قُتل سبعة مدنيين صوماليين وأصيب 12 آخرون بجروح يوم الأربعاء 20 غشت 2008 في قصف مدفعي للاحتلال الإثيوبي استهدف أكبر الأسواق في العاصمة مقديشو، وردت المقاومة الصومالية بالهجوم على مركزًا للاحتلال مما أسفر عن مقتل اثنين من تلك القوات. ويأتي قصف قوات الاحتلال على المدنيين بعد ساعات من توقيع الجولة الثالثة لاتفاقية جيبوتي بين التحالف من أجل تحرير الصومال والحكومة الصومالية. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال الإثيوبي فتحت النار عشوائيًا على المدنيين الصوماليين، مما حذا بالمقاومة أن ردت بقوة بالهجوم على أحد مراكز الاحتلال مما أسفر عن مقتل جنديين للاحتلال الإثيوبي، إضافة إلى أحد أفراد القوات الحكومية الموالية للاحتلال. وندد بالقصف المدفعي كل من مجلس قبائل الهويا ورئيس تجار السوق حيث انتقدوا قوات الاحتلال الإثيوبي والحكومة الموالية لها التي تكرر قصف السوق، معتبرينه انتهاكا واضحا للاتفاق الذي أبرمه التجار مع الحكومة وتم بموجبه تأسيس قوة محايدة للاهتمام بأمن السوق وجعله منطقة منزوعة السلاح. وانسجاما مع أجواء المصالحة هذه، كان من المتوقع أن يتم فتح شوارع عدة في مقديشو، وفقا لما أعلنه والي العاصمة محمد عثمان طقحتو أول أمس. ودعا الوالي النازحين للعودة إلى منازلهم، معلنا أن الحكومة قررت إعادة قوات الاحتلال الإثيوبية إلى معسكراتها تمهيدا لقرار يتم بموجبه ترحيل معسكرات قوات الاحتلال من العاصمة إلى ضواحيها. غير أن مصادر إعلامية أوضحت أن ما حدث هو العكس تماما، إذ إن قوات الاحتلال الإثيوبية انتشرت في الشوارع التي كان يفترض أن تنسحب منها، مما أدى إلى اندلاع قتال عنيف بينها وبين المقاومة الصومالية خاصة في شارع فوليرننرا القريب من القصر الرئاسي، وشارع بكارا. وفي تطورات أخرى، قالت المصادر: إن اثنين من عائلة واحدة قتلا وأصيب ثلاثة بجروح إثر سقوط قذيفة هاون على منزلهم بمحافظة هولوداق، في حين قتل ثلاثة من القوات الحكومة الموالية للاحتلال في انفجار لغم أرضي بدوريتهم قرب معسكر قولودباشا. من جهة أخرى، رحب القيادي البارز في المحاكم الإسلامية ورئيس التحالف من أجل تحرير الصومال جناح أسمرا شيخ حسن طاهر أويس بنتائج اجتماعات القيادات الميدانية للمحاكم. واعتبر في تصريحات صحفية أن ما تمخضت عنه الاجتماعات يثبت للشارع الصومالي أن المحاكم ما زالت متمسكة بمبادئها، رغم الاختلاف الذي قد يظهر بين مكوناتها. وتمسك القيادي البارز بما وصفه بحق المحاكم في مقاتلة القوات الغازية، في إشارة إلى قوات الاحتلال الإثيوبية، مؤكدا رفضها قبول أي اتفاق سلام يفرض عليها بالقوة، وقبل خروجها من البلاد.