ثمة صمت غريب ومستفز لغالبية الدول العربية والإسلامية إزاء ما جرى للمسلمين الإيغور في أورومشي وكشغر بمقاطعة شنغيانغ الصينية، والمعروفة تاريخيا بتركستان الشرقية، فباستتثناء مواقف معدودة اختارت هذه الدول ومن ضمنها المغرب عدم الخروج بموقف محدد وواضح، إزاء عنف وحشي وعرقي استهدف الآلاف من الإيغوريين الذي خروجوا بعد أن أدت سياسات عقود إلى تهميش وإقصاء حادين، نتجه عنه موجة الاحتجاجات الأخيرة. إن ما يجري له آثاره على سياسة الصين في المنطقة، خاصة وهي تقدم نفسها بديلا عن الغطرسة الغربية تجاه المسلمين، بغية ضمان الامتداد في العالمين العربي والإسلامي والإفريقي، والوصول إلى موارده الطاقية والاقتصادية، لكن سياستها الحالية ستترك جرحا كبيرا يصعب تجاهله، إلا بمراجعة شاملة لسياسته تجاه المسلمين وتجاه تاريخهم وحضارتهم.