أثارت الصفة التي منحتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للمغرب الخميس الماضي المتمثلة في اعتباره حليفا أساسيا من خارج حلف الأطلسي بعض ردود فعل سلبية كشفت عن بعض أوجه السياسة الخارجية لإسبانيا تجاه المغرب في عهد رئيس الحكومة السابق خوصي ماريا أثنار. وفي هذا السياق ذكرت جريدة لاراثون في عددها ليوم أول أمس الأحد أن أثنار عمل خلال السنوات الأربع الأخيرة من ولايته على معارضة كل أوجه التقارب الممكنة بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنها على وجه الخصوص منح الولاياتالمتحدة للمغرب صفة الحليف الأساسي الوحيد خارج الحلف الأطلسي من بين دول المغرب العربي، وهو القرار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة لأوربا. وفي تعليق على ما أوردته لاراثون، المقربة من الدوائر العسكرية الإسبانية، ذهبت جريدة العلم في عددها أمس إلى أن الحكومة السابقة لمدريد طالما كانت تسعى إلى منع تزويد المغرب بأسلحة ومعدات عسكرية أمريكية، مستشهدة بآراء بعض الأوساط الإسبانية التي لا تنظر بعين الرضى إلى التقارب المغربي الأمريكي، والتي ترى أن هذا القرار سيسمح للمغرب بالحصول على معدات عسكرية شبيهة بتلك التي تزود بها الولاياتالمتحدةالأمريكية بلدانا عربية حليفة خارج منظمة الحلف الأطلسي مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت. واستنادا إلى المصدر نفسه فإن أثنار كان حريصا دائما على أن يقنع بوش بألا يمنح للمغرب صفة الحليف الأساسي وقد وفق في ذلك، الأمر الذي فوت على المغرب فرصة الحصول على أسلحة مزدوجة الاستعمال، مدنية وعسكرية. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أصدر يوم الخميس الماضي مذكرة إلى وزير خارجيته بمرسوم رئاسي(رقم 352004)، اعتبر فيه أن المغرب حليف رئيسي للولايات المتحدةالأمريكية من خارج حلف شمال الأطلسي. وجاء في مراسلة للسفارة الأمريكية بالمغرب، توصلت التجديد بنسخة منها أنه وفقا للصلاحيات المخولة إلى الرئيس الأمريكي بموجب البند 517 من قانون المساعدات الخارجية لعام ,1961 الذي يشار إليه باسم (القانون)، فإنه يصنف الآن المملكة المغربية حليفا رئيسيا للولايات المتحدةالأمريكية من خارج حلف الناتو تماشيا مع قانون المساعدات الخارجية وقانون ضبط تصدير الأسلحة. وفي هذا السياق قال الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن الوطني فرايد جونز في تصريح نقلته وكالة أ إف بي: إن الرئيس الأمريكي اتخذ هذا القرار بناء على العلاقات الجيدة التي تربط المغرب بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ونقدر جهود المغرب غير المحدودة في القضاء على الإرهاب، كما نقدر الدور الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس كقائد صاحب رؤى في العالم العربي. من جانب آخر، تقبل المغرب هذا القرار بارتياح، وقال وزير الخارجية محمد بن عيسى نهاية الأسبوع الماضي إن المغرب يثمن قرار الولاياتالمتحدة بمنح المملكة وضع حليف أساسي من خارج حلف شمال الأطلسي، موضحا في تصريح صحافي أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب يرى أن هذه الخطوة تصب في ما توليه واشنطن من تقدير واعتبار لشخص جلالة الملك وللمملكة المغربية وللإصلاحات الكبرى التي تحققت في عهد جلالته في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن خطوة البيت الأبيض تعد تقديرا من الولاياتالمتحدة لدور المغرب كمحور لاستتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة. جدير بالذكر أن عددا من الدول، عربية وغير عربية، تستفيد من صفة الحليف الأساسي للولايات المتحدةالأمريكية من خارج حلف الناتو منها الأرجنتين والبحرين وأستراليا وكوريا الجنوبية ومصر واليابان والأردن والكويت ونيوزيلاندا والفلبين والتايلاند، بالإضافة إلى الكيان الصهيوني. عبد الرحمان الخالدي