تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للمسرح بمدينة العرائش في قاعة سينما أبينيدا إلى غاية 24يوليوز 2009 بتنظيم من فرقة ليكسا للمسرح بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس البلدي ومجموعة من الفاعلين و أصدقاء المهرجان، و بمشاركة فرق من فلسطينواسبانيا والبلد المنظم المغرب ، حيث تمثل دولة فلسطين فرقة "المسرح الوطني الفلسطيني " بمسرحية "أبو جابر الخليلي "ومن اسبانيا فرقة "كاشارو" بعرض " إل بياخي دي بينريل إل بارونتو " ويقدم المغرب عروضا مسرحية لكل من " فرقة شركة سيتي للمسرح الفردي " وفرقة "أنسة ميديا للإنتاج الفني " وفرقة "مسرح الأكواريوم " وفرقة "تروب دور" وفرقة "مسرح ستيل كوم " وفرقة نحن نلعب من أجل الفنون . وصرح مدير المهرجان السيد " نور الدين الخاتر " في كلمة الافتتاح أن الهدف من هذا المهرجان " هو أن نجعل منه فضاء متوسطيا تتلاقى وتتلاقح فيه التجارب المسرحية بين كل الفاعلين المسرحيين في الشرق والغرب ، كما أن هذا المهرجان ينظم داخل فضاء تاريخي " برج اللقلاق " الذي احتضن الدورتين السابقتين ، إلا أنه وللأسف نحرم منه هذه السنة نتيجة اتخاذ المسؤولين على القطاع في الإقليم تدابير و إجراءات إدارية قد تكون سليمة في مبناها ومعناها ، لكنها لم تأت مراعية للموعد الثقافي الذي يخص المهرجان مما أثر سلبا على عطاءاته وعلى رؤيته الفنية " و أضاف المدير الفني للمهرجان للعلم السيد " مراد الجوهري " أن المهرجان استطاع أن يحقق الخصوصية على غرار باقي المهرجانات الوطنية التي تقدم العروض داخل قاعات مغلقة ، بينما مهرجان ليكسا للمسرح يقدم عروضه في فضاء تاريخي مفتوح " برج اللقلاق " ،لكن للأسف لم نستطع استغلاله هذه الدورة لأسباب نعتبرها واهية ، ومهما كانت المبررات فإننا حققنا هدفنا في إثارة انتباه المسؤولين عن القطاع إلى ضرورة ترميم "برج اللقلاق " التاريخي حفاظا على ذاكرتنا وعلى مهرجاننا المسرحي ، لأن الحلم الحقيقي الذي يراودنا هو أن نجعل منه قبلة للتجارب المسرحية المحترفة بالبحر الأبيض المتوسط " وعن سؤال اختيارنا للفرق الأجنبية " فإننا فضلنا هذه السنة أن نبدأ بعرضين ، الأول من شرق المتوسط "فلسطين " الذي يدخل ضمن الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية ، وهذا الإختيار هو أيضا رسالة واضحة مفادها أن القضية الفلسطينية ستظل تشغل بال كل المسرحيين المغاربة "والآخر من غرب المغرب أي من " بلاد الأندلس" في اسبانيا موطن الفيلسوف العربي "ابن رشد "والشاعر " المعتمد بن عباد " .كما صرح السينوغراف المغربي " يوسف العرقوبي " المكلف باختيار العروض المسرحية والذي ساهم في إنجاح الدورتين السابقتين للعلم " أن المهرجان بدأ يخطو خطواته الحقيقية نحو التألق ، و أصبح اسمه يتداول في المهرجانات الوطنية الكبرى ، بفعل جودته وجديته في اختيار أحسن العروض على الصعيد الوطني وخارجه ، كما أن تميزه يكمن في توفره على فضاء مسرحي تاريخي رائع ، و مدينة العرائش محظوظة لتوفرها على هذا الركح الذي لن تجد مثله في المغرب بأكمله ، بحكم طبيعته التي تحقق جميع الشروط التقنية والفنية المسرحية ، كما أن المهرجان يتميز بخاصية مهمة وهي تعويض الفرق المسرحية الذي نادرا ما تجد مثله في المهرجانات الأخرى ، ولا أنسى الجمهور الرائع و الذي يعرف كيف يشاهد ويتذوق العروض المسرحية ". وفي ختام اليوم الأول قدم الفنان عبد الحق الزروالي مسرحية (واش فهمتي) الذي نال بها الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي بمدينة الخليل في فلسطين والعديد من الجوائز في المهرجان الوطني بمكناس ، والمسرحية تسلط الضوء على حياة الشاعر " نير ودا" بكل ما تحمله من أفراح و أتراح و أيضا هي نظرة عميقة تحاول فضح الذات الشاعرة التي عانت من ويلات الحروب والأنظمة الدكتاتورية التي كانت تتحكم في شعوب العالم آنذاك.