في الصورة الممثل الإسباني خابيير بارديم رفقة زعيم البوليساريو القلم والصورة...الأسلحة الجديدة التي عوضت الكلاشنكوف في نزاع الصحراء مرة أخرى ينجح وفد من بوليساريو الداخل في الوصول إلى مخيمات تندوف،بعد الزيارة التي قام بها وفد سالم التامك في الصيف الماضي واعتقل على إثرها بمطار محمد الخامس بعد العودة. الوفد يضم 11 ناشطا صحراويا، من بينهم نساء وطفل صغير وشباب، يتزعمهم إبراهيم الصبار، الذي لم يمض على حصوله على جواز السفر سوى أيام، حتى فوجئت السلطات المغربية بقيادته للوفد الصحراوي. ومثل الوفد الأول، كانت المحطة الأولى بالجزائر، حيث تم استقبال الوفد داخل مقر البرلمان الجزائري(المجلس الشعبي)، لتوجه بعد ذلك إلى مخيمات تندوف حيث حظي باستقبال حافل التقى فيه بمختلف قيادات الجبهة. إنهاالدبلوماسية الجديدة أو الحرب الجديدة للبوليساريو. حرب تعوض دوي المدافع، وتحقق نتائج وصدى أكثر مما تحققه الحرب والديبلوماسية الرسمية، سواء للبوليساريو أو الجزائر. وخلال نفس الأسبوع الذي كان فيه النشطاء الصحراويون يتجولون بمخيمات تندوف، كانت رمال المخيمات تحتضن الدورة العاشرة من مارتون الصحراء، بمشاركة أزيد من 214 عداء أغلبهم أجانب وبصفة خاصة جزائريين واسبان. لم تعد التهديدات بالحرب، ولا التصريحات النارية، تستعمل وحدها في الصراع بين المغرب والبوليساريو، فعندما كان رالي باريس دكار يستعد قبل سنوات، للمرور عبر الأقاليم الصحراوية، انتفضت الجبهة والجزائر وبعض الأوساط الإسبانية للضغط على المنظمين من أجل إلغاء محطة المغرب، تحت التهديد بسلامة المشاركين. هناك مجال أخر للصراع، قليلا ما يقع الإنتباه إليه من طرف المغاربة،وتعول عليه جبهة البوليساريو كثيرا في الدعاية واستقطاب التعاطف والترويج للأفكار.إنه مجال الإبداع والفكر والثقافة والفنون، ذلك أن الكثير من الأنشطة والتظاهرات التي تقام بالعديد من الدول الأوربية، والتي تستقطب حضورا كبيرا، هي عبارة عن تظاهرات ثقافية وفنية. للبوليساريو كتاب وشعراء ورياضيون وفنانون، وأكثر من ذلك هناك عشرات الكتب والروايات والأفلام التي تناولت نزاع الصحراء، من وجهة نظر البوليساريو. بعض هذه الأعمال والكتب والإبداعات من تأليف كتاب صحراويين موالين للبوليساريو، والبعض الأخر من توقيع كتاب وصحافيين ومخرجين أغلبهم اسبان. أصدر كتاب جبهة البوليساريو والمتعاطفون معها، خاصة من الإسبان 11 مؤلفا خلال سنة 2009 و22 مؤلفا سنة 2007 كأعلى نسبة من الكتب الصادرة عن نزاع الصحراء خلال العقد الأخير. ومن بين 250 مؤلفا، نجد فقط عددا قليلا منها كتاب صحراويون، من المحسوبين على البوليساريو.أما ما تبقى، فقد ساهم في تأليفه كناب وصحافيون ومثقفون اسبان. إصدارات يقول عنها الروائي صاحب طبيب ايفني و عمالقة الصحراء:إن قيمة هذه الكتب ، رغم قلتها، تكمن في أنها، تضع القاطرة لكتابة تاريخ أخر عن المنطقة بكثير من الحياد والموضوعية. إصدارات في مختلف أجناس الإبداع ، تتوزع بين الرواية والقصة والشعر والكتب التاريخية. وحتى الإصدارات السياحية، لاتخلو من نخفة إبداعية، تخفي الكثير من الإيديولوجيا والإنتصار لرأي البوليساريو، لكنها تلقى رواجا كبيرا خاصة أن العديد منها يحمل توقيعات كتاب كبار. على ماذا تحتوي هذه الكتب؟ما حمولتها؟ كيف تفاعل معها السياسيون والمثقفون المغاربة؟ ولمن توجه هذه الكتب؟ ومن يقرأها؟ وكيف تتم صناعتها؟ الإجابة عن الأسئلة تكشف بعض خفايا النزاع في الصحراء، وطرق إدارته وحتى صناعته. فالبوليساريو لايتوفر على صناعة سينمائية ولا على بنية تحتية للنشر. بل حتى هذه الإصدارات غير موجهة ، في مجملها، إلى سكان المخيمات، بل إلى الرأي العام الخارجي والإسباني في المقام الأول، كما يكشف ذلك ل الحياة أحد الكتاب النشطين في هذا المجال. إنها صناعة فاعلة في مواجهة التي تخوضها البوليساريو، لكنها ذات تمويل إسباني وجزائري، والكثير منها من توقيع أسماء أسبانية، جامعات وحكومات محلية وجمعيات ودور نشر أسبانية تتولى بنشاط طبع هذه الإصدارات وترويجها. كما يتولى فنانون ومخرجون كبار الإشراف على سينما البوليساريو وتنظيم مهرجانات الجبهة والدعاية لها، بل حتى تكوين شباب المخيمات في المجال السينمائي. فهل تخوض اسبانيا حربا إبداعية بالنيابة عن البوليساريو؟ إن التعاطف الكبير مع أطروحات الجبهة تجد صدى لها وسط الرأي العام بالجارة الإسبانية مرده،إضافة إلى العوامل التاريخية والسياسية،إلى الحرب الإبداعية التي أهملها المغرب ، والتي تحظى باستقبال كبير من القارئ الإسباني والأجنبي. حرب بالصورة والقلم، وأخرى بدبلوماسيةبوليساريو الداخل التي أصبح يتقن استعمالها محمد عبد العزيز وقيادة جبهة البوليساريو في نزاع الصحراء. أسلحة تخاطب العقل والوجدان والعاطفة،وتأثيراتها أصبحت أخطر من طلقات الكلاشنكوف. الحياةتنشر بعضا من الحقائق المثيرة لهذه المؤلفات، عن صناعتها،أبرز كتابها، كما تنقل جانبا من مقومات سينما البوليساريو؟ وطبيعة موضوعاتها؟ وكيف تنظر إلى المغرب والمغاربة عموما؟ وكيف تعالج موضوع نزاع الصحراء؟ حقائق مثيرة عن مؤلفات البوليساريو : حرب تتولى اسبانيا تمويلها والترويج لها لاتصدر عن جبهة البوليساريو، التي تخوض المواجهة مع المغرب من تندوف، فقط تصريحات مسؤوليها وبيانات أجهزتها حول صراع عمر أزيد من 35 سنة فقط ، ولم تقتصر الحرب على المواجهة المسلحة أو المفاوضات التي تجري برعاية الأممالمتحدة، بل هناك و سيلة لخوض هذا النوال المفتوح. يتعلق الأمر بالكتب والمجلات والمؤلفات التي تفتح جبهة أخرى من الصراع في الصحراء. فعوض دوي المدافع،تتولى الأقلام جانبا من الدعاية والتعريف بما يميه البوليساريوالقضية. والهدف هو جلب التعاطف. الحياة تنشر بعضا من الحقائق المثيرة لهذه المؤلفات، عن صناعتها، ومضامينها، وأبرز كتابها. سنوات الصراع سنوات الكتب: أصدر مثقفو جبهة البوليساريو والمتعاطفين معها خاصة من الإسبان 11 مؤلفا مختلفا خلال سنة 2009 و22 مؤلفا سنة 2008 و31 مؤلفا سنة 2007 كأعلى نسبة كتب خلال العقد الأخير. على ماذا تحتوي هذه الكتب؟ ما حمولتها؟ كيف تفاعل معها السياسيون والمثقفون المغاربة؟ ولمن توجه هذه الكتب ومن يقرأها؟ وكيف تتم صناعتها؟ تحمل أغلب كتب البوليساريو شحنة سياسية إذا لم نقل نفحة ثورية حتى بالنسبة للكتب الأدبية ، الشعرية منها. فأغلبية عناوين الكتب السياسية ترصد الحياة السياسية ومستجداتها وهكذا نجد فقط خلال سنة 2009 هذه العناوين: الدولة الأولى في الصحراء الغربية، الصحراء الغربية الحق في الإستقلال،أجراس الصحراء : الدرس القاسي في الصحراء، دموع شعب جريح، رحل في المنفى... في بداية الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو صدر مؤلفين الأول سنة 1976 للكاتب خوان سيغورا بالوماريس بعنوانالصحراء منطق بدون منطق تم تلاه في السنة الموالية كتاب للمؤلف رامون غريادو بعنوانالصحراء: رغبة وموت الحلم الكولونيالي ويعتبر هذان الكتابين من أقدم المؤلفات التي أرخت لبداية الصراع بين المغرب والجبهة فيما يعرف بقضية الصحراء الغربية. الكاتبة والصحفية كونشي مويا (39سنة) الصحفية كونشي مويا( من مواليد1971 بمدريد،حاصلة على الإجازة في علوم الإعلام من جامعة مدريد)، ساهمت في نشر العديد من الكتب الشعرية الصحراوية إلى اللغة الإسبانية، متعاطفة بشكل كبير مع الشعب الصحراوي. قدمت الديوان الشعري موسيقى من رياح الخماسين لعلي سالم اسلمو. وهي متعاطفة بشكل كبير مع جبهة البوليساريو صرحت لالحياة الكتابات عن الصحراء الغربية كتابات عن التحرير وهذا ما يحدد كتاباتي .