يزور العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد غد الخميس بزيارة رسمية للولايات المتحدةالأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهي الزيارة التي كان قد أعلن عنها في وقت سابق بمناسبة التوقيع على اتفاق التبادل الحر بين البلدين في واشنطن، وتم تأجيلها بسبب الجولة الإفريقية للعاهل المغربي. وتعتبر الزيارة تتويجا لعدد من المحطات في العلاقات المغربية الأمريكية وتكريسا للتقارب الثنائي بين البلدين في شتى أوجه التعاون المغربي الأمريكي، وكانت آخر هذه المحطات هي إعلان الرئيس الأمريكي في 3 يونيو الماضي عن منح المغرب صفة الحليف القوي من خارج البلدان الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، إذ بذلك يكون المغرب أول بلد من العالم العربي وشمال إفريقيا يحصل على هذه الصفة التي سوف تمنحه امتيازات متعددة على صعيد التسلح والتقنيات العسكرية الحديثة وتوفير الحماية له من طرف الحلف. كما أن المغرب سيشارك لأول مرة يوم 11 يوليوز الجاري في المناورات العسكرية المشتركة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قرب الشواطئ المغربية، حيث سيشارك المغرب بنحو 20 ألفا من قواته وعدد من الطائرات الحربية، إلى جانب كل من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا والبرتغال وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية. ومنذ انطلاق الحرب ضد ما يسمى بالإرهاب، أصبحت الإدارة الأمريكية تضع المغرب في سلم متقدم في أجندة التنسيق الأمني والاستخباري في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا، وتزايد الاهتمام الأمريكي بالمغرب الذي أصبح يمثل مرتكزا للولايات المتحدة في استراتيجية محاربة الإرهاب في المنطقة ومراقبة البحر المتوسط، وقد تجلى هذا الاهتمام أكثر ببروز توجه أمريكي في قمة الحلف الأطلسي في استانبول بتركيا الأسبوع الماضي إلى منح المغرب العضوية داخل الحلف كأول بلد عربي وثاني بلد إسلامي بعد تركيا. وتبقى قضية الصحراء المغربية إحدى أهم القضايا التي ستتم مناقشتها خلال المباحثات بين العاهل المغربي والرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء الزيارة المرتقبة. وقد أصبح اليوم معروفا الموقف الأمريكي من هذه القضية ومن الوحدة الترابية للمغرب، وهو دعم الرباط في استعادة سيادتها على الأقاليم الجنوبية واستبعاد أي سيناريو للانفصال أو للحرب الإقليمية في ظل التعنت الجزائري والإعلانات المتكررة من طرف جبهة البوليساريو باحتمال العودة إلى حمل السلاح، وقد أعلنت واشنطن غير ما مرة عن ترحيبها بحل مرتكز على الحوار المباشر بين المغرب والجزائر بعد أن أتبثت الوساطات الأممية فشلها في تقريب الشقة بين مختلف الأطراف، ولا يستبعد أن تكون استقالة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في نزاع الصحراء جيمس بيكر يوم 11 يونيو الماضي بداية التوجه في هذه الطريق، وأن تدفع الإدارة الأمريكية الحالية في اتجاه وضع حل متوافق عليه للنزاع قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى خلال العام الجاري، إذ يرى المراقبون أن إدارة جورج بوش ستعمل على استثمار نجاحها في الوساطة في ملف الصحراء انتخابيا، مثلما فعلت في الملف السوداني. إدريس الكنبوري