الزمن بين مخيطات» El tiempo entre costuras هو عنوان الرواية التي قدمتها أخيرا الكاتبة الإسبانية (ماريا دوينياس بينويسا) بقاعة العروض بمعهد سيرفانطيس، وهي رواية مثيرة تجري أحداثها، حسب قول الكاتبة، في الفضاءات الاستعمارية لطنجة وتطوان. هذه الرواية تحكي قصة سيراكيروغا، ابنة خياط من مدريد، تغادر مدينتها مدريد عملا بنصيحة والدها محملة بمجوهرات العائلة وأموالها، يرافقها خطيبها راميرو حتى تطوان قبل أن تشتعل نيران الحرب، ويهرب بالمال تاركا خلفه سيراكيروغا حاملا ومفلسة. وبعد أن تخلصت سيرا من الصدمة النفسية التي كانت تعاني منها، ستساعدها كانديلاريا مالكة البيت على افتتاح مشغل يمكن أن تؤمه نساء العسكريين والديبلوماسيين المقيمين في شمال إفريقيا. هنالك ستتعرف على ماركوس لوغان، وهو صحافي متميز له ماض غامض، حيث سيرتبطان معا في قصة حب وصداقة دافئة. ولدت (ماريا دوينياس) بثيوداد ريال سنة 1964، وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في الفيلولوجيا وأستاذة رسمية بجامعة مورسيا. وكان جمهور تطوان، ضمن أنشطة المعهد، على موعد بدار الثقافة مع عازف القيثارة والموسيقي والمؤلف (خوان كارلوس كانييثاريس) في كونشيرتو، ويعتبر هذا الفنان الإسباني أحد الوجوه العالمية الهامة جدا للقيثارة الفلامنكية وللموسيقى الإسبانية المعاصرة، حيث استمتع الجمهور المتنوع المغربي والإسباني بعزفه المتميز، الذي ترك صدى في نفوسهم. نال هذا العازف ، الذي يمتلك تقنية جد محكمة وحساسة ذات جذور إثنية دون أن يتخلى عن البحث الحداثي، الذي يعتبر بمثابة الخميرة الملائمة للغة معاصرة، خاصة، ومتفردة، كما جاء في ورقة تعريفية بفنه، الاعتراف لتميزه بالكامل ولتوازن مميزاته الموسيقية. وقد ساهم مع العديد من الفنانين الكبار، من بينهم باكو دي لوثيا، وإنريكي مورينطي، وكمارون دي لاإيسلا، وخوان مانويل سيراط وأليخاندرو سانث. كما أبدع كمؤلف أعمال لفرقة الباليه الوطني الإسباني، وأشرطة صوتية لأفلام شهيرة وتأليفات لفنانين من ذوي الشهرة، وكعازف منفرد له الآن أربع أسطوانات خاصة: ليالي المغنطيس والقمر، نسخ أصيل لإسحاق ألبينيث، نقطة التقاء والمقطوعة إيبيريا، وألبينيث من طرف كانييثاريس. وبقاعة العروض بالمعهد ذاته، تم تقديم مجلة» ميستر بانداليا» Mester de Vandalia ، وهي عبارة عن مجلة كوسموبوليتانية للشعر والفن، تديرها (ماريا خيسوس فينتيس)، ويصممها (ألخاندرو بيدراخاس)، وتحاول هذه المجلة « استعادة معنى النقل القروسطي بالاقتراب من الجمهور المعني، إذ عبر شكل مختلف، وبحسب روحها التجديدية « حرفة التخريبيين» تقدم عينات لمتعاونين محليين وأجانب شرعوا ينضافون إلى اقتراح الصداقة والتمرد، والتجديد والتكريم، وتمضي متقدمة خطيا بفضل حماس أولئك الذين يتقاسمون، كمطلب وحيد، فكرة تغيير العالم». وفي إطار التعايش بين الشعبين الإسباني والمغربي اللذين يتقاسمان البحر ذاته والسماء ذاتها احتفل مهرجان (أرشيدونا سينما) بتعاون مع معهد سيرفانطيس بتطوان خلال منتصف شهر أكتوبر المنصرم بالنسخة الثانية من هذه الدورة التي تم تأطيرها ببرنامج سينمائي متوهج، وذلك تحت شعار « القنطرة، بانوراما سينما الأندلس»، كجسر للربط بين الضفتين بواسطة حكايات السينما، كما هو الشأن مع أي عمل فني. ومن الأفلام التي عرضت في هذه الدورة، فيلم « 3 أيام» لخبيير غوتييريث، 2008 و» سمك التون والشوكولاتة» لبابلو كاربونيل، 2008 و « مؤامرة الإسكريال» لانطونيو دل ريال، 2008 و» موائد البليار الفرنسي» لغارثيا كيريخيطا، 2007 وأخيرا، « لصوص» لخايمي ماركيس أولارياغا، 2008. وكان المعهد ذاته قد قدم في سياق دورة محاضرات: رحالة عبر المغرب سيرة علي باي والرحالة الأوربيون إلى الشرق، وهي السيرة الأولى التي تمت صياغتها روائيا عن هذه الشخصية المتفردة، التي تقدم لنا وجه الرحالة الكطالاني ضومنغو باديا ( 1767-1818)، الذي تحول إلى علي باي بعد أن شرع في رحلاته عبر الشرق. وتشير السيرة إلى أن مشروع علي باي قاده إلى المغرب، وطرابلس، واليونان، ومصر... إلى أن غدا الأوربي الأول الذي وصل حتى مكةالمكرمة. ويذكر أنه قد تجمعت لديه خلال خمسة أعوام من رحلاته ( 1803-1807) مواد وفيرة عن الجغرافيا، والفن، والحيوانات، والعادات والمظاهر الأكثر تنوعا في الأراضي والأقطار التي زارها، ومنها المغرب.