ففي كتابها المسرات الصحراوية (2009)،يتم الحديث عن التقاليد والجغرافيا والتاريخ ، و ومن خلال السرد تستحضر عمق الإنسان الصحراوي.و تعبر الكاتبة الصحفية كونشي مويا(conxi moya) عن الرغبة في معرفة ثقافة عميقة وساحرة بالنسبة للمنطقة وأهلها و تستشهد بها المؤلفة على طول الصفحات البالغ عددها 206. في نفس السنة 2009 وبنفس الحماس أصدرت الكاتبة كونشي مويا روايتها الثانية بعنوان الأمراء الأخرون (224 صفحة) منطلقة من سؤال استنكاري ماذا يمكن أن ينتج عن رحلة إلى بعض مخيمات اللاجئين في الصحراء؟ تجيب إذا كان المسافر لا يعرف شيئا عن الناس الذين سيعيش التجربة معهم، يمكن أن يكون كارثة كاملة عليهم. إلا إذا كنت من اللاجئين الصحراويين،ففي هذه الحالة سيعود بحقيبة محملة بالقصص العاطفية ولن تغادر الذكريات قلب المسافر. وفي سؤال الحياة لصاحب رواية في الخيمة على الساعة السادسة مارتن بيرلايز غارمنديا (40 سنة) من يقرأ هذه الكتب ولمن هي موجهة؟ الحقيقة هذه الكتب موجهة للرأي العام الإسباني لذلك تجد أغلب هذه الكتب باللغة الإسبانية ،بعد ذلك تتم ترجمتها للغات أجنبية وزاد موضحا هو أن الكتاب ينتقل بين الكثير من الأيدي لفهم طبيعة ما يقع هناك( يقصد الصحراء الغربية). تتحدث الرواية عن شاب يدعى على يبلغ من العمر 30 سنة يقطن بمدينة الداخلة وبالضبط بحي الثلاثة . بعد حصوله على شهادة البكالوريا يقرر العودة لمدينته، ليستأنف حياته فيها وفق منظوره النضالي والفلسفي للحياة. وحسب الكاتب فمن السهل قراءة الكتاب الذي يبرز تواريخ مختلفة وحكايات أبطالها من داخل الصحراء . تقع الرواية في 128 صفحة. في حين ان الصحفي اغناسيو سامبريرو في كتابه الجاران المتباعدان : أسرار الأزمة بين اسبانيا والمغرب (2007) يكشف عن الكثير من وجهات النظرالمختلفة والقضايا العالقة بين المغرب واسبانيا. وعلى امتداد سنوات الصراع ،ظهرت للوجود مجموعة من الكتب المتنوعة والمختلفة ففي سنة 2000 نجد 8 كنب تم ثلاثة كتب سنة 2001 وحوالي 10 مؤلفات بين 2003و 2006. وحسب مصادر الحياة فإن هذه الكتب تتجاوز 250كتابا. وفي نفس السياق سألنا الراوئي خافيير ريبرتي صاحب طبيب ايفني و عمالقة الصحراء هل 250 كتابا الموجودة منذ بداية الصراع مع المغرب كافية لإبراز الكثير من الحقائق المغمورة؟ إن قيمة هذه الكنب رغم قلتها فإنها على الأقل تضع القاطرة لكتابة تاريخ أخر عن المنطقة بكثير من الحياد والموضوعية. يعلق. ففي أربعة كتب سياسية وتاريخية هي: الصحراء الغربية الحق في الإستقلال للمؤلف:مارتن دي فرابوفييل والقانون الدولي ومسألة الصحراء الغربية مؤلف جماعي : فانسو شابو كارين ارتز بيدروبينتو لييت. ، مع الصحراويين تاريخ من التضامن 1975 إلى يومنا هذا للمؤلف رجين فيي مو( دار نشر لارماتون 2009)، نجد الكثير من الرؤى والروايات المختلفة بين جبهة البوليسايو والمغرب بمستويات جهوية ووطنية وبأبعاد دولية في سؤال عريض من يملك الحقيقة ، هل هو من يملك السلطة؟ أم من يملك أليات الكتابة وفق نظرته للأشياء؟ كتب البوليساريو وصناعتها: هل تصنع اسبانيا والجزائر كتب البوليساريو؟ وما الفائدة من دعم هذه الكتب وإنعاش سوق الكتب؟ أغلب الكتب التي تتحدث عن البوليساريو أو التي تتناول نزاع الصحراء، من وجهة من وجهة نظر الجبهة، ساهمت مجموعة من المؤسسات العمومية الإسبانية بدعم كتاب البوليساريو في مبادرات متعددة ،وهكذا ساهمت جامعة الباييس باسكو في نشر كتاب دموع شعب جريح(2008)، نفس الأمر بالنسبة لجامعة مدريد في نشر الصحراء الغربية النباتات واستعمالاتها .