اعلن مصدر فرنسي مطلع ، ان اجراءات امنية مشددة ستتخذ بمناسبة القمة من اجل اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط ، يوم الاحد القادم، في باريس، بحضور نحو اربعين رئيس دولة وحكومة. وقال المصدر المطلع على الملف ان ""حجم الانتشار الامني سيكون بحجم الحدث"". ولم تصدر السلطات اي معلومات حول عدد عناصر الشرطة والدرك الذين سيتم نشرهم. وفي قمم كهذه ، تؤخذ بالاعتبار, بالاضافة الى ضمان امن الشخصيات من اي تهديد ارهابي, تظاهرات واضطرابات محتملة للنظام العام على هامش الاحتفالات الرسمية. وتشهد كل اجهزة الشرطة تعبئة تامة ، لا سيما الجهاز المكلف بالحماية اللصيقة لرؤساء الدول والحكومات ، ووحدات التدخل السريع، وشرطة مكافحة الشغب. وستنشر كذلك سريات متنقلة للدرك على الارض ، فضلا عن وحدة امن الانهر ، وفرق هندسة ، وكلاب مدربة ، ووحدات دراجة لمواكبة المواكب الرسمية. واعتبارا من صباح الاحد, سيتم اغلاق المنطقة الممتدة بين ""لو غران بالي"" ، حيث تعقد القمة ، و""بوتي بالي"" الذي يستضيف العشاء الرسمي ، والاليزي . وتم العام الماضي، بمناسبة العيد الوطني وحده ، يوم14 يوليوز الذي شارك فيه القادة الاوروبيون الرئيسيون, نشر ما لا يقل عن خمسة الاف شرطي ودركي. في نفس السياق، قال مستشار للرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ان الاتحاد من اجل المتوسط ، ""يهدف الى تشجيع مسيرة السلام"" خصوصا في الشرق الاوسط. واوضح هنري غواينو، في مقابلة مع قناة ""ميدي1 سات"" المغاربية ،و ""ان الاتحاد من اجل المتوسط يهدف الى توفير ظروف تفاهم وتوافق افضل بين الشعوب"" ، وذلك ردا على سؤال بشأن حضور اسرائيل قمة قادة ورؤساء حكومات المتوسط واوروبا. وحول ""المشكلة"" التي يطرحها وجود اسرائيل ""لبعض الدول العربية، "" قال مستشار الرئيس الفرنسي، وجود اسرائيل وسوريا والاخرين في باريس ، يمثل ""اسهاما لا يستهان به في مناخ الحوار الذي استؤنف"". واضاف ان ذلك يشكل ايضا اسهاما لا يستهان به في ""ارادة السلام التي يتم التعبير عنها في كل مكان. ان الاتحاد من اجل المتوسط ليس اتحاد السلام ، بل انه اتحاد من اجل السلام"". وتابع ""ان اكبر نجاح للاتحاد من اجل المتوسط ، هو انه يوم13 يوليوز، سيجلس الى طاولة واحدة اناس انقطعت بينهم لغة الكلام ؛ اناس يتحاربون ، واحيانا يكرهون بعضهم البعض"". واشار الى ان ""السلام لن يشع كمعجزة من هذه القمة ، غير انها ستكون خطوة اولى"". وقال ان هدف الاتحاد من اجل المتوسط ، سيكون تفادي ""العراقيل التي منعت"" نجاح مسار برشلونة اطار التعاون الاوروبي المتوسطي الذي اطلقه الاتحاد الاوروبي في 1995 . واكد غواينو ، ان اطار برشلونة شكل ""مسارا تقرر فيه كل شيء من قبل الشمال ، وكان ملك الشمال. اما الاتحاد من اجل المتوسط ، فسيكون مسار تعاون، تكون المسؤولية فيه متقاسمة لتصبح ملك الجميع"". واضاف انه ، خلافا لمسار برشلونة، فان المشاريع في الاتحاد من اجل المتوسط ""ستكون ذات اولوية بالنظر الى الموارد. ولن تحدد الموارد المشاريع ، بل المشاريع هي التي ستحدد الموارد"". وقال ان الاتحاد الجديد يملك حاليا مئة مشروع معروض للبحث ، تراوح من مشاريع الجمعيات الساعية الى النهوض بوضع المرأة ، الى مشاريع البنى التحتية ، مثل مشروع قناة بين البحر الميت والبحر الاحمر ، اضافة الى الامن الغذائي ، والامن المدني ، ومقاومة التلوث في المتوسط ، والاصلاح الزراعي ، وانشاء مراكز البحوث العلمية وغيرها.