احتشد مئات من الإيغور المسلمين في مدينة أورومشي، عاصمة مقاطعة شنغيانغ، وسط هدوء حذر يسود المدينة التي عاشت اضطرابات عرقية أسفرت عن مقتل وجرح المئات، مما دفع الرئيس الصيني، هو غينتاو، لقطع مشاركته في قمة الثماني والعودة إلى البلاد. فبعد انتهاء حظر التجول في كبرى مدن مقاطعة شنغيانغ، خرج مئات من الإيغور المسلمين، مسلحين بالعصي والأسلحة البيضاء، إلى شوارع أورومشي، ووقفوا أمام حاجز الشرطة الذي كان يفصل حيهم عن المنطقة الأخرى التي تسكنها أغلبية من قومية الهان التي تعتبر الأكبر في الصين، باستثناء مقاطعة شنغيانغ. ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية، اقتصر التجمع على المناوشات الكلامية مع رجال الشرطة دون أن يتطور إلى صدامات بين الطرفين، في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن هذه المظاهرة جاءت ردا على المظاهرة التي نظمها شبان من عرقية الهان في شنغيانع يوم الاثنين. وأكدت مصادر إعلامية ورسمية أن الهدوء الحذر يسود مدينة أورومشي التي عادت إليها الحياة الطبيعية نسبيا، مع حركة مرور شبه عادية في الشوارع , وفتح المحال التجارية, وخروج بعض الناس لمزاولة أعمالهم المعتادة. كما شوهدت أرتال من رجال الأمن والشرطة وعناصر مكافحة الشغب، في شوارع المدينة، مما يدل على أن الوضع الأمني لا يزال هشا، في الوقت الذي دعت فيه شخصيات قيادية إسلامية في المدينة إلى ضبط النفس والتزام الهدوء. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الصينية, أن الرئيس، هو غينتاو، ألغى خططا لمشاركته في قمة مجموعة الثماني، وعاد إلى البلاد لمتابعة المستجدات الطارئة في مقاطعة شنغيانغ الغنية بالنفط، والمتاخمة حدوديا لعدد من جمهوريات آسيا الوسطى. وأضاف بيان وزارة الخارجية أن الرئيس أناب عنه رئيس مجلس الدولة، داي بينغوو، لترؤس الوفد الصيني المشارك في القمة. وكانت الحكومة الصينية قد ألقت مسؤولية الاصطدامات، التي شهدتها مدينة أورومشي الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات، واعتقال ألف آخرين، على عاتق من أسمتهم الإيغوريين الانفصاليين المدعومين من الخارج، وتحديدا ربيعة قدير، سيدة الأعمال التي تقيم في الولاياتالمتحدة. من جانبها ردت ربيعة على هذه الاتهامات، في مقال نشرته في مجلة "وول ستريت آسيا" , أدانت فيه العنف من كلا الطرفين، مفندة الاتهامات بمسؤوليتها عن الأحداث. وقالت إن سنوات من القمع التي تشهدها مقاطعة شنغيانغ , وتصرفات المسؤولين الصينيين التي لا تحترم سيادة القانون لدى تعاملهم مع الإيغور المسلمين، هي السبب الرئيسي في الأحداث الأخيرة.