اتهمت سوريا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتأييد منطق الحرب الذي لوحت به شخصيات وقيادات إسرائيلية، وحذرت من أن لا أحد يستطيع توجيه دفة هذه الحرب في حال اندلاعها ، ولا إدراك مداها الأقصى وموعد نهايتها ، وحجم الدمار والفوضى الذي يمكن أن تخلفه. وقالت صحيفة« تشرين» السورية إن التهديدات الإسرائيلية تمثل انعكاسا حقيقيا لمنطق حكومة نتنيناهو، وتوضح نواياها بشن حروب جديدة بالمنطقة والذهاب بها نحو حرب شاملة لا توفر مدنا ولا بنى تحتية ولا بشرا ولا إمكانات. وأكدت الصحيفة أن إسرائيل ستكون مخطئة إذا واصلت اعتقادها بأن بوسعها أن تكون صاحبة القرار، وأن بوسعها أن تشن الحروب وتنأى بنفسها عن نتائجها، محذرة تل أبيب من اختبار «صلابة سوريا وعزيمتها وإصرار شبعها على استعادة أرضه المحتلة بكل الوسائل المشروعة والمتاحة والممكنة دون تمييز بين هذه الوسائل ودون أولويات بينها آنذاك». وينسجم ما أوردته الصحيفة السورية، مع تصريحات رسمية إسرائيلية بأن نتنياهو يؤيد تهديدات وزير خارجيته لسوريا بشن حرب ضدها، وإسقاط النظام فيها. ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أحد كبار مساعدي نتنياهو قوله لصحيفة إسرائيلية إن الأخير يساند تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ضد سوريا ، لكنه لا يود -هو شخصيا- إطلاق مثل هذه التصريحات في الوقت الراهن. وأضاف المسؤول أن على الجميع أن يدرك جيدا أن إسرائيل لا يمكنها أن تتجاهل أي تهديد موجه إليها، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية السوري، وليد المعلم, الذي قال، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني في دمشق، ميغيل موراتينوس، إن أي تحرش عسكري إسرائيلي بسوريا سيضع المدن الإسرائيلية في نطاق الرد السوري. بيد أن مصادر صحفية إسرائيلية أرجعت تهديدات ليبرمان إلى قلقه بصفته عضوا في الهيئة السباعية الوزارية من وجود اتصالات سرية لاستئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافا لإرادته. ووفقا لهذه المصادر، فإن القسم الأكبر من غضب ليبرمان يعود أساسا إلى تصريح وزير الحرب، إيهود باراك، الذي حذر من أن عدم الدخول في مفاوضات مع سوريا قد يدفع الوضع في المنطقة إلى حرب إقليمية. ووفقا لما ذكرته المصادر الإعلامية، لا يوجد سوى وزيرين فقط في اللجنة السباعية، وهما إيهود باراك، ودان مريدور، يؤيدان التوصل إلى سلام مع سوريا مقابل الانسحاب من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، في حين يعارض ذلك الخمسة الآخرون، وهم بنيامين نتنياهو، وأفيغدور ليبرمان، وموشي يعالون، وبيني بيغن، وإلياهو يشاي.