يواجه مليون شخص في جنوبي الصومال خطر المجاعة بعد اضطرار برنامج الغذاء العالمي الأممي لتعليق عملياته عقب تهديدات ومحاولات ابتزاز من قبل المقاتلين المسلحين. فمن المعلوم أن معظم جنوب العاصمة، مقديشيو، يقع تحت سيطرة مليشيا «الشباب» المتطرفة التي اتهمت الوكالات الدولية بالعمل كجواسيس أجانب، وهددت بطردهم. وقد قتل أربعة من موظفي الوكالة هناك منذ غشت الماضي. ويذكر أن «الشباب» أصدرت، في نونبرت، مجموعة من المطالب لوكالات الإغاثة ، بما في ذلك إقالة النساء من كل الوظائف، وقيام كل مكتب إقليمي بدفع عشرين ألف دولار كل ستة أشهر لحمايتهم. وعندما رفضت الوكالة الأممية أمرتها المليشيا بوقف كل عملياتها مع أول يناير. وقالت وكالة الغذاء الأممية إنها أغلقت نحو ستة مكاتب لها في الجنوب، الأمر الذي يؤثر مباشرة على نحو مليون شخص وخاصة النساء والأطفال. وقد سارعت الوكالات العاملة في كينيا وإثيوبيا من خطواتها، بالإضافة إلى مراكز برنامج الغذاء العالمي في العاصمة الصومالية، تحسبا لهجرة جماعية محتملة من المناطق المنكوبة. وقابلت المليشيا الانسحاب بالفرحة وقال رئيس العلاقات العامة بها إنهم لن يسمحوا لهذه الوكالات بالمجيء ثانية وسيقومون بزراعة محاصيلهم بأنفسهم. أما المحللون فقد ربطوا محاولة ابتزاز برنامج الغذاء العالمي بالنقص الشديد الذي يواجهه التمرد الإسلامي هناك. وقال مستشار كبير بالحكومة الصومالية إن نفاد المال لدى الشباب ألجأهم للسلب والسطو. وكذلك تضاؤل تأييدهم الشعبي واضطرارهم لجباية الضرائب في أماكن مثل كيسمايو حيث لا يوجد عمل. يشار إلى أن «الشباب»، التي تزعم ولاءها للقاعدة، تعهدت بالإطاحة بالحكومة المؤقتة الضعيفة المدعومة من الأممالمتحدة. وقد تمكن المحاربون من محاصرة القوات الحكومية في منطقة صغيرة من العاصمة. والجدير بالذكر أن أكبر مخيم لاجئين في العالم يقبع في داداب ، على الحدود شمال كينيا. وحتى قبل تعليق برنامج الغذاء عملياته كان آلاف الصوماليين يتوافدون على المخيم شبه الصحراوي الذي يضم الآن أكثر من ثلاثمائة ألف شخص.