لم يؤد إطلاق محكمة الجنايات بالعاصمة الجزائرية لأحكام بالسجن لثلاث سنوات في حق ثلاثة سلفيين مغاربة بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل التراب الجزائري إلا في إثارة المزيد من مساحات الغموض و الشك في مسار ما يعرف بقضية "مغاربة القاعدة " و التي إنطلقت فصولها منذ نهاية سنة 2006 حين أعلنت مصالح الأمن الجزائرية عن اعتقال خمسة مغاربة تسللوا عبر الشريط الحدودي الشرقي بنية الالتحاق بمعاقل تنظيم القاعدة بمنطقة القبائل الجزائرية ومنها الى بلاد الرافدين . و تحدثت وثائق الاحالة الصادرة عن العدالة الجزائرية حينها بعد تحقيق قضائي استغرق أزيد من سنتين قبل أن يحال على جنايات العاصمة الجزائرية عن كل من ياسين بوحليت وبلال العبدي، ومحمد الحمدي وعبد الغني شبة وصلاح الدين لقرين، وهم رعايا مغاربة تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة . و بعد فصل ملف كل من عبد الغني شبة و صلاح الدين لكرين سيتضح أن هوية أحد المدانين الثلاثة الباقين لا تتطابق مع الأسماء المقدمة في بداية مسار المحاكمة ، حيث سيحل بلال العلوي بدل العبدي في حين سيبرز اسم الوسيط الجزائري الذي تكلف باستقبال الجهاديين المغاربة الثلاثة ، ببلدة مغنية شمال شرق الشريط الحدودي المشترك قبل أن يلقي الأمن الجزائري القبض على الجميع بعد عملية ملاحقة سهلتها التقاط مكالمة هاتفية جمعت أغبالو بصهره ياسين الطنجاوي . غير أن ما يثير الاستغراب أن إسم محمد أغبالو المقدم في صك الاتهام كجهادي جزائري أدى دور الوسيط هو نفسه الذي تقدمه السلطات الأمنية المغربية كأحد العناصر الارهابية الثلاثة و الخطيرة التي ظهرت في شهر يونيو من سنة 2007 في شريط فيديو منسوب للقاعدة الى جانب كل همام بلال و رضا بلهاشمي انطلاقا من الجزائر و هددوا من خلاله باستهداف المغرب بعمليات ارهابية ،و هو ما استدعى حينها مصالح وزارة الداخلية المغربية الى إعلان مخطط أمني إستعجالي ووضع جميع إمكانياتها في حالة تأهب قصوى مكنت من تفكيك شبكة من 13 عنصرا مشتبه في التخطيط للمساس بالأمن وإحالتها على أنظار النيابة العامة بسلا . و كان بيان لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي قد أعلن بداية السنة الجارية عن مقتل اثنين من عناصره من بينهم مغربي خلال مواجهة عسكرية مع قوات الجيش الجزائرية شهدتها منطقة بسكرة شرق الجزائر , ويتعلق الأمر بأبي الحارث يوسف المغربي المنحدر من طنجة و الذي التحق بصفوف القاعدة سنة 2005 حسب بلاغ التنظيم النشيط بمنطقة القبائل والذي يخوض الجيش الجزائري ضد خلاياه المتحصنة . وما يزيد في غموض ملف السلفيين المغاربة أن مصالح الأمن الجزائرية قد أعلنت قبل سنة عن اعتقال ثلاثة مواطنين مغاربة كانوا يهمون بالالتحاق بالجماعات المسلحة بالجزائر، وأفادت أن المشتبه فيهم وهم محمد أغبالو وحمادة بلال ورضا بلهاشمي المنحدرين من مدينة طنجة والذين تم التعرف على هوياتهم من خلال شريط فيديو دعائي للقاعدة تباهت فيه بانضمام شباب مغاربة لها. كما أعلنت مصادر صحفية جزائرية في وقت سابق أن ما لا يقل عن ثمانية مغاربة يوجدون رهن الاعتقال بسجون الجزائر بدون محاكمة بعد وقوعهم في قبضة كمائن الجيش الجزائري المنصوبة لعناصر معاقل تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي المنتشرة معسكراتها بمنطقة القبائل . ولم يتسن التعرف على هوية المغاربة الموقوفين و إن كانت المعلومات المتوفرة ترجح فرضية انتماءهم الى الخلايا المسلحة ذات الجنسيات المختلفة التي دأبت السلطات الأمنية الجزائرية على الاعلان عن تفكيكها ، في حين تؤكد معلومات »العلم « أن الأمر يتعلق بسبعة مغاربة متهمين على خلفية تورطهم في عملية تهريب سلاح عبر الحدود الجنوبية المشتركة ، و التي أطلق عليها عملية "أنياب الفيل " و تم تفكيكها بموجب تنسيق و تعاون أمني ومخابراتي بين الأجهزة الأمنية بكل من إسبانيا و المغرب و إسبانيا