الإعلان عن مدرب المنتخب في شهر يونيو والتصفيات ستنطلق في شهر شتنبر فهل تكفي 3 أشهر لإعداد منتخب قوي تنافسي ومنسجم؟ أفرزت قرعة تصفيات النسخة الثامنة والعشرين من كأس الأمم الافريقية التي ستقام في كل من غينيا الاستوائية والغابون عام 2012 عن اصطدام مغاربي قوي سيجمع المنتخبين المغربي والجزائري ضمن المجموعة الرابعة التي تضم أيضا منتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى. هذا ويتأهل أصحاب المراكز الأولى من المجموعات ال11 مباشرة لكأس إفريقيا، إضافة إلى ثلاثة أحسن منتخبات تحتل المراكز الثانية، ليصبح العدد 14 منتخبا متأهلا من بين 44 ستشارك في التصفيات التي تبدأ في شتنبر القادم، إضافة إلى منتخبي البلدين المنظمين للدورة ويتعلق الأمر بكل من الغابون وغينيا الاستوائية. وفي حال انسحاب أي منتخب خلال التصفيات فستأخذ بعين الاعتبار النتائج التي تحققت بين ثلاث منتخبات فقط. ولعل برمجة اللقاءات قد تخدم مصالح المنتخب المغربي على اعتبار أنه سيستقبل أولى مباريات في المغرب أحد يومي 3 أو 5 شتنبر منتخب إفريقيا الوسطى ثم سيرحل إلى تنزانيا إما في 8 أو 10 أكتوبر قبل أن يرحل إلى الجزائر لملاقاة محاربي الصحراء في مباراته الثالثة يوم 25 أو 27 مارس 2011 ثم يستقبل نفس المنتخب في المباراة الرابعة بالمغرب إما يوم 3 أو 5 يونيو 2011 ثم يسافر إلى العاصمة بانغي لمواجهة افريقيا الوسطى في أحد يومي 2 أو 4 شتنبر 2011 وهي المباراة الخامسة له قبل أن يستضيف مباراته الأخيرة في التصفيات منتخب تنزانيا من 7 إلى 9 أكتوبر 2011 . وسيكون المنتخب المغربي مطالبا بتصدر المجموعة الرابعة إذا أراد التأهل مباشرة إلى النهائيات. وذلك بعدم تضييع النقاط ضد تنزانيا وإفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا والفوز على الأقل في مباراة واحدة أمام منتخب الجزائر.. هذا مع وضع في الاعتبار الاستفادة من درس تصفيات نهائيات أنغولا 2010 عندما ركز المغاربة فقط على منتخب الكامرون كمنافس أول على بطاقة التأهل وٌفال المنافسين الآخرين وهما الغابون والطوغو، أن أن هذه المرة ليس مسموحا فيها التركيز فقط على منتخب الجزائر واستصغار منتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى لأن الأدغال الإفريقية لم تعد تعترف بمنتخب قوي وآخر ضعيف. وبدأت من الآن التعليقات في المغرب كما في الجزائر حول المنتخب الأقوى في المجموعة الرابعة لانتزاع بطاقة التأهل مباشرة إلى المونديال الإفريقي 2012 ، رغم أن كل الترشيحات تصب في مصلحة المنتخب الجزائري المتأهل إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا وتألقه في نهائيات أمم إفريقيا في أنغولا 2010 ، وذلك بالنظر إلى الوضعية الحرجة والانتقالية التي يمر منها المنتخب المغربي الذي لحد الآن لم يعلن حتى عن اسم المدرب الذي سيشرف عليه، حيث كان رذيس الجامعة علي الفاسي الفهري أعلن في وقت سابق أن مدرب الأسود لن يعرف قبل شهر يونيو المقبل أس حى نهاية جميع المنافسات العالمية و الأوروبية، الشيء الذي يثير مخاوف الشارع الكروي المغربي الذي يطرح تساؤلا مشروعا وهو : إذا كان الإعلان عن مدرب المنتخب في شهر يونيو والتصفيات ستنطلق في شهر شتنبر فهل تكفي 3 أشهر فقط لإعداد منتخب قوي تنافسي ومنسجم؟ ومعلوم أن لقاءات الديربي بين المنتخبين المغربي »أسود الأطلس « والجزائري »محاربي الصحراء« تتسم دائما بمنافسة ضارية على مر التاريخ سواء منها الودية أو الرسمية إذ سبق أن التقى المنتخبان حتى الآن 27 مرة من لقاءات ودية ورسمية ضمن دورة ألعاب المتوسط وتصفيات المونديال والألعاب الأولمبية وأمم افريقيا ونهائياتها. وتتفوق الجزائر بفوزها في 9 مباريات مقابل 8 انتصارات للمغرب، فيما انتهت 10 مباريات بالتعادل، وتعود اول مباراة بين المنتخبين الى 31 اكتوبر 1965 في الجزائر وكانت ودية وانتهت بالتعادل