أكدت مصالح السفارة الأمريكية، قرب انطلاق واحدة من أكبر المناورات العسكرية بين الجيشين المغربي والأمريكي، بمناطق ثلاث واسعة ببلادنا. وأنها ستمتد زمنيا، لأكثر من شهر ونصف الشهر. وهي المناورات التي تأتي، جوابا عمليا عن درجة الرهان الإستراتيجي على المغرب أمنيا وعسكريا في منطقة غرب إفريقيا. بل إنها المناورات التي صادف أنها ستنطلق مباشرة بعد محاولات الجزائر الإلتفاف على هذا الدور المغربي المحوري في العلاقة مع الحلف الأطلسي والمؤسسة العسكرية الأمريكية، من خلال سعيها إقصاء بلادنا من «التنسيق الجديد» بين عدد من دول غرب إفريقيا لمحاربة الإرهاب والتطرف بالصحراء الكبرى ودول الساحل. المناورات العسكرية الكبرى الجديدة بين بلادنا وواشنطن، ستشمل تلاث مناطق متباعدة، هي مصب نهر درعة بإقليمطانطان، وإقليمتارودانت، ثم إقليمالقنيطرة. مثلما أنها مناورات مركبة، تشمل المجال الجوي والبري والخدماتي الطبي. وأكد مصدرنا أن فرقا من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) التابعة للفيلق 23 بدأت تصل تدريجيا إلى مدينة طانطان للمشاركة إلى جانب القوات المسلحة الملكية في المناورات العسكرية المشتركة التي تجرى بانتظام منذ 2005 تحت اسم « أفريكان ليون» (الأسد الإفريقي). علما أن مناورات هذه السنة تتميز بكونها الأطول من حيث المدة الزمنية، حيث ستمتد من 28 أبريل الجاري إلى غاية 4 يونيو 2010. وقد سبق وصول جزء آخر من القوات الأمريكية إلى طانطان، توافد عدة مسؤولين عسكريين من رتب متفاوتة، واستقرارهم بالمدينة، منذ يناير الماضي. المناورات العسكرية الجديدة ستشمل أشكالا عدة للتكوين العسكري، بما فيها «زعامة القيادة العسكرية»، والتداريب الخاصة باستعمال الأسلحة النارية وعمليات حفظ السلام، والتزود بالوقود جوا والتدريب على التحليق بالطائرات بعلو منخفض. وستقوم عدة وحدات عسكرية أمريكية من الفيلق 23 لقوات المارينز الأمريكية بإدارة المناورات الخاصة «بمركز القيادة»، والتكوين الثنائي على مستوى الوحدات العسكرية، والتكوين الخاص بمؤهلات استعمال الأسلحة، وعمليات الحفاظ على السلام مع وحدات القوات المسلحة الملكية. وستشارك وحدات من المارينز وطائرات من المجموعة 234 للنقل الجوي العسكري المتخصص بالتزود بالوقود أثناء الطيران مع مجموعة 41 للمارينز والقوات الجوية الملكية، بالإشراف على التكوين حول التزود بالوقود أثناء الطيران، والطيران على مستوى منخفض لفائدة القوات الجوية الملكية. وأثناء هذه المناورات العسكرية، سيقوم الضباط العسكريون من الحرس الوطني الجوي الأمريكي لولاية «يوتاه» بتقديم مساعدات طبية في طب الأسنان والطب البيطري لفائدة السكان بإقليمتارودانت.