بالنظر إلى وضعيته الحرجة في سلم ترتيب المجموعة الأولى برسم التصفيات الإفريقية المزدوجة لكأسي إفريقيا للأمم والعالم2010 لكرة القدم وبفعل النتائج السلبية التي حصدها في الثلاث مباريات الأولى لم يكن من خيار أمام المنتخب المغربي للخروج من عنق الزجاجة سوى الانتصار في مباراة يوم الأحد في لومي أمام منتخب الطوغو لمواصلة المشوار والحفاظ على بصيص الأمل في التأهل للمونديال الذي غاب أسود الأطلس عن نسختيه الأخيرتين . فهذه المباراة لم تكن تقبل القسمة على اثنين خاصة بالنسبة للفريق المغربي لكونه المنتخب الوحيد في المجموعة الذي لم يذق حلاوة الانتصار بدليل أن الفوز على الطوغو كان سينعش آماله في مواصلة مشوار التصفيات المزدوجة بكل تفاؤل وطي صفحة الأمس القريب الكئيب . ولئن كان الناخب الوطني حسن مومن قد أكد قبل المباراة أنه »من غير المسموح لنا أن نكون انهزاميين« وأن العناصر الوطنية« ستدافع عن حظوظها بكل عقلانية وروح وطنية وروح جماعية حتى نحول الشك إلى يقين« فإن أي شىء من هذا القبيل لم يظهر جليا في هذه المباراة التي يمكن اعتبارها مباراة للنسيان. أكيد أنه كان للإكراهات والغيابات الاضطرارية لمجموعة من اللاعبين بسبب الإصابة ككريتيان بصير وبدر القادوري وعبد السلام وادو وهشام أبو شروان ونبيل الزهر وكريم الأحمدي ومنير الحمداوي أثرها في مباراة يوم الأحد أمام منتخب طوغولي متواضع وإن كان يضم في صفوفه لاعبا مرموقا اسمه إيمانويل أديبايور أحسن لاعب في القارة الافريقية عام2008 . والواقع أن » الأسود« لم تستأسد وكانت وديعة أكثر من اللازم أمام » صقور » الطوغو بتفريطها في ثلاث نقاط مباراة كانت في المتناول لتبقى حظوظها في التأهل للمونديال للجنوب إفريقي على كف عفريت وقد تنحصر منافستها في المقابلتين القادمتين على واجهة كأس إفريقيا للأمم المقررة في مطلع السنة القادمة في أنغولا . فبهذا التعادل أصبح المنتخب الطوغولي يحتل المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد5 نقاط خلف المنتخب الغابوني بفارق نقطة واحدة (6 ن ) ومتقدما على المنتخب الكاميروني (4 ن ) لكن للمنتخبين الأخيرين مباراة ناقصة فيما رفع المنتخب المغربي رصيده إلى ثلاث نقاط ليبقى في المركز الرابع والأخير . ويعد اللقاء الذي جمع اليوم في لومي بين المنتخبين الطوغولي والمغربي الثامن في تاريخ الفريقين حيث حقق المنتخب المغربي الفوز في أربع مباريات مقابل فوز واحد للفريق الطوغولي فيما تعادل المنتخبان في أربع مناسبات. ومع انطلاقة المباراة أبان منتخب »الصقور« عن عزمه التحليق عاليا والخروج من مباراته أمام منتخب »أسود الأطلس » بنيجة إيجابية تبقى آماله في المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال الجنوب إفريقي عن المجموعة الثانية. وهكذا توجت أول محاولة جادة للمنتخب الطوغولي قادها من الجهة اليمنى نجم الفريق إيمانويل إديبايور (مانشستر سيتي الأنجليزي) بهدف السبق الذي حمل توقيع مصطفى ساليفو (د4 ) بعد اختلاط أمام مرمى الحارس نادر المياغري. وبعد هذا الهدف المفاجىء الذي جاء ضد مجرى اللعب دانت السيطرة للمنتخب