افتتح أخيرا بمعهد ثيربانتيس بالرباط معرض صور تتناول حياة الكاتب المغربي الراحل، محمد شكري، في إطار الدورة الرابعة لتظاهرة "ليلة المعارض .. مسار فني ليلي" التي أضحت موعدا ثقافيا مهما في الساحة الفنية بالعاصمة. ويقدم معرض "الحياة التعيسة لشكري"، الذي يستمر إلى غاية 18 من شهر أكتوبر المقبل، حوالي 35 صورة فوتوغرافية حول مسار حياة شكري، التقطها الصحافي الإسباني لويس دي فيغا ما بين سنتي 2003 و2008 بين سلسلة جبال الريف والأطلس والعرائش وتطوان وطنجة والرباط والدار البيضاء والصويرة وخريبكة. ويقترح معرض "الحياة التعيسة لشكري"، وهو عنوان مقتبس من رواية الكاتب الإسباني أنخيل باثكيس "الحياة التعيسة لخوانيتا ناربوني"، رحلة فوتوغرافية في حياة صاحب ثلاثية "الخبز الحافي" و"زمن الأخطاء" و"وجوه"، قادت الصحافي الإسباني إلى فضاءات تخلد لمسقط رأس محمد شكري ومكاني نشأته ووفاته وتشهد على حياة من التشرد والضياع في "زمن الأخطاء" انتهت بشكري في أحضان الأدب الروائي العالمي. وتعد هذه التظاهرة الفنية بمثابة سفر مادي وروحي، انطلق من خلال اللقاء الذي جرى بين الصحافي الاسباني ومحمد شكري في شهر فبراير من سنة 2003، قبل وفاته بتسعة أشهر، وهو سفر عبر عوالم شكري وقراءة لظروف طفولته القاسية وحياته المبعثرة. وكان صاحب "مجنون الورد" و"الخيمة"، حسب سيرته الذاتية، قد عاش طفولة قاسية وفقيرة، حيث دفعه عنف والده إلى مغادرة بيت أهله مشردا في شوارع طنجة ليسقط ضحية البؤس والدعارة والمخدرات. وبعد أن تعلم القراءة والكتابة خلف القضبان، وأنهى تعليمه بالعرائش خلال الستينيات، عاد إلى طنجة ليبدأ في نشر أعماله ومذكراته حول اللقاءات التي كانت تجمعه بالكاتب بول بولز وجان جيني وتينيسي ويليامز. يذكر بأن "ليلة المعارض -مسار فني ليلي" تتيح الفرصة لعشرين رواقا بكل من مدينتي الرباط والقنيطرة لتسليط الضوء على أزيد من أربعين فنانا يعكسون تنوع المشهد التشكيلي المغربي وكذا الأجنبي وتفسح المجال لمجموعة من المؤسسات الثقافية المشاركة للتعارف وتبادل التجارب من أجل توحيد الرؤى حول مشاريع ثقافية مستقبلية.