شكلت قضية الصحراء المغربية والرقي بالعلاقات الأمريكية المغربية محور المباحثات السياسية التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الأمريكي جورج بوش والمسؤولين الأمريكيين، خلال زيارته لهذا البلد، التي بدأت يوم الخميس الماضي. وأثناء استقباله لجلالة الملك في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، قبل توجهه إلى مدينة نيويورك، أشاد جورج بوش بالخطوات التي قطعها المغرب على طريق المسلسل الديموقراطي والانفتاح السياسي واحترام حقوق الإنسان، واتفق زعيما البلدين على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية التقليدية إلى مستويات أكبر لتدشين نوع من >الشراكة الاستراتيجية» بين الجانبين. وتعود العلاقة التاريخية بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية إلى القرن السادس عشر، حيث كان المغرب من أولى الدول التي أعلنت اعترافها بالقارة الجديدة، ومنذ ذلك التاريخ لم تنقطع علاقات البلدين على المستوى الديبلوماسي والتجاري والاقتصادي خلال الفترات اللاحقة، لكن أهم حدث طبع العلاقات بين أمريكا والمغرب، كان اللقاء التاريخي عام 1943 في الدارالبيضاء بين الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت وجلالة الملك الراحل محمد الخامس حول وضعية المغرب تحت الحماية الفرنسية، وقد شكلت هذه المحطات التاريخية أحداثا مرجعية يحاول البلدان اليوم البناء عليها لتطوير العلاقات أكثر بينهما، والدفع بها خطوات متقدمة إلى الأمام، أخذا بعين الاعتبار التطورات العالمية والإقليمية والجهوية، خاصة بعد أحداث 11 شتنبر، التي باتت تملي على البلدين نوعا من التقارب والتنسيق الأمني والشراكة الاستراتيجية، وبروز اهتمام أمريكي غير مسبوق بمنطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا، التي تعتقد أنها ربما ستصبح مستقبلا محورا للحرب على الإرهاب الدولي. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية اتفق الجانبان المغربي والأمريكي على ضرورة معالجة النزاع التقليدي القائم في المنطقة معالجة سياسية تنبني على التفاوض المباشر بين المغرب والجزائر ضمن إطار اتحاد المغرب العربي، كما يفتح الطريق أمام إخراج هذا المنتظم الإقليمي من الشلل الذي يوجد فيه بسبب هذا النزاع، ويؤدي إلى التقارب بين دوله وشعوبها. وفي تصريحات أمام الصحافة، عقب المحادثات التي أجراها العاهل المغربي مع الرئيس الأمريكي، قال الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، سكوت ماك ميلان، >إن قائدي البلدين بحثا بالإضافة إلى القضايا الثنائية التي تهم البلدين، الوضع في العراق والشرق الأوسط والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطورات الإيجابية في ليبيا»، وأبرز الناطق أن الرئيس الأمريكي والعاهل المغربي ناقشا أيضا السبل الممكنة أمام المغرب من خلال توظيف مكانته الريادية والثقة التي يتمتع بها في المساعدة من أجل الدفع إلى الأمام بقضية السلام في الشرق الأوسط. مشيرا إلى أن الرئيس جورج بوش عبر عن شكره لجلالة الملك محمد السادس عن الدعم الذي يقدمه المغرب ومساهماته بخصوص مواقفه في ما يتعلق بمبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، وسياسة مكافحة الإرهاب والتعاون مع حلف الشمال الأطلسي. إدريس الكنبوري.