كانت العاصمة الصومالية ، مقديشيو، مسرحا لقصف للمدافع الثقيلة الذي استهدف خمس محافظات بشمال وجنوبالمدينة والتي تقع معظمها تحت سيطرة الحركات المسلحة، في حين قتل تسعة مدنيين وأصيب 19 آخرون بجروح بقذائف القوات الأفريقية, وفقا لما أورده السكان المحليون, وتتهم أطراف صومالية هذه القوات بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين. وجاء القصف إثر هجوم شنه مقاتلو« الحزب الإسلامي» على حواجز عسكرية بشارع مكةالمكرمة، وتقاطع تربونكا بمحافظة هودن، بجنوب العاصمة، وتبادلت القوات الأفريقية والحكومية من جهة، ومقاتلو الحزب من جهة أخرى إطلاق النار والصواريخ المحمولة على الأكتاف. وأعقبت المواجهات عمليات قصف مدفعي ثقيل استهدفت محافظات هودن، وهولوداق، وبونطيري، إضافة إلى وطيرقلي، وقبتا, وتقع تلك المحافظات على نصف المساحة الكلية للعاصمة تقريبا. وأكد مسؤول العمليات ب«الحزب الإسلامي»، شيخ محمد عثمان عروس، أن الهجوم كان مدروسا وأنه أصاب هدفه. وقتل ثلاثة مدنيين ; وأصيب سبعة آخرون إثر سقوط قذائف هاون، قال شهود عيان إنها أطلقت من جانب القوات الأفريقية على سوق بكارا, كما قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح عقب سقوط قذيفة أخرى على سوق للألبان بمحافظة هودن، جنوب مقديشيو. كما سقطت قذائف هاون على محافظتي داينيلى، وقوبتا ، مما أدى إلى مقتل رجل عجوز وإصابة امرأة بجروح، وقتلت قذيفة سقطت في تقاطع بلاكسي أيضا ثلاثة مدنيين وأصابت ثمانية آخرين بينهم طفلة واحدة. وعقب المواجهات، شن مسؤول العمليات في« الحزب الإسلامي»، شيخ محمد عروس، في تصريحات هجوما على القوات الأفريقية واتهمها بالسعي إلى تطهير ومعاقبة الأمة الصومالية عبر قصفها وتهجيرها، حسب تعبيره. وحذر شيخ عروس أوغندا وبوروندي من عداوة تاريخية مع الشعب الصومالي، كما رحب بمطالبة شخصيات وأحزاب سياسية في بوروندي حكومتهم بإخراج قواتها من الصومال، كما هدد بأن "المجاهدين" سيستهدفون أي قوات تأتي إلى الأقاليم التي تقع تحت سيطرتهم. ووصف تقرير صدر عن برنامج الغذاء العالمي الوضع بالصومال، بأنه الأسوأ منذ 18 عاما، مشيرا إلى أن نحو 3.6 ملايين نسمة بحاجة إلى مساعدات عاجلة, كما أن نحو 1.4 مليون صومالي في الأرياف يواجهون موجات جفاف كبيرة فيما تعيش 650 ألف أسرة حالة إنسانية يرثى لها.