السلبي، وآخرها الى سنة 2004 في دور ربع نهائيات كأس أمم إفريقيا بتونس وانتهت بفوز المغرب بثلاثة أهداف مقابل واحد علما أن المنتخب الجزائري كان متقدما في النتيجة إلى حدود الدقائق الأخيرة عندما سجل المهاجم مروان الشماخ هدف التعادل ليحتكم الطرفان إلى الأشواط الإضافية التي تفوق فيها أسود الأطلس وسجلوا هدفين أخريين بواسطة كل من يوسف حجي وجواد الزاييري.. ويبقى أكبر فوز في تاريخ لقاءات المنتخبين هو الذي حققه المنتخب الجزائري عام 1979 بنتيجة 5-1 في الدارالبيضاء في ذهاب التصفيات الاولمبية قبل ان يجدد فوزه 3-صفر ايابا في الجزائر. من جهة أخرى أوقعت القرعة تصفيات المنتخب المصري حامل اللقب مع جنوب افريقيا . وجاء منتخب الفراعنة الذي توج مؤخرا باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي الى جانب جنوب افريقيا مستضيفة مونديال الصيف المقبل وسيراليون التي تواجهت مع منتخب «بافانا بافانا» في تصفيات النسخة الاخيرة في انغولا اضافة الى النيجر. كما أسفرت القرعة عن مواجهة قوية بين الكاميرون والسنغال في المجموعة الخامسة التي تضم جمهورية الكونغو الديمقراطية وموريشيوس. ووقع المنتخبان العربيان الآخران السودان وليبيا في المجموعتين التاسعة والثالثة على التوالي حيث سيتواجه الاول مع غانا والكونغو وسوازيلاند والثاني مع زامبيا والموزامبيق وجزر القمر. أما تونس فتبدو أمام مهمة سهلة لأنها جاءت في المجموعة الحادية عشرة مع مالاوي وتشاد وبوتسوانا. وغاب المنتخب الطوغولي عن القرعة بسبب قرار الاتحاد الافريقي القاضي بإيقافه في النسختين المقبلتين من البطولة القارية وذلك بسبب تدخلات الحكومة الطوغولية والتي أدت الى الانسحاب من النسخة الاخيرة في انغولا. المدير التقني الوطني بيير مورلان: المنتخب الجزائري «أقوى منافس» للمنتخب المغربي في المجموعة الرابعة لكن حذار من الآخرين أكد المدير التقني الوطني بيير مورلان أن المنتخب الجزائري يعتبر «أقوى منافس» للمنتخب المغربي في المجموعة الرابعة ضمن تصفيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم لعام 2012 التي ستقام في الغابون وغينيا الاستوائية معا. وقال مورلان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب القرعة الخاصة بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي تم سحبها يوم السبت بلوبومباشي (الكونغو الديمقراطية) والتي وضعت المنتخب الوطني المغربي في المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات الجزائر وتانزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى «إذا كان الفريق الجزائري بمثابة كتاب مفتوح فإن فريقي تانزانيا وإفريقيا الوسطى مجهولين. وفي كرة القدم يجب اتخاذ الحيطة والحذر من الفرق التي نجهلها. فاللعب ضدها يعد بمثابة اكتشاف». واعتبر مورلان أنه إذا كان من المسلم به أن المنتخب الوطني الجزائري الذي سيكون أحد ممثلي القارة الإفريقية في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا هو «أقوى خصم للمنتخب المغربي فإنه ينبغي الحذر من هذين المنتخبين المجهولين لتفادي أي مفاجأة غير سارة لاسيما وأن متصدر ترتيب المجموعة هو الذي سيتأهل مباشرة للأدوار النهائية». وقال مولان إنه لا ينبغي التركيز فقط على مواجهة المنتخب الجزائري باعتباره فريقا من العيار الثقيل وأقوى منافس ل»أسود الأطلس» في هذه المجموعة بل يتعين التعامل مع كافة منتخبات المجموعة بما يلزم من الجدية والحزم وعدم الاستهانة بأي منها لأنه لم تعد هناك فرق صغرى وأخرى كبرى. وفي هذا السياق استحضر بيير مورلان سيناريو خروج المنتخب المغربي من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس إفريقيا والعالم 2010 وخاصة هزيمته ذهابا وإيابا أمام منتخب الغابون لأن كل الاهتمام كان منصبا على منتخب الكاميرون باعتباره الفريق الأقوى في المجموعة.