وأصدرت جامعة لاس بالماس بجزر الكناري صوت النار(2007) ووثائق جامعية بإصدار الرسومات ما قبل تاريخية في الصحراء الغربية(2008 ، نفس الأمر بالنسبة لجامعة ألكالا دي هناريس (مدريد)لطبع ديوان مقاطع منفية(2007) للشاعر باهية محمود أواه ونفس الأمر بالنسبة لمندوبية بلدية سرقسطة باصدار مؤلفأم دريغة ( معركة أم دريغة الشهيرة) والعديد من التقارير والمؤلفات منذ سنة 1990 .تم الجامعة المستقلة لمدريد في اصدارالعيون تصيح بما تصدح تم جامعة فالنسيا ومساهمتها في اصدار كتاب أطفال وطفلات صحراويون (2008) للكاتب خوصي مييغيل سوريانو) وساهمت جمعية جيل الصداقة الصحراوي (تجمع للشعراء الصحراويين) بإصدار مجموعة من الكتب من بينها واحد وثلاثون. وتوجد أغلب دور النشر المتخصصة في العديد في طباعة هذه الكتب أغلبها بالديار الإسبانية منها على سبيل الذكر: دار النشر لاكمبرا وكذلك دار النشر لومين وكذلك جمعية أصدقاء الصحراء وجمعية القنطرة وحكومة الباييس باسكو. ومن بين250 مؤلفا مهتما بقضايا الصحراء نجد فقط ثلة من الصحراويين وما تبقى هم من الإسبان وهذه الأسماء هي المتداولة بشكل كبير محمد فاضل ولد سالم وفاطمة غالية وعلال مولود والشاعر باهية محمود أواه والكاتب ساس ناه العروسي في كتابه الصحراء في القلب(2007) ،عبدالرحيم بردا حمادي دموع جزائرية(2008) و الشاعر محمد سالم عبداللطيف ابنو صاحب رحل في المنفى(2008) وصوت النار(2007). ويتصدر قائمة شعراء البوليساريو كل علي سالم إسلمو، شخدان محمود، لمام بويشة، الوالي لحسن، محمد علي علي سالم،محمد سالم عبداللطيف ابنو، محمد سيداتي، صالح عبداللهي، زهرة حسناوي، فاضلي اسليم، مولود اسليم...هؤلاء الشعراء نجدهم مجتمعين في ديوان أم دريغة.وأغلب قصائد هؤلاء الشعراء سواء باللغة الإسبانية أو المترجمة إليها تتخذ من الثورة والتحرير والحرية أبعادا فلسفية للتعبير عن جوانب نزاع الصحراء. ترويج كتاب البوليساريو تتولاه الجمعيات المساندة لجبهة البوليساريو والبالغ عددها أكثر من 480 جمعية داخل اسبانيا بترويج الكتاب الصحراوي والمساهمة في كثير من الأحيان بإخراجه لدائرة الضوء وتسويقه في المعارض المتنقلة أو بإقامة عروض تقديمية لمؤلف الكتاب. ورغم تنوع هذه الكتب فهناك صنف أخر يظهر في الكثير من المعارض والمكتبات وهو من صنف الكتب السياحية مغلفا هو الأخر بمدخل تاريخي ومضامين سياسية في كثير من الأحيان ،لايخلو رغم صوره المزدانة من نفحة سياسية تبشر بمقولات جبهة البوليساريو . ونظرا للرواج الذي تلقاه هذه الكتب ، نظرا للدعاية القوية من الهيئات والجمعيات الداعمة للبوليساريو، خاصة في اسبانيا، فإن العديد من دور النشر تتسابق لنشر وترجمة الكثير من الأعمال سواء كانت إبداعية أو سياسية، بغض النظر عن مضامينها ومحتوياتها. المرأة ككاتبة وبطلة للأحداث: من بين سلسلة الكتب الداعمة لجبهة البوليساريو سواء في اسبانيا أو في مناطق متفرقة من العالم خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية أو فرنسا نجد مجموعة من الكتب حول نساء الصحراء أو بعبارة أدق نساء البوليساريو، وفي هذا الإطار نجد أقدم كتاب تناول نساء الصحراء يعود تاريخه سنة 1991 المرأة في الثورة الصحراوية للكاتب فرانسيسكو بيندا يسلط الضوء على دور المرأة الصحراوية في معادلة الصراع بين المغرب والبوليساريو. وفي سنة1998 صدر كتابين على التوالي نساء صحراويات،نساء الواحة للأستاذة كريستيان بريغو ذات الأصل السويسري ويعتبر هذا الكتاب من أدق ما كتب عن النساء الصحراويات نظرا لدقتة العلمية . والشيء الصحراوي والنساء،دائما كنا أحرارا للكاتبة دولوريس خوليان. وفي سنة 2002 نجد كتاب