المستشارة البرلمانية خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب «العلم» تحاور خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية: لا مبرر للعنف ضد النساء ما نؤمن به هو «عاشروهن بمعروف أو سرحوهن بإحسان».. حوار وقضية: العنف المنزلي من تداعيات وباء كوفيد-19 والعالم يتحرك لحماية النساء المعنفات خلال الحجر الصحي تزايد نسبة العنف المنزلي بنسبة 30 في المائة خلال الحجر الصحي ومقتل اربع شابات مغربيات أصغرهن سنها ثلاثة أشهر منظمة المرأة الاستقلالية تنخرط ضمن التعبئة العالمية لمواجهة العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي تحت شعار “نبقاو متضامنين” تطوع 11 محامية استقلالية للتوجيه عن بعد وتقديم الاستشارة القانونية للنساء ضحايا العنف والقيام بدور الوساطة مازال العنف ضد النساء يحصد المزيد من الضحايا ويشكل صدمة للمجتمع ووجعا في القلب، ونحن نعيش ونحاول الاستئناس بالحجر الصحي الذي انخرطت فيه دول عديدة منها المغرب لتطويق جائحة كوفيد 19 التي باغتت البشر، انبثقت اخبار سوداء اخرى غير اخبار الموت بسبب كورونا وتفشي العدوى، الاخبار الموجعة تتعلق بسقوط مغربيات خلال الحجر الصحي ومفارقتهن الحياة.. في الدارالبيضاء سقطت شابة ورضيعتها البالغة ثلاثة اشهر فقط تعرضتا للموت شنقا على يد زوج شكاك، وفي احدى مدن فرنسا قتلت سلمى طالبة هندسة عشرينية بطعنات غدر من قاتل استغل الحجر الصحي لينفرد بالضحية، تاركة اسرة مسلوبة الروح كما قالت الام مذهولة هي والاب الذي راهن على صبيته لتعانق حلم الدراسة في الخارج هي المتفوقة والمحبة للحياة والتحديات..قتلها وقتل الحلم.. وبعد انجاز الحوار مع سيدة مناضلة صلبة الارادة كالحجر ولينة القلب كطفلة تنتفض بعفوية ودون تزويق للكلام، علمنا من مناضلة استقلالية سقوط ضحية اخرى بمدينة فرانكفورت الالمانية غابت قبل ايام او لنقل قبل ساعات، قتلت شروق على يد الزوج مخلفة رضيعا عانق امه ستة اشهر وهي في سن 27 سنة فقط ..كثيرات هن الضحايا منهن من يتوجهن في صمت وخوف للمستشفيات يخرجن للشارع وحيدات او مصحوبات باطفالهن في حال مريعة دون اهتمام بالحجر الصحي أو ما يعنيه فرارا من معتدي هو أسوأ من الوباء الذي اخمد الحياة في الشوارع وفي العواصم العالمية، والمعتدي حسب التقارير غالبا ما يكون الزوج، ولان الظاهرة عالمية وباتت مقلقة وجه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس دعوة للحكومات لحماية النساء والفتيات من العنف الاسري بعد كشف تقارير عن تزايد حالات العنف المنزلي خلال فترة الحجر الصحي، على خلفية تفشي وباء فيروس كورونا.. غوتريبس أشار الى أن “العنف لا يقتصر على ساحات المعارك” “بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهن. انه المنزل ولذا فإنّني يقول غوتريس في كلمته المؤثرة أوجه نداءا جديدا اليوم من أجل السلام في المنازل في جميع أنحاء العالم”. وابرز الامين العام للأمم المتحدة مخاطبا أمما باتت مغلقة ومنكفئة على نفسها غالقة الحدود والمنافذ والشوارع والمؤسسات “على مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالميّة مروّعة في العنف المنزلي”داعيا جميع الحكومات الى “جعل منع العنف ضدّ المرأة وجبر الضرر الواقع من جراء هذا العنف، جزءا رئيسيا من خططها الوطنية للتصدي لكوفيد-19″، كما دعا النظم القضائية إلى مواصلة “مقاضاة المعتدين”، مطالبا بشكل خاص ب”إنشاء أنظمة إنذار طارئة في الصيدليات ومحلات البقالة” لانها الأماكن