تعهد الرئيس السوري، بشار الأسد، أول أمس الأحد، بالوقوف إلى جانب لبنان ضد أي اعتداء إسرائيلي قد يتعرض له، بعد أقل من أسبوع من تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، له بالإطاحة به من السلطة وإلحاق الهزيمة بسوريا في أي حرب مستقبلية.وجاءت تأكيدات الرئيس السوري، أثناء اجتماع مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، ظهر الأحد، تناول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية والتطور الإيجابي، الذي تشهده العلاقات السورية اللبنانية وآليات دفعها. كما تناول الحديث التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد دول المنطقة والتطرف الإسرائيلي المرشح للقضاء على فرص إحلال السلام، من خلال إشعال المنطقة بالحروب وإدخالها في المجهول، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا". وأكد الأسد وقوف سوريا إلى جانب لبنان حكومة وشعباً ضد أي اعتداء إسرائيلي قد يتعرض له. وكان الرئيس السوري صرح لوزير الخارجية الأسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، الأسبوع الماضي أن إسرائيل "غير جادة في تحقيق السلام لأن كل الوقائع تشير إلى أنها تدفع المنطقة باتجاه الحرب". والأسبوع الماضي، ارتفعت حدة التراشق الكلامي بين دمشق وتل أبيب، بعد تحذير سوريا، على لسان وزير الخارجية، وليد المعلم، إسرائيل من مغبة أي اعتداء على سوريا أو جنوب لبنان، مشيرا إلى أنها ستتحول إلى حرب شاملة, وأن إسرائيل تزرع الحرب في المنطقة. وقال وزير الخارجية السوري "إسرائيل تزرع مناخ الحرب في المنطقة.. وسوريا تدعوها للكف عن إطلاق التهديدات تارة ضد غزة وتارة جنوب لبنان ثم إيران والآن سوريا... على إسرائيل عدم اختبار عزم سورية فإسرائيل تعلم أن الحرب سوف تنتقل إلى المدن الإسرائيلية وعليها الالتزام بمتطلبات السلام العادل والشامل." وسارع ليبرمان للرد على المعلم، بالقول إن سوريا "ستهزم وان الرئيس بشار الأسد سيخسر السلطة،" في أي حرب مع إسرائيل. وقال ليبرمان في كلمة بجامعة بارلان في تل أبيب مخاطبا القيادة السورية "رسالتنا إلى الأسد يجب أن تكون واضحة.. لن تخسر فقط الحرب المقبلة.. (لكن) أنت وعائلتك ستخسرون السلطة". وبدوره، بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى طمأنة سوريا، مؤكداً أن إسرائيل تسعى للسلام، ثم أصدر بياناً مشتركاً مع ليبرمان "أكدا فيه مجددا أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق السلام مع سوريا، ومع ذلك فإنها سترد بحزم وصرامة على أي اعتداء عليها. وكان أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي حذّر في مطلع الأسبوع الماضي، من نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وسوريا في ظل غياب تسوية سياسية، وقال إن الجانبين سيعودان "بعد حرب كهذه إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، وسيبحثان المواضيع ذاتها التي يبحثانها منذ 15 سنة". يذكر أن إسرائيل أجرت الأسبوع الماضي مناورات عسكرية واسعة في صحراء النقب تحاكي حربا على سوريا وتشمل غارات جوية بطائرات من طراز "أف 16" للوقوف على مستوى التنسيق بين سلاح الجو وأذرع الجيش في البر, وبتكتيك قالت تقارير إعلامية إنه اعتمد على توجيه ضربة مباغتة وسريعة للمواقع السورية وعزل المضادات الأرضية والصواريخ المضادة للدبابات. على جبهة أخرى، هدد حزب الله إسرائيل بتحطيم "القبة الحديدة بالقبضة المقاومة"، في أحدث تطور على صعيد تبادل التهديدات بين الحزب اللبناني والدولة العبرية.