بنات الصحراء،رسائل من المخيمات الصحراوية(2000) للكاتبة المترجمة أنا تورتاخادا ، تصف الكاتبة فلسفتها لفهم الفلسفة الخاصة لسكان المخيمات كان علي أن أحمل حقيبتي وأسافر إليهم تتحدث الكاتبة عن رحلتها لمخيمات تندوف وقد خصصت الجزء الكبير من كتابها عن تجارب النساء هناك مدعمة في كثير من الأحيان بقصص وأمثال من وحي المنطقة وأساطيرها. تأخذ المرأة في هذه المؤلفات صفة المرأة المقهورة ،غير القادرة عن الدفاع عن نفسها،معاناتها التي لاتتوقف عند الولادة بل تنضاف لها حياة المخيمات والجوع والقهر. وأغلب هذه الكتب مدعمة بصورمن لدن محترفين في فن التصوير وبشهادات حية عن الأوضاع الإقتصادية المزرية للنساء داخل المخيمات. الطفل الصحراوي في قلب القضية: المدرسة الصحراوية من القافلة إلى حرب التحرير1987 للكاتبة السويسرية كريستيان بريغو، يعد من أقدم المؤلفات حول أطفال البوليساريو ،ومن خلاله تسرد الكاتبة الكثير من حكايات الطفل الصحراوي في المخيمات وكيفية وطرق التعليم والتلقين. ويأتي كتاب الباحثة بعد رحلة قادتها إلى مخيمات تندوف سنة 1987. وكتب الطفل الصحراوي لها شعبية كبيرة داخل اسبانيا نظرا لبساطة أسلوبها والأجواء الحالمة المرافقة للكتب والتي تخضع لمراقبة مسبقة في تحديد أعمار من يقرأها كما هو معمول بإسبانيا. ونظرا لما يحظى به كتاب الأطفال من شهرة داخل اسبانيا. وبالنظر لما يحظى به الكاتب غونزالو مويرو بشعبية كبيرة نتيجة تراكم العديد من أعماله (أكثر من 60 مِؤلفا) القصصية حول الطفولة ،فخلال سنة 2007 أصدر أربعة أعمال أدبية عمالقة القمر،كلمات من الحلوى،خطوة من الديار،قبلة من الصحراء (2000).غونزالو مويرو يعتبر نفسه مواطنا صحراويا ولا يتردد في القول ولدت في فالنسيا ،عشت في أسترياس وأشعر كذلك أنني صحراوي ،بمعنى مواطن من العالم . ومن بين الكتب التي توزيعها وقراءتها بشكل جيد كتاب حرب إفريقيا(2007) للكاتب اغناسيو مارتنيز بيريس. ونجد كذلك الأطفال و الطفلات الصحراويون لخوصي مييغيل سيرانو دي كاستيو، وهذا الكتاب يسلط الضوء على الأطفال داخل المخيمات ومشاكل التغذية والعديد من الجوانب المرافقة كالتعليم والصحة الرواية والقصة الفصيرة كشكل للمواجهة: في اطار دعم البوليساريو أو القضية الأليمة كما يسميها المثقفون الإسبان خرجت للوجود العديد من الروايات التي تتحدث في اغلبها عن انماط من الحياة داخل المخيمات. وتعتبر رواية خافير ربيرتي طبيب ايفني(200) من أشهر الروايات على الإطلاق ،تنطلق أحداثها من مدينة مدريد بموت رجل مع عاهرة في قلب منزل،مما يضطر امرأتان للفرار. واحدة من المرأتين تعيد وهي ابنة المتوفى قصة أبيها الذي تشبه قصته جيرار كنبال،المسمى طبيب ايفني الذي زار مدينة سيدي ايفني ابان سنوات الستينات من القرن الماضي. حسب النقاد الإسبان تعتبر رواية طبيب ايفني من انضج روايات الكاتب وأشهرها والتي تم الترويج لها بشكل كبير. مجموعة أخرى من الروايات من بينها ،قبلة الصحراء(2001)لون الرمال(2006) لإيلينا أوكلغان ،الأمراء الأخرون ،المسرات الصحراوية. فأغلبها تتخذ من الصحراء مكانا لها. وفي كثير من الأحيان تنطلق الكثير من الروايات من الشمال لتعود إلى الجنوب خاصة إلى المخيمات حيث الكثير من الأحداث والوقائع التي تتفاعل في قوالب ابداعية وبمنظور يبرزالجانب الإنساني لمخيمات اللاجئين. كتب تتحدث عن العيون وسيدي إفني وتندوف: تحتل الأرض مكانا كبيرا في الكتابات الصحراوية و تكاد جميع الكتب دون استثناء ،سواء كانت سياسية أو ذات صبغة إبداعية حيزا كبيرا للمكان ،وهكذا نجد مثلا في كتاب العيون تصيح بما تصدح(تأليف جيل الصداقة) مدينة العيون بثقلها التاريخي في قلب معادلة الصراع نظرا