إذا كانت الأعراف والمواثيق الدولية، والقوانين وضمنها القانون المغربي، وخاصة مدونة الأسرة ترفض تشغيل الأطفال، بل تعتبر تشغيلهم جرما في حق الإنسانية، وفي حق فئة من المجتمع لاحول لها ولا قوة. فالملاحظ بالبيضاء أن عدداً من الأطفال يمارسون أعمال الكبار وهم في سن الزهور عوض الذهاب للدراسة والتعلم للخروج من بئر الأمية ونبذ الجهل. إن الأطفال هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا وتوجيههم السليم والمثمر لابد أن يكون وفق نهج تربوي صحيح، ووفق ما أراده خالقهم. ولا يجوز بأي حال من الأحوال حرق مراحل الحياة لديهم، إن مكانهم الصحيح هو المدرسة، لكن هدف الظاهرة (تشغيل الأطفال) استفحلت جدا في البيضاء، وخاصة عند بعض أرباب المعامل الصغرى في بعض الاحياء وبمجرد إقتراب عيد الفطر، تزداد الحاجة إلى الإنتاج عند هؤلاء، يتم جلب العديد من الأطفال لاستغلالهم بثمن بخس دراهم معدودوات. ونظرا لحاجة أهاليهم الماسة للمال فإنهم يسلمون بهذا الوضع تسليما لا مفر منه.