن المنتظر أن يتطرق جلالة الملك، في الزيارة المرتقبة، مع الرئيس الأمريكي ومع مساعديه وبعض الأعضاء من الكونغرس، إلى العديد من القضايا ذات الشأن الوطني والإقليمي والدولي، بداية من المستجدات الأخيرة التي عرفتها قضية وحدتنا الترابية، آخرها استقالة الأمريكي جيمس بيكر من منصبه كمبعوث خاص للأمين العام الأممي كوفي عنان، مكلف بملف الصحراء، وتعويضه بالبيروفي ألفارو دي سوتو، وموقف بعض دول الجوار من وحدتنا الترابية، وسبل تفعيل الحل السلمي الذي ينشده الطرفان للخروج من النزاع المفتعل حول الصحراء، والذي عمر ما يزيد عن ربع قرن من الزمن. وستتطرق أيضا القمة المغربية الأمريكية هاته إلى أزمة الشرق الأوسط والوضع العام في العراق، خاصة مع استمرار الحديث عن مدى إمكانية إرسال قوات مغربية للعراق بطلب أمريكي، ضمن القوات متعددة الجنسيات، وإعلان الخارجية المغربية رفضها ذلك رفضا تاما، ومراسلة رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي المغرب في الموضوع نفسه من جديد قبل أقل من أسبوع. وتأتي الزيارة التي سيقوم بها جلالة الملك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تتويجا لسلسلة من المواقف الأمريكية التي حسنت من مستوى العلاقات بين البلدين، فمن الاتصالات الهاتفية بين جلالة الملك والرئيس جورج بوش للتطرق إلى القضايا الدولية والإقليمية، إلى الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي نفسه إلى جلالة الملك، في شهر أكتوبر من السنة الماضية والتي أكد فيها أن بلاده لا تسعى إلى فرض أي حل للنزاع في الصحراء المغربية، إلى التوقيع على اتفاقية التبادل الحر، وإعلان المغرب حليفا أساسيا لأمريكا من خارج حلف الناتو. وقد سجلت المرحلة الأخيرة تطورا ملحوظا في العلاقة بين البلدين، ذلك أن المغرب وأمريكا استطاعا بعد مفاوضات طويلة، استغرقت ما يفوق سنة كاملة، التوقيع على اتفاقية التبادل في منتصف يونيو الماضي، وهي الاتفاقية التي تم الاتفاق بشأنها خلال الزيارة الملكية التي قام بها جلالته إلى أمريكا في أبريل ,2002 والتي يعتبرها المغرب فرصة لتطوير اقتصاده. ويبقى من أهم الأحداث التي ميزت العلاقة بين المغرب وأمريكا إعلان واشنطن المغرب، في مطلع الشهر الماضي، حليفا أساسيا لها من خارج حلف شمال الأطلسي، وحينها أعلن مصدر مسؤول من البيت الأبيض أن هذا الإجراء، الذي قرره الرئيس جورج بوش نفسه، اتخذ طبقا لمقتضيات القانون المنظم للمساعدات المالية وبيع المعدات العسكرية الأمريكية للبلدان الأجنبية، في وقت أكد فيه متحدث باسم الرئاسة الأمريكية أن >الرئيس بوش اتخذ هذا القرار اعترافا بالعلاقات الوثيقة التي تجمع بين الرباطوواشنطن، وتقديرا للدعم الثابت للمغرب في الحرب ضد الإرهاب، وكذا لدور جلالة الملك محمد السادس كقائد متبصر في العالم العربي<، على أن هذه الصفة، التي ثمنها المغرب كثيرا، ستمكن بلادنا من الترشح للمشاركة في بعض العقود العسكرية الأمريكية والأبحاث العسكرية وبرامج التطوير التي تشرف عليها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون. ويرى مراقبون أن كل هذه المبادرات الأمريكية، التي لا تخرج عن دائرة التنافس الأمريكي الفرنسي على الشمال الإفريقي، تجعل المغرب يواصل الرهان على واشنطن لدعم وحدة المغرب الترابية والدفع في اتجاه تصفية هذا الملف بما يخدم مصلحة المغرب ومعه مصلحة المنطقة المغاربية كلها. وفي هذا السياق سبق للرئيس بوش أن أعرب للمغرب عن علمه بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة لتحسين العلاقات مع الجزائر والعمل بطريقة بناءة مع الأممالمتحدة ومع المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء، ومع الدول المجاورة، في إشارة إلى الجزائر، لإيجاد حل نهائي لقضية الصحراء، كما دعا المغرب والجزائر معا إلى المرونة من أجل التوصل إلى سلام دائم بينهما. عبد الرحمان الخالدي