لما تشكله من ثقل سياسي في الصحراء الغربية برمتها. هذه المدينة التي تختزل تاريخ الصحراء الغربية منذ بداية الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو بالكثير من الأحداث وأثرت على المدن المجاورة لها وظلت بالنسبة للبوليساريوالعاصمة التي تغري بالنضال وبالحلم معا. نجد كذلك مدن أخرى الداخلة، سيدي ايفني، هذه الأخيرة الحاضرة بقوة في مشهد كتب البوليساريو بغزارة سواء من حيث الكتب الإبداعية أو السياسية أو التاريخية،فنجدها ممثلة في قبر على ايفني (2008) للكاتبة خوانا غونزاليس مارتن، ومذكرة ايفني(2008) لبويوس بوخاديس وكتاب ايفني: الصحافة والحرب التي لم تقع 19571958 (2006) للكاتب لورانسو فيدال غوارديولا وكتاب سيدي ايفني57:انطباعات متحول(2006) للكاتب جوزيف كونتي خوش وكتاب ايفني والصحراء للدكتور ماريانو فرنديز أسيتنو. تم العديد من المدن والقرى من بينها أم دريغة كما الديوان الشعري أم دريغة لمجموعة من المؤلفين سنة (2007) الذي يستحضر المعركة الشهيرة بنفس الإسم. وتأخذ الأرض شكل الحديث عن الصحراء بمفهومها الشاسع مثل أرض الجنوب للمؤلف ألبرتو برتخو بارينا والصحراء في مؤلف جماعي في سؤال الصحراء الغربية إلى متى(2005) ونجد عناوين مثل قبلة الصحراء لغونزاليس مارو ولون الرمال لغونزالو مويرو(2007) . ولايقتصر الحديث عن الصحراء بل ينتقل الحديث إلى الأمكنة الطبيعية الساحرة والمناطق الصحراوية السياحية ودراستها كما هو الشأن فيالنباتات واستعمالاتها وكتاب الرمل والريح (2007) للكاتب ألبرتو بساكويس فيغويرا. ونجد الحديث عن المخيمات لما يلعبه في حياة الإنسان الصحراوي بعاداته وتقاليده. وتتردد الخيمة في مجموعة من المؤلفات كما هو الشأن في الخيمة على الساعة السادسة(2009) وكذلك تحث الخيمة :قصص شعبية من الصحراء(2007) لمجموعة من المؤلفين. وتبرز مخيمات تندوف بقوة كذلك، في العديد من المؤلفات مزدانة بصورمن فلب المخيم للأطفال والشيوخ والعجزة والنساء ومناظر الخيام والوجوه التي لفحتها الشمس ،معززة بشهادات حية عن واقع المخيمات ومعسكرات التدريب مرتبطة في مجملها بأطروحة الحنين إلى الأرض كما تصوغها البوليساريو. الحقيقة التاريخية بلون البوليساريو: في البداية هناك اختلافات جوهرية في كتابة تاريخ الصحراء المعاصر بين جبهة البوليساريو والإسبان والجزائرين من جهة والباحثين والمؤرخين المغاربة سواء كانوا رسمين أوغير رسمين من جهة ثانية لذلك نجد في معظم كتابات البوليساريو والإسبان مفاهيم ومصطلحات تؤثت هذه النوعية من الكتب فنجد بشكل دائم مفاهيم من قبيل الصحراء الغربية ،الصحراء الإسبانية ، المخيمات ، حرب التحرير،الدولة الحرة ،الجمهورية ،الحرب المقدسة، الدولة المحتلة ، الحكم الديكتاتوري،الشعب الصحراوي ، القضية الأليمة. الطفل والمرأة الصحراوية.. ولهذه الكتب سياقات سياسية معينة كوفاة الحسن الثاني واعتلاء الملك محمد السادس أوكأحداث ليخيدو بألمرية 2002 ووقائع جزيرة ليلى وسقوط حكومة أزنار وانتصار سباثيرو في الانتخابات وترأسه للحكومة لولايتين متتابعتين. في البداية يمكن أن نستحضر الكاتب ألبرتو باسكويس فيغورا(من مواليد سانتا كروس تنريفي 1936) له مجموعة من الأعمال حول سكان الصحراء يحددها في تاريخ الطوارق بمنطقة الصحراء الغربية ومن بينها عيون الطوارق(2007) ، رمل وريح(2007) و مغامرة السفر (2007). عينة أخرى من الكتب تمتاز بنظرة شاملة وتستحضرالبعد الدولي بأشكاله القانونية والحقوقية الدولة الأولى في الصحراء الغربية (2009) لمحمد فاضل ولد سالم و دموع شعب جريح(2008) لفاطمة غالية وعلال مولود. تواريخ الصحراء: الأحسن والأسوأ في العوالم(2001) للكاتب أليخاندرو غارسيا