تفعيل توجيهات قائدي البلدين لإطلاق صفحة جديدة في العلاقات الثنائية حلت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، بالمغرب امس الأربعاء، في زيارة عمل تمتد ليومين، رفقة وفد كبير، لمناقشة عدد من القضايا السياسية والاقتصادية. ويضم الوفد المرافق للوزيرة أعضاء من البرلمان ودبلوماسيين وصحافيين، وضمن أجندتهم مناقشة مشاريع التعاون الثنائي، وذلك عقب أزمة غير مسبوقة طبعت العلاقات بين البلدين العام الماضي. وبحسب مصدر دبلوماسي، ينتظر أن تلتقي الوزيرة الألمانية نظيرها المغربي ناصر بوريطة اليوم الخميس بهدف تفعيل توجيهات قائدي البلدين لإطلاق صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. وأفاد المصدر الدبلوماسي ذاته بأن هذه الزيارة تساهم في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والشروع في الإعداد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة قريباً لإطلاق شراكات اقتصادية. وسيزور الوفد الألماني خلال مقامه في المغرب بعض المشاريع التي تجسد التعاون المغربي الألماني. وكانت علاقات الرباطوبرلين مرت خلال السنة الماضية بأزمة امتدت لأشهر، بعدما أعلن المغرب استدعاء سفيرته في برلين بسبب ما اعتبره مواقف عدائية لألمانيا تجاه المصالح العليا للمملكة، انتهت بعودة الدفء إلى علاقاتها. وصرحت كاتيا ليكيرت، برلمانية ألمانية، لوسائل إعلام محلية، بأن "المغرب يعتبر بلداً رئيسياً لألمانيا وأوروبا"، وأضافت أن "المغرب سيلعب دوراً مهماً في المستقبل بخصوص قضايا الهجرة من القارة الإفريقية وتوليد الطاقات المتجددة". وستكون ليكيرت، المنتمية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ضمن الوفد المرافق لوزيرة الخارجية الألمانية إلى المغرب. وبالإضافة إلى قضايا السياسة الاقتصادية، ينتظر أن يُجري الوفد الألماني مباحثات مع البرلمانيين المغاربة وجمعيات من المجتمع المدني حول قضايا حقوق الإنسان. يحتل المغرب المرتبة الثالثة في المبادلات التجارية لألمانيا مع القارة الإفريقية، بعد جنوب إفريقيا ومصر، حيث ناهز حجم التجارة الثنائية 3,8 مليارات دولار برسم سنة 2020. ويصدر المغرب نحو ألمانيا حوالي 1,5 مليار دولار، وتعتبر ألمانيا خامس أهم الأسواق للمملكة بعد إسبانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة الأميركية.