المغربي الذي أصبح أكثر احتكارا للكرة ومارس ضغطا ملموسا على مرمى الحارس كودجوفي أوبيلالي خاصة من خلال التسربات من الرواق الأيمن . وكانت أول وأبرز فرص تعديل الكفتين تلك التي أتيحت ليوسف حجي (د10 ) بعد تلقيه تمريرة في العمق من مروان الشماخ لينفرد بالحارس أوبيلالي لكن كرته ضلت طريقها نحو الشباك. بيد أن رد الفريق الطوغولي لم يتأخر كثيرا على هذه المحاولة بواسطة دوسيفي توماس الغائب عن مباراة الذهاب بالرباط (د14 ) لكن المدافع بنعطية تدخل في الوقت المناسب ليحولها إلى الركنية . ورغم الضعف البين في خط دفاع الفريق الطوغولي المهلهل فإن خط الهجوم المغربي افتقد للفعالية والنجاعة وغابت عنه اللمسة الأخيرة لينهي الجولة الأولى منهزما بهدف دون مقابل . ونسج الفريقان على نفس المنوال في الجولة الثانية التي نزل فيها الفريق المغربي بكل ثقله على منطقة عمليات الفريق الطوغولي لكن دون جدوى بفعل غياب التناسق في بناء العمليات والفعالية الهجومية والإفراط في المراوغات واعتماد التمريرات القصيرة. وأهدر يوسف حجي فرصة سانحة للتسجيل ( د53 ) بعدما تلقى كرة على طبق من ذهب في منطقة العمليات وكان وجها لوجه مع الحارس أوبيلاني لكنه قدم هدية للحارس الطوغولي الذي أصيب في مابعد في كتفه وعوض بالحارس الاحتياطي كوسي أغاسا (د60 ) . و في الدقيقة66 أتيحت للفريق الطوغولي فرصة مضاعفة الحصة إثر ضربة خطأ سددها إيبايور لكنها اصطدت بالجدار الدفاعي وتحولت الكرة إلى الركنية التي كاد على إثرها لسيناح مانغوه أن يوقع الهدف الثاني من قذيفة على بعد حوالي25 م لك غير أن الحارس نادر المياغري أخرج كل ما في جعبته ليسيطر على الموقف . وكان مصطفى ساليفو قاب قوسين أو أدنى من تسجيل الهدف الثاني للمنتخب الطوغولي عندما باغث الحارس المياغري الذي ترك مرماه ليصد برأسه كرة لساليفو فما كان على هذا الأخير إلا أن يعيد تصويبها نحو المرمى الفارغة لكن كرته مرت فوق العارضة. وبعدما أقدم الناخب الوطني حسن مومن على إشراك كل من عادل تاعرابت ( د64 ) وعبد السلام بنجلون (76 ) وجواد الزاييري (87 ) محل كل من مبارك بوصوفة وحسين خرجة ويوسف حجي تحسن آداء المنتخب المغربي وبات أكثر تهديدا لمرمى الحارس الطوغولي. وفي الوقت بدل الضائع وبمجهود فردي نجح تاعرابت في اختراق منطقة دفاع الفريق الطوغولي من الجهة اليسرى ومراوغة مجموعة من المدافعين ليسدد بقوة وتركيز نحو المرمى ليهز شباك الحارس كوسا لينتهي اللقاء بتعادل »مجحف« ولا يخدم مصالح الفريق المغربي في سباق الألف ميل نحو المونديال الجنوب إفريقي . وعن المجموعة ذاتها كان المنتخب الكاميروني قد فاز أمس السبت في ليبروفيل على مضيفه المنتخب الغابوني بهدفين نظيفين في المباراة المؤجلة عن الدورة الثالثة حملا توقيعي أشيل إيمانا ( د66 ) وصامويل إيتو ( د68 ) علما بان المنتخبين سيلتيقان يوم الاربعاء المقبل في ياوندي عن الجولة الرابعة . ويذكر أن بطل المجموعة يتأهل مباشرة لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا بينما تتاهل الفرق الثلاث الاولى في كل مجموعة إلى الأدوار النهائية لكأس إفريقيا للأمم .