غارسيا. التاريخ الرمادي للواحات:مقاربة تاريخية للصحراء(2004) للكاتبان خوصي رامون ودييغو أغيري نجد كذلكجرائم في الصمت (2008) من طرف مجموعة من اتحاد الحقوقيين الصحراويين ،مدعما بالصور والوثائق والخرائط تم توزيعه بمدينة القسطنطينية بالجزائر. ففي هذه الكتب برمنها لاتخرج عن اظهار سكان المخيمات أقلية وأن المعتدي يأتي من الشمال. وفي التاريخ الممنوع للصحراء الإسبانية(2007) للكاتب طوماس باربلو (من مواليد لاكورونيا 1958) نجد نبرة أخرى مغلفة بالكثير من المعطيات والبراهين التاريخية يسوقها الكاتب بحكم معرفته الدقيقة للقضية وأبعادها بشكل أقرب للحقيقة )يردد الكاتب خرجت طفلا من سيدي ايفني ،ومنذ 1969 عشت في مدينة العيون حتى حدث المسيرة الخضراء،سافرت إلى المغرب ، الجزائر وتونس والصحراء الغربية واشتغلت متعاونا مع العديد من الصحف لكتابة التاريخ الممنوع للصحراء . وحسب العديد من المؤلفين ممن تحدثت إليهم الحياة لايترددون في اعتبار هذه المعطيات ،حقائق مطلقة ومقدسة لايمكن المجادلة فيها مضفيين أن كتاباتهم مغايرة تماما للرواية الرسمية المغربية أو الباحثين المغاربة. ويظل الرابط الأساسي الذي يجمع أغلب هذه الكتب بكل أنواعها حتى الأدبية أو السياحية منها، تركيزها على بعد تاريخي مكثف بمنظور البوليساريو، يبرز ويحدد تاريخ الصراع برؤية واحدة. سينما البوليساريو...الحنين إلى الأرض بعيون اسبانية بقدر ما تحضر السينما لدى جبهة البوليساريو، في إطار النزاع مع المغرب، بقدر ما تغيب بالكامل على المستوى الداخلي إلا في حالات استثنائية. فهي مغيبة على مستوى البنيات، حيث لاوجود لقاعات عرض سينمائية ولا لمخرجين أوممثلين صحراويين داخل المخيمات، لكنها حاضرة بقوة على مستوى الفعل السينمائي الخارجي. فكيف يمكن تفسير هذه المفارقة العجيبة؟ وما هي مقوماتها السينمائية؟ وما موضوعاتها؟ وكيف تنظر إلى المغرب والمغاربة عموما؟ وكيف تعالج موضوع نزاع الصحراء؟ يعود أول فيلم سينمائي يؤرخ للصراع بين جبهة البوليساريو والمغرب من خلال الشريط الوثائقي : " الصحراء الغربية الإستقلال أو التعذيب" (1976)/ ناطق / 25 دقيقة للمخرجين ابارندو ميغيل ومويل برونو وبربيشيت ثيو . يسجل الشريط احتلال الصحراء من طرف الإسبان سنة 1884 وانسحابها منها لصالح المغرب . ويصور بداية التحول في الصراع بين الطرفين بتأسيس جبهة البوليساريو وحدث المسيرة الخضراء سنة 1975. كما يسجل الفيلم صعوبة العيش بفعل ظروف الحرب والتهديدات المتبادلة بين كلا الطرفين . وينتهي الفيلم باسترجاع المغرب لأرضيه وبتدخل الجزائر واسبانيا لصالح الجبهة. في سينما البوليساريو نجد الحديث بلا ملل عن طبيعة الصراع وتداولا لتعابير و مصطلحات مثل: الصحراء الغربية ، المغرب ،الجزائر ، الجبهة ، الصحراء ، المخيمات ، القلاع ، الإحتلال ، المسيرة الخضراء ، الإستقلال ، الحرب ، الجنود ، المدنيون ، الأضرار ، الخسائر ، النساء ، الأطفال ، الرحل ، المعارك... وتشرح أحدى المطويات الترويجية أن سينما البوليساريو تهدف إلى " اعطاء حل جزئي للإحتياجات الكاشفة من أنشطة ثقافية وتكوين مرئي للاجئيين بمخيمات تندوف بهدف تحقيق أنشطة إشعاعية ثقافية مسجلة على نطاق سينمائي " . وتزيد هذه المطويات في توضيح مشروع سينما الجبهة في" تقريب الوضعية التي يحياها سكان تندوف إلى الرأي العام ". تنفيذ هذا المشروع يتوزع على ثلاثة أشطر : انجاز مهرجان دولي سينمائي وخلق شبكة من أعمال الفيديو وانجاز ورشات ودروس للتكوين المرئي. وقد نظمت جبهة البوليساريو، في إطار صراعها الجديد بالصوت والصورة مع المغرب،أول مهرجان سينمائي أطلقت عليه المهرجان الأول للفيلم الدولي في الصحراء سنة 2003،في إحدى