مناورات عسكرية بحرية بمشاركة مغربية أمريكية بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الخميس 7 يونيو زيارة رسمية للولايات المتحدةالأمريكية لإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث كان جلالة الملك قد حل بالولاياتالمتحدة عشية الأربعاء، ومن المنتظر أن تكون قد تمحورت المباحثات بين العاهل المغربي والرئيس الأمريكي حول قضية الصحراء المغربية، والمقترحات الأمريكية الأخيرة لحل الأزمة، ووضع المغرب في حلف شمال الأطلسي والتعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب وقضايا أخرى. وكانت هذه الزيارة قد تم الإعلان عنها قي وقت سابق قبيل التوقيع الرسمي على اتفاق التبادل الحر بين البلدين، لكن تم تأجيلها بسبب الجولة الملكية في القارة الإفريقية. وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها للعاهل المغربي محمد السادس، إذا كانت الأولى في شهر أبريل ,2000 وتأتي في سياق مناخ جديد أخذ يطبع العلاقات المغربية الأمريكية في الفترات الأخيرة ويرشحها لمزيد من التقارب. فقد شكل توقيع اتفاق التبادل الحر بين البلدين إشارة إلى التحسن الملحوظ في العلاقات الثنائية والرغبة في الارتفاع بالعلاقات إلى مستوى استراتيجي أكبر، وتأكيدا على مدى الرهان الأمريكي على المؤهلات الاقتصادية التي يتميز بها المغرب في المنطقة، والانفتاح الإيجابي الذي ينهجه على المستوى الاقتصادي والسياسي والتجاري والثقافي، حيث أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر المغرب نموذجا في الإصلاحات السياسية والديمقراطية، من خلال إشارات التنويه الموجهة إليه من قبل المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول في أكثر من مناسبة، كما أشادت الإدارة الأمريكية عدة مرات بالمشاركة المغربية في إطار حملة محاربة الإرهاب التي تنهجها الولاياتالمتحدة منذ تفجيرات 11 شتنبر ,2001 وبدرجة التجاوب المغربي مع المطالب الأمريكية المتعلقة بملف الإرهاب الداخلي والإقليمي، في سياق طموح الإدارة الأمريكية إلى توسيع دائرة نفوذها في المنطقة وتقوية حضورها الأمني، عبر الاستناد إلى دول ذات علاقة متميزة معها مثل المغرب. من هذه الزاوية شكل منح المغرب وضع حليف أساسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش في الثالث من يونيو الماضي، تقديرا من طرف واشنطن للدور الاستراتيجي الذي يضطلع به المغرب في استتباب السلم والاستقرار والأمن في المنطقة، وعكس هذا الاعتراف الذي حظي به المغرب كأول دولة عربية وإفريقية مراهنة قوية على المغرب بموقعه الاستراتيجي كقاعدة لمحاربة الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والدفع بالتقارب الاستراتيجي بين البلدين خطوة أبعد إلى الأمام عبر إرساء شراكة أمنية متينة. ولا شك أن مثل هذه الخطوة سوف تخدم الجانب المغربي بمثل ما تخدم الجانب الأمريكي المبادر إليها، إذ أنها سوف تسمح للمغرب بالاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجال التسلح والدفاع والأمن، وتجعله في موقف قوي بالمنطقة. وتأتي هذه الزيارة قبل أقل من أسبوع من المناورات العسكرية المغربية الأمريكية المشتركة في الشواطئ المغربية بين الدارالبيضاء وأكادير قبالة جزر كناري التي ستستمر من 11 يوليوز الجاري إلى 16 منه، وتشارك فيها بالإضافة إلى المغرب والولاياتالمتحدة كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة، كما ستبعث اليونان مسؤولين عن الدفاع لحضور التدريبات البحرية التي ستشمل تدريبا بالذخيرة الحية في المياه المغربية . وتعرف تلك المناورات البحرية باسم عسكري هو (النسر الجليل 04 ) ويشارك فيها نحو 20 ألفا من القوات العسكرية، وتستهدف تعزيز العلاقات العسكرية بين جيوش الدول المشاركة فيها، ودعم قدرتها على إجراء عمليات مشتركة فعالة فيما بينها، وتدعيم الأمن والاستقرار في المنطقة المتوسطية. إدريس الكنبوري