الوحيدة التي لا تزال مفتوحة في بلدان كثيرة مشددا على ضرورة “تهيئة سبل آمنة للنساء لالتماس الدعم، دون أن يتنبه المعتدون”. بدورها عمدت منظمة المرأة الاستقلالية الى الانخراط في مكافحة العنف الاسري خلال فترة الحجر الصحي مطلقة هاشتاغ “نبقاو متضامنين” ولان العنف قد يسلب الحياة كما فعل بسلمى وشروق والام الصغيرة في الدارالبيضاء هي وصغيرتها التي قتلت في سن ثلاثة أشهر فقط على يد الاب الذي ملأ رأسه الشك المقيت، تطوعت 11 محامية استقلالية جميعهن عضوات داخل منظمة المراة الاستقلالية احد اذرع حزب الاستقلال المدافعة عن حقوق المغربيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وقبل كل هذه الحقوق تدافع عن كرامة النساء وحقهن في العيش الكريم اينما كن داخل خريطة الوطن، كتيبة المحاميات الاستقلاليات تطوعن لتقديم الاستشارة القانونية عن بعد عبر الهاتف للنساء ضحايا العنف المنزلي، ودعمهن من خلال تقديم التوجيه الضروري وما عليهن فعله في حال تعرضهن للعنف او الاعتداء وكذلك لعب دور الوساطة ان كان الحوار ممكنا مع الطرف الاخر.. مع الحرص على تثبيت أسس البيوت العامرة.. في الحوار معها تأسفت خديجة الزومي رئيسة منظمة المراة الاستقلالية على توغل الظاهرة في المجتمع المغربي مؤكدة ان قرابة سبعة ملايين مغربية تعرضن لاحد انواع للعنف خلال سنة واحدة، وتزايد مستوى هذا العنف خلال الحجر الصحي واعتبرت الزومي المتمرسة على النضال والدفاع عن النساء في مقرات العمل وفي البيوت وفي خرائط تواجدهن منادية بتمكين النساء من التعليم ومن العمل ومن التواجد السياسي وقبل كل هذه الحقوق الحق في الحياة وفي العيش الكريم ، معتبرة ان العنف لا مبرر له خاصة في بيت الزوجية الذي من المفروض ان يكونا سكنا مهيبا آمنا، وعند الاختلاف الشديد الاحتكام الى الاية الكريمة “وعاشروهن بمعروف أو سرحوهن بإحسان”، “منبهة الى الاضطرابات التي بات يعرفها المجتمع المغربي في علاقاته الانسانية وتمكن القلق والعنف من العديد من فئات المجتمع وهو ما ولد ظواهر اخرى مثل ظاهرة الانتحار التي اضحت كذلك مقلقة تقول رئيسة منظمة المراة الاستقلالية حيث باتت الضحايا بالمئات واغلبهن نساء لنتابع الحوار مع خديجة الزومي مهندسة مسار جديد انخرطت فيه المنظمة ووظفت كفاءات مناضلاتها في الميدان، داخل المدن والقرى عبر شبكة فروع قوية ليحدثن التغيير من خلال رفع وعي النساء ومساعدتهن على كسب العيش وتطوير المهارات والبوح وعدم الاستكانة لعيشة الذل او الفقر أو العنف، وفي ظل كوفيد 19 ومن خلال موقعها الرسمي انخرطت المنظمة في عملية التحسيس بمواجهة العنف ضد النساء وحظي شريط فيديو حول العنف ضد النساء منشور على صفحتها الرسمية على الفايسبوك بمشاهدة عالية تجاوزت 70 الف مشاهدة، ينبه لخطورة الظاهرة ومن خلاله عممت لائحة ارقام المحاميات الاستقلاليات، كما خصت المنظمة في اطار مساعدة النساء المغربيات على ملء الوقت بما يفيد صحتهن النفسية والجسدية حصصا للرياضة المنزلية عن بعد تحت عنوان “التمارين الرياضية وكيفية استغلال الوقت” وذلك ضمن حلقات مباشرة مع آلاف المتتبعات من تأطير سلمى بناني رئيسة الجمعية الملكية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية وغيرها من الرياضات، وخروج مناضلات لتوزيع المؤونة الغدائية على اسر محتاجة وكذا تقاسم محاضرات عن بعد حول مجموعة من التيمات وعلى راسها تيمة التضامن لنتابع.. المستشارة البرلمانية خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أجرت الحوار: نعيمة الحرار العلم: بداية كيف تصفين واقع العنف الذي تواجهه الاف النساء المغربيات ان لم نقل الملايين حسب ماتكشفه احصائيات وطنية وهل يمكن وقف مد هذا العنف الذي زادت وتيرته خلال الحجر الصحي وكذا دعوة الامين العام للامم المتحدة الى مساعدة النساء على النجاة بانفسهن ممن وصفهم بالمعتدين داخل المنازل؟ خديجة الزومي: بداية وبالنظر الى الارقام الرسمية فالظاهرة اضحت مقلقة وخطيرة، فحسب نتائج بحث قامت به المندوبية السامية للتخطيط فازيد من 7 مليون امراة تعرضن في 2019 للعنف مرة واحدة على الاقل خلال 12 شهرا التي سبقت انجاز البحث وهو ما يمثل نسبة 57 من النساء المغربيات، واغلب المعنفات متزوجات ويمثلن نسبة 52 في المائة واغلب المعنفات حاصلات على تعليم متوسط او عاطلات عن العمل، وقد عمدت منظمة المراة الاستقلالية في اطار انخراطها في الدفاع عن النساء ضحايا العنف وعن حقهن في الحياة الكريمة، وخاصة الان خلال الحجر الصحي الى خلق خلية استماع وتوجيه عن بعد مكونة من 11 محامية استقلالية تطوعن جميعا لتقديم الاستشارة القانونية والتوجيه وكذا لعب دور الوساطة بين الطرفين لتجاوز اسباب الخلاف المؤدي الى التوتر داخل المنزل، وشخصيا لا يمكن باي شكل وتحت أي مبرر قبول العنف ضد المراة ضد الزوجة وضد الام او البنت و التطبيع معه، فلا يعقل ان نسمع ان امراة من كل اثنتين تتعرض للعنف داخل المنزل وايضا اخبارا مؤسفة كالتي حدثت خلال الحجر الصحي وأودت بحياة نساء شابات ، نحن ندافع عن استقرار الاسر المغربية لكنا لا ندافع عن وضع معطوب، فالعنف مرفوض تماما شرعا وقانونا وبالنسبة لنا داخل المجتع المغربي نؤمن بقوله تعالي “عاشروهن بمعروف أو سرحوهن باحسان”، ودعوة الامين العام للأمم المتحدة الحكومات الى جعل منع العنف ضد النساء ضمن خطط مواجهة وباء كوفيد 19 تبين مدى ارتفاع خطر العنف الموجه ضد النساء.. العلم: ضمن الفيديو التحسيسي حول العنف ضد النساء المنشور على الموقع الرسمي للمنظمة والذي حظي بنسبة مشاهدة كبيرة وضعتم ارقاما تبرز زيادة العنف خلال الحجر الصحي حيث بلغت النسبة 30 في المائة كيف تقرئين هذه الزيادة في مستوى العنف وكيف للمرأة أن تتفادى الاصطدام مع الزوج العنيف؟ خديجة الزومي: اليوم نعيش في بلدنا الحجر الصحي باعتباره الوسيلة الكفيلة بتجنيب البلاد كارثة تفشي الوباء لا قدر الله، وهذا الحجر جعل الزوجين يلتقيان لساعات اطول داخل البيت علما انه قبل الحجر كان الاثنين يوزعان الوقت بين مهام داخل البيت وخارجه، والزوج المعنف ان لم يراع الوضع العام الذي يمر منه البلد وكذا مراعاة العبء الذي تتحمله الزوجة خاصة بالنسبة للأمهات اللواتي انخرطن في مساعدة اطفالهن على الدراسة من خلال تتبع عملية التعليم عن بعد، اضافة الى اعباء البيت وغيرها من المهام التي تجعلها بالكاد تستطيع التفرغ لنفسها فما بالك التصادم مع زوج عنيف، لكن هذا هو الواقع فالاصطدام يحدث وقد يؤدي لا قدر الله الى عواقب وخيمة لذلك تطوعت محاميات استقلاليات خلال هذه المرحلة الصعبة لتوجيه هؤلاء النساء وتاطيرهن قانونيا، وكذا التوسط ان كان متاحا، ويبقى الاساس هو انه لا يوجد استقرار مع العنف بل هو خوف دائم واضطراب يفقد الجميع توازنه النفسي والاجتماعي وخاصة الاطفال لذلك أكررها مرة اخرى عاشروهن بمعروف او سرحوهن باحسان ، ولا يمكن بأي شكل اعطاء مبرر للمعنف فمن لا يستطيع السيطرة على نفسه او يصبح ضرب الزوجة وتعنيفها جسديا ونفسيا هو المتنفس لديه يجب ردعه قانونيا، لان الاعتداء على المرأة بالنسبة له أمر مشروع ، ومع الاسف من تداعيات فيروس كوفيد 19و فقدان العديد من الاشخاص لوظائفهم وتأثير ذلك على استقرارهم النفسي والأسري غالبا ما يتحول ضرب الزوجة الى وسيلة لتفريغ الضغط خاصة في ظل اغلاق المقاهي وغيرها من الفضاءات وكذلك اغلاق مقرات العمل.. العلم: هل استطاع القانون رقم 103 13 ان يردع المعنفين ويقلل من أعداد النساء ضحايا العنف؟ خديجة الزومي: على العكس نسبة العنف زادت بعد صدور هذا القانون، آلاف الحالات التي تتردد على المحاكم ومقرات الشرطة بسبب العنف تؤكد ان هذا القانون لم يستطع ان يوفر الرعاية للنساء المعنفات او الحماية، وبالتالي فواقع العنف الموجه ضد النساء مازال ينتج المزيد من الضحايا، وتبقى هذه الارقام مثل الشجرة التي تخفي الغابة، فالكثير من النساء ضحايا العنف لا يستطعن التبليغ ، او الافلات من قبضة المعنف، منهن من تتعايش بدعوى حماية الاسرة من الانهيار او الحفاظ على مستقبل الاطفال وغالبا ما يشترك المعنف في فورات عنفه اطفالها معها، وذلك حسب نتائج دراسات وأبحاث رسمية للمندوبية السامية للتخطيط وحتى لوزارة التضامن والاسرة والتنمية الاجتماعية ، وبالتالي يمكننا القول ان هذا القانون لم يغير من واقع العنف ضد النساء كثيرا ، فكونه يجرم طرد الزوجة من بيت الزوجية مثلا، فإنها تطرد نفسها تحت قهر العنف وما يخلفه من اعطاب نفسية حيث ارتفعت نسب الانتحار بين النساء المغربيات بشكل مقلق كذلك، وكل هذا يخلق نوعا من الانفصام مع هويتنا المغربية، فالمجتمع المغربي ظل يقدس رابط الزواج وكانت الاسر مركبة و متينة، الآن هناك خلل حقيقي وعلى المجتمع ككل الانخراط في محاربة الظاهرة، وتقوية قدرات النساء وتمكينهن من ادوات العيش الكريم بدءا من التعليم والاستمرار فيه و عدم تحويل الزواج خاصة عند بعض الاسر الى حل لفك مشاكلهم المادية والزج بالبنت القاصر في زيجة فاشلة مقابل المهر الذي سيحصلون عليه، لتتحول بعد اشهر الى المحاكم بحثا عن هوية لطفل تحمله بين ذراعيها وعن وثيقة تثبت انها كانت متزوجة اضافة الى ما يتبع ذلك من مشاكل العنف والنفقة وغيرها من المتاهات المظلمة التي سببها الاساسي عدم تدخل الدولة بشكل صارم للحد من العنف، والحد من الهدر المدرسي والحد من الزيجات القائمة على المصلحة المادية، فالفقر لم يكن يوما مبررا لاقتراف جرائم ضد الطفلات بالزج بهن اما في زواج غير حقيقي او في الخدمة في البيوت وغيرها من البلاوي التي تكرس مشاهد العنف في بلادنا وكذلك مشاهد البؤس، رغم ان الدولة في مجالات اخرى فتحت الابواب لتمكين النساء ودعم مشاريعهن الذاتية من خلال منظمة محمد الخامس للتضامن وغيرها من السبل لتحصيل عيش كريم بدل جعل الزواج الفارغ من قيمة الارتباط الحقيقية وسيلة لتدبر المال والفاعل هو الاب والحالات موجودة وموثقة ضمن تقارير تعري مهاوي هذه العلاقات ، ولنا في المنظمة تقارير صادمة عن حالات زواج مفكك من البداية ، ومرة اخرى لا بد من تدخل الدولة لحماية النساء وتقديم الدعم لهن وخاصة اللواتي يتعرضن للعنف باعتباره مهددا للحياة. العلم: هل يمكن اعتبار ان الفقر وانخفاض المستوى التعليمي وراء تعرض النساء للعنف؟ خديجة الزومي: ليس دائما فالعنف يخترق كل الطبقات بما فيها الغنية ، والمعنف ليس بالضرورة هو الامي او صاحب مستوى تعليم متدني فجميع الفئات مع الاسف يوجد بها معنفون وبالنسبة لضحايا العنف فهن حسب بحث حديث للمندوبية السامية للتخطيط صادر في 2019 شمل جميع جهات المملكة هن متوسطات التعليم ويشكلن نسبة 54 في المائة، بينما تشكل من لا يتوفرن على عمل نسبة 56 في المائة، وبالتالي فالتمكين الاقتصادي للنساء قد يكون منقذا لهن من العنف ، والغريب حسب معطيات المندوبية دائما فان هناك نسبة مهمة من النساء ضحايا العنف لا يبلغن ويتعايشن مع العنف اليومي حفاظا على ما يسمونه استقرار البيت الاسري، او صبرا على الاولاد.. وهذا يجعلني اتساءل مرة اخرى لماذا وصلنا لهذا الحد من التمزق الداخلي العميق للأسر، ولماذا الاستكانة لواقع معيب.. اليوم وفي ظل وجود قانون على علاته يستطيع ان يعطي للمرأة بعض الحماية من العنف ان تمكنت من التبليغ وتتبع المساطر القانونية، وهذا مكسب فالمهم ان نسبة مهمة من النساء انتفضن ضد العنف يعد ان جربن تداعياته النفسية والصحية والاجتماعية وكذلك استقرار اطفالهن الذين غالبا ما يتعرضون بدورهم للعنف، واستطعن ان ينقذن انفسهن وأسرهن وهناك ملايين من المغربيات هن معيلات لاسرهن، فالتجربة اثبتت ان المعنف لا يوقفه القانون وما يحدث حولنا خير دليل، بل الادهى ان هذا يقع حتى داخل الحجر الصحي الذي وضع لحماية حياة النساء ومن المفروض ان يحرك في دواخل كل منا الجميل فيه ويعمد الى ما توصي به وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات التي تشرف ليل نهار على انجاح عملية الحجر الصحي وانقاذ آلاف الارواح ومنع سقوط البلد فيما سقطت فيه دول عالمية مثل ايطالياوفرنسا واسبانيا وأمريكا، وكل هذه البلدان اصدرت الى جانب قوائم ضحايا كورونا قوائم ضحايا العنف المنزلي.. العلم: خلقتم مجموعة من الانشطة ضمن برنامج يوميات الحجر الصحي ما المغزى منها؟ خديجة الزومي: من اسباب تمكن المغرب من السيطرة على جائحة كوفيد 19 اعلانه الحجر الصحي في بداية تسجيل حالات ااصابة بافيروس كورونا من الدخلاء من الخارج، وأخذت جميع الاجراءات والتدابير الاستباقية التي تم الاعلان عنها بجدية وعلى راسها الاعلان عن الحجر الصحي واغلاق المدارس وعدد من مقاولات الانتاج، وكان الاشتغال عن بعد من اسباب نجاح مواجهة فيروس كورونا المستجد والمنظمة جزء من نسيج هذا البلد العزيز ونعمل بجهد من خلال استغلال جميع الكفاءات لابراز قيمة التضامن خلال هذه الجائحة التي تعاطى معها المغرب بحكمة وباستراتيجية منيعة بقيادة جلالة الملك ، والمنظمة هي كذلك مؤسسة من مؤسسات الحزب وبالتالي ندعو جميعا الى الانخراط في عملية التضامن كل من موقعه والبدء من انفسنا ، فالاسلام يحث على مساعدة المقربين وهذه العملية لو كانت تتم لما كان بيننا من يمد اليد او يتعرض للعنف ، ومع كل هذه الاعطاب نبقى متمسكين بمبادئنا وقيمنا الدينية ودائما “نبقاو متضامنين” لمواجهة المعنفين داخل المنازل، ونلح ان الزواج هو علاقة قائمة على المودة والرحمة وان لم يكن هناك توادد ورحمة وسكن ومعاشرة باحسان ليكن التسريح بمعروف وكفى الله الوطن ونساءه شر العنف ورحم الله ضحاياه خلال هذه المرحلة التي يصارع فيها الوطن من اجل تطويق الجائحة حماية لأرواح الناس لكن ارواح بريئة ازهقت ويجب ان تبقى صور الضحايا عالقة باذهاننا حتى نستمر في العمل في جميع الميادين وفي كل الجبهات حماية لارواح بناتنا وكذلك حماية حتى لأولادنا حتى لا يصبحو ا معنفين ونسقط في دائرة العنف المقيتة المهددة للحياة وللحرية وللانسانية وبما اختم به هو الاية الكريمة التي تبقى بالنسبة لنا مرجعا منيعا هي قوله تعالى: “فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ” صدق الله العظيم ..