سيعقد خالد الناصري وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة وفيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في هذا اليوم ندوة صحفية بالرباط، استعدادا لإطلاق القناة الأمازيغية وفي هذا الإطار فقد سبق للحكومة أن رصدت 500 مليون درهم على مدى أربع سنوات لمشروع القناة الأمازيغية ، الذي يرمي إلى تعزيز مكون الثقافة الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، وتم التوقيع على الملحق التعديلي للعقد-البرنامج المتعلق بالترتيبات النهائية لانطلاق هذه القناة منذ نهاية سنة 2008. ووقع على هذا الملحق خالد الناصري وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، وفيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة. وقال الناصري وقتها إن التوقيع على هذه الاتفاقية يروم خلق الإطار القانوني والعملي المناسب الذي سيمكن من انطلاق التدابير النهائية لإطلاق هذا المشروع الإعلامي الكبير. وسجل أن هذه القناة ستجسد التنوع الثقافي والحضاري الذي ميز الهوية المغربية على مر العصور، مضيفا أن هذا المنتوج، الذي سيشكل إضافة نوعية في المشهد الإعلامي، سيعكس من خلال برامجه مغرب الحداثة والديمقراطية والانفتاح. من جانبه، اعتبر صلاح الدين مزوار أن إحداث القناة الأمازيغية يعد مؤشرا قويا على التحول الجوهري والهيكلي الذي يشهده المجتمع المغربي، مؤكدا أن نجاح القناة هو نجاح للتعددية التي تطبع الثقافة المغربية. وبخصوص الترتيبات النهائية المصاحبة لإطلاق القناة الأمازيغية، أوضح العرايشي آنذاك أن القناة ستنتقل إلى مرحلة السرعة النهائية من خلال توظيف العاملين واقتناء الآليات، بالإضافة إلى إعداد مخططات التكوين التي سيشرف عليها أطر من الشركة الوطنية وأخرى أجنبية. وبعد أن أبرز أن هذا المشروع يأتي ليعزز التنوع الذي يميز قنوات القطب العمومي، أكد أن القناة الأمازيغية لن تحتل المكانة اللائقة ضمن قنوات القطب العمومي دون أن يكون لها مضمون متميز، وذلك من خلال الحرص على أن تكون قناة جديدة ترسخ قيم التعدد والغنى الثقافي التي تميز الحضارة المغربية. واعتبر أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حينها أن إحداث قناة أمازيغية تلفزية يعد حدثا تاريخيا بالنسبة للمغرب، بالنظر إلى أنه سيشكل محطة أساسية في مسار تعميق الحق في الإعلام الذي يعد أحد الحقوق الأساسية. وأضاف أن هذا المشروع يأتي انسجاما مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس لإعطاء مفهوم جديد لمنظومة حقوق الانسان، باعتبارها منظومة متكاملة غير قابلة للتجزيء تتضمن الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، معبرا عن استعداد المعهد لتقديم الخبرات الضرورية للقناة في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتن، وذلك لتحقيق شروط الجودة وفي إطار إدماج الأمازيغية في الإعلام تم بتاريخ 16 يوليوز2004 توقيع اتفاقية للشراكة والتعاون بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبين وزارة الاتصال، وذلك في شخص كل من العميد أحمد بوكوس ووزير الاتصال السابق نبيل بنعبد الله. و أكدت هذه الاتفاقية على ضرورة تعزيز مكانة الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري، كما وفرت فرصا مفتوحة لتنظيم ملتقيات مشتركة حول الأمازيغية ووضع التصورات الخاصة بالبرامج التلفزية، فضلا عن إحداث لجنة مشتركة أوكلت إليها مهمة التنسيق واقتراح البرامج. وانطلقت الاجتماعات الدورية لهذه اللجنة المشتركة حيث بلغ رصيدها حوالي 40 اجتماعا تمسكت فيه الوزارة الوصية خلال غشت 2004بمبدأ التدرج بشأن إدراج المكون الأمازيغي في مختلف الوسائط الإعلامية العمومية. وفي 21 يوليوز 2006، أعلن نبيل بنعبد الله وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق عن بداية التفكير في إحداث قناة تلفزية أمازيغية بتنسيق بين الوزارة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. جاء ذلك في أثناء الاجتماع الدوري للجنة الثنائية بين وزارة الاتصال والمعهد الامازيغي. وأشار نبيل بنعبد الله في 16 أكتوبر 2006، إلى أهمية القناة التلفزية الأمازيغية التي سيتم إحداثها في غضون سنة 2007 ومساهمتها في إغناء القطاع السمعي البصري العمومي. جاء ذلك عقب إشرافه على أشغال الاجتماع الدوري اللجنة الثنائية المشتركة بين وزارة الاتصال والمعهد الملكي . من جانبه، أكد العرايشي والتلفزة أن نظام بث القناة الأمازيغية سيندرج ضمن مشروع البث التلفزي الرقمي الأرضي الذي انخرطت فيه الشركة مشددا على حرص القناتين على توفير معايير الجودة بالنسبة لمنتوج الإعلام العمومي. وتم تشكيل لجنة من الخبراء تمثل الأطراف الثلاثة للسهر على مناقشة الجوانب التقنية والمالية للمشروع. وفي 17 دجنبر 2007، اجتماع الوزير الأول عباس الفاسي وعميد المعهد الأمازيغي أحمد بوكوس لتدارس الاعتمادات المالية الكفيلة بانطلاق المشروع. والاتفاق على انطلاق البث في يناير 2008 . وصلة بموضوع القناة الأمازيغية استقت «العلم» العديد من الآراء لمعرفة انتظارات المشاهد المغربي وما مدى استجابة هذه القناة لتطلعات هذا المشاهد.