لقي ما لا يقل عن 19 شخصا مصرعهم وأصيب 57 آخرون باندلاع معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، في مقديشو الاثنين، أثناء احتفال الحكومة الصومالية بالذكرى 50 عاماً على تأسيس الجيش. وقالت مصادر طبية أن طفلين اثنين على الأقل من بين قتلى القصف العنيف المتبادل بين القوات الحكومية والمليشيات المتشددة. وقال رئيس أجهزة الإسعاف في مقديشو، علي موسي، إن الفرق الطبية استعادت جثث 16 مدنيا فيما أصيب 55 آخرون.. وهناك أطفال في عداد الضحايا"، واصفا هذه المعارك بأنها "الأسوأ في الأشهر الأخيرة". وأوضح أن اثنين من القتلى قضوا نحبهم بانفجار قنبلة كانت تستهدف الجيش. وطال القصف المدفعي كافة أنحاء العاصمة الصومالية، بعدما ردت القوات الحكومية مدعومة من قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال (اميصوم) على قصف بقذائف مورتر أطلقها مقاتلو حركة الشباب على القصر الرئاسي والمطار أثناء الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء الجيش الصومالي، وفق موسى. وقالت الشرطة وسكان من العاصمة، التي أنهكتها الحرب إن قنبلتين مزروعتين على جانب الطريق يجري التحكم فيهما عن بعد كانتا تستهدفان قافلة لقوات الاتحاد الإفريقي قتلتا أربعة مدنيين وضابطي شرطة. وقال ضابط الشرطة نور صلاد لرويترز "القنبلة الأولى أصابت تقريبا آخر سيارة تابعة للاتحاد الإفريقي. هرع بعض رجال الشرطة وسكان إلى المكان ثم انفجرت القنبلة الثانية وقتلت هؤلاء الناس." ولا تسيطر الحكومة الصومالية إلا على بعض مناطق من العاصمة بينما يسيطر متمردو حركة شباب المجاهدين الإسلامية المتشددة على أجزاء كبيرة من جنوب الصومال ووسطه. ودعا الرئيس الصومالي، شيخ شريف، قوات الجيش، في كلمة داخل القصر الرئاسي "الوفاء بمسؤولياتهم، كقوات حكومية، لتحرير البلاد من المليشيات الأجنبية التي غزت البلاد، والمليشيات الأجنبية التي تساعد "الشباب". وتسيطر حركة الشباب، التي تؤكد انتماءها إلى تنظيم القاعدة، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991. وذكرت الحكومة الصومالية مراراً أن مئات المقاتلين الأجانب انضموا إلى المسلحين في الصومال، وأنهم قدموا من دول في جنوب آسيا، ومنطقة الخليج، ودول غربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وتستعد الحكومة والقوة الإفريقية لشن هجوم كبير من أجل استعادة السيطرة على مقديشو ومناطق أخرى في وسط وجنوب الصومال، ودحر المليشيات المتشددة منها. ومنذ أواخر 2009 تعد الحكومة الصومالية الانتقالية التي لا تسيطر سوى على جزء صغير من العاصمة، بالقضاء على المتمردين و"تحرير" المدينة.