حل، مؤخرا، وفد عسكري أمريكي بمنطقة رأس درعة قرب مدينة طانطان، حيث اعتادت القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم «أفريكان ليون» (الأسد الإفريقي)، وسط تساؤلات عن توقيت الزيارة ودواعيها، وإن كان الأمر يتعلق بالتحضير لمناورات عسكرية جديدة. وشوهدت عناصر من الجيش الأمريكي، طيلة الأسبوع ما قبل الماضي، وهي تتحرك بآلياتها من نوع «الهامر» في اتجاه منطقة مصب وادي درعة ( 35 كلم شمال مدينة طانطان) حيث يوجد المصب الذي تجري فيه منذ سنة 2007 هذه القوات مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش المغربي، كما قام العسكريون الأمريكيون، بزيارة استطلاعية لمستشفى الحسن الثاني بطانطان، بحسب ما أفادت به مصادر من المدينة. وفيما أفادت مصادر مطلعة بأن مسؤولين عسكريين أمريكيين برتب مختلفة غادروا، الأسبوع الماضي، مدينة طانطان، التي حلوا بها، مؤخرا، في إطار العلاقات الثنائية التي تربط الرباط بواشنطن، رجحت مصادر من المدينة أن تكون زيارة الوفد العسكري الأمريكي تحضيرا للمناورات العسكرية «الأسد الإفريقي 2010»، التي اعتاد البلدان إجراءها كل سنة منذ سنة 2005 ضمن برنامج التعاون بين الجيش الأمريكي والقوات المسلحة الملكية. إلى ذلك، أبدت مصادر حقوقية استغرابها لتوقيت زيارة الوفد العسكري الأمريكي وهدفها، خاصة أن توقيت المناورات العسكرية المشتركة لم يحل بعد، مشيرة إلى أن التواجد الأمريكي بالمنطقة أثار في صفوف الساكنة تساؤلات حول طبيعته وهدفه، وإن كان الأمر يتعلق بمناورات عسكرية لم يعلن عنها كما كان الأمر السنة الماضية، حين أعلنت السفارة الأمريكيةبالرباط، من خلال بيان صادر عنها، عن تاريخ إجراء مناورات»الأسد الإفريقي 2009». وتساءلت المصادر ذاتها عما إذا كان مصب وادي درعة، سيبقى مسرحا للمناورات العسكرية المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة مستقبلا، لاسيما في ظل الحديث عن عزم إقامة مشروع سياحي في المنطقة تتكفل به شركة «ألياونس» المختصة في العقار الفاخر والمشاريع السياحية. وكانت القوات المسلحة الملكية قد أجرت في ماي الماضي، مناورات مشتركة مع مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، بمشاركة ما يقرب من 650 جنديا أمريكيا و1000 جندي مغربي، استهدفت رفع قدرات الجيشين في مجال العمليات العسكرية وتبادل التجارب في ما يتعلق بالعمليات المدنية والعسكرية. وقام أعضاء من القوات الجوية الأمريكية، والحرس الوطني الأمريكي بمشاركة الفريق الطبي العسكري للقوات المسلحة الملكية، خلال تلك المناورات، بتقديم مساعدات إنسانية وإجراء فحوصات طبية عامة، بضواحي مدينتي كلميموطانطان». وتتضمن التداريب السنوية الدورية بين الجيش الأمريكي ونظيره المغربي شقا عسكريا حربيا، وآخر طبيا مدنيا. وتستخدم في التداريب العسكرية أسلحة متنوعة من الأسلحة الرشاشة، وقذائف المورتر، والصواريخ الموجهة عن بعد وأسلحة أخرى. وبينما تعذر على «المساء» الاتصال بالسفارة الأمريكيةبالرباط، طيلة صباح أمس، نفى محمد ضريف، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية،أن يكون للتواجد الأمريكي بطانطان، صلة «بالحرب على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وقال:» الهدوء الذي تعرفه منطقة المغرب العربي لا يستدعي إجراء مناورات لم تكن مبرمجة بين الجيشين المغربي والأمريكي، وأخال أن تواجد قوات المارينز في طانطان هو مرتبط ببرنامج متفق عليه بين المغرب والإدارة الأمريكية، وهو برنامج لا يشمل المغرب لوحده، وإنما أيضا دولا أخرى في المنطقة، كما هو الشأن بالنسبة إلى الجزائر التي من المتوقع إجراؤها لمناورات عسكرية مع الأمريكيين نهاية هذا الشهر».