المخيمات. وحسب جريدة الباييس الإسبانية فقد حضر ذلك المهرجان 53 ألف شخص، وساهم فيه 250 فردا أغلبهم من الإسبان، حيث تم نصب شاشة عملاقة لمدة ثلاث ليال متتالية، بمساهمة العديد من المخرجين، من بينهم: السينمائي الباسكي خوليو مديم، وخابير كوكويرا،وأشيرو منليس، وإيمانول أوربي،وخابيربينتورا، وفيرناندو بريس، والقاص بول لافيرتي، والمخرج بيدرو ألمودوفار، والمخرج لويس غارسيا بير لانغا، بفيلمه أهلا بالسيد المارشال(1953). وعرض خلال المهرجان 21 فيلما من إنتاج اسباني مترجمة إلى اللغة العربية، وهي أول مرة يرى فيها غالبية سكان المخيمات سينما بشاشة عمالقة. وفي مقال للصحافي الإسباني ديغو غلان معنونسينما كبيرة تحث النجوم، نشر في جريدة الباييس في نوفمبر 2003، يسهب الكاتب في وصف الجو الإحتفالي للمهرجان، وكشف عن إرسال أطفال في حدود 12 سنة إلى كوبا لتلقي تكوينات في المجال السينمائي. وقد شهدت الدورة الأولى احتجاج بعض سكان المخيمات ضد بعض لقطات فيلم من الجانب الأخر للسرير،ليتم بعد ذلك حذف مشاهد هذا الفيلم. وقد استقطب هذا المهرجان بعض الأسماء التي تتعاطف مع المغرب مثل المخرج السينغالي موسى سيني عبسا، الذي فاز بالجائزة الأولى للدورة. وقد تكلف بتمويل المهرجان مجموعة من البلديات الإسبانية، ونواب اقليميون لإقليمي ويسكا وسرقسطة، وحكومة أرغون، وسفارة الجزائر وسفارة موريطانيا، والمدرسة الدولية للسينما والتلفزة لسان أنطونيو دي لوس بانيوس (كوبا)، والمعهد السينمائي والفني للمرئيات لإسبانيا، والمعهد الكوبي للفنون والصناعة السينمائية. وفي الدورة الثانية للمهرجان، فازت بالجائزة الأولى المخرجة إستير أوستر عن فيلم حتى العالم بعيونكم(2006). وهو شريط من 60 دقيقة باللهجة الحسا نية، مترجم إلى الإسبانية والإنجليزية واللغة الباسكية، عرض الفيلم في نفس الدورة فيلم حتى العالم بعيونكم للمخرجة الألمانية إستير، المقيمة في شمال أسبانيا، والذي يتناول موضوع سكان الصحراء والمخيمات وتقول إستير ل الحياة حول مشاركتها تلك : من الصعب السفر إلى هناك... أول مرة أسافر فيها إلى مخيمات اللاجئين. وبدون شك، تأثرت كثيرا. أحتفظ بعلاقات خاصة مع الأشخاص الذين أدرت معهم الفيلم وتضيف أخذت على نفسي أن يحكي الصحراويون عن اهتماماتهم وأحلامهم اليومية بأنفسهم، يوما بعد يوم. الفيلم من قصة وتصوير نفس المخرجة وشارك في تمثيل أدواره الأساسية مجموعة من أبناء المخيمات. ومن بين الأفلام التي عالجت موضوع النزاع في الصحراء، نجد فيلمصخب الرمال سنة2005، للمخرجين دانييل إرياتي وخيسوس بريتو. يحكي الفيلم عن قصة عائلة في المخيمات تنتظر أبناءها في المنفى، بعد سنوات طويلة من الغياب والنفي. وقد أدى الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم ممثلون إسبان، مثل كراميلو غوميز، غويرمو توليدو، كارلوس إغلسياس، سيلفيا أبسكال، فرونيكا فوركي، روزا ماريا ساندرا... سينما البوليساريو هي سينما خارج مدارها السينمائي، بالرغم من محاولة إبراز البعد الإنساني والإجتماعي والسياسي لنزاع الصحراء. فهذه السينما تغيب فيها الصناعة السينمائية ويتم توجيهها من طرف الأخرين، صناعة وتمويلا وتسويقا وتنظيما، بالرغم مما تحمله بعض الأفلام من نفحة إبداعية. وهي نحاول نقل نزاع الصحراء إلى ساحة السينما،دون الاكتراث للسينما كفن وإبداع. كما أنسينما الجبهة تعول على الخارج بصفة كلية. فالتمويل والتقنيات والمخرجون يوجدون خارج مخيمات تندوف، خاصة من اسبانيا. وهو ما يجعل منها سينما بنظرةاستعمارية إسبانية إلى حد ما ، موجهة لخدمة قضية سياسية تراهن على نوستالجيا إسبانية خالصة. *هذا الملف منشور بأسبوعية "الحياة الجديدة العدد 95