خلفت الاشتباكات المتواصلة في إقليم سنغيانغ الصيني بين الشرطة الصينية والمواطنين الإيغور المسلمين نحو 156 قتيلا وأكثر من 800 جريح إضافة إلى نحو 1500 معتقل، وسط دعوات من قيادات مسلمة في الأقليم لإجراء تحقيق دولي في أعمال العنف التي تفجرت الأحد (5-7) في مدينة أورومتشي بالإقليم شمال غرب الصين. وكانت شرارة الأحداث قد بدأت الأحد مع تجمع نحو ثلاثة آلاف إيغوري مسلم في ساحة رئيسية بمدينة أورومشي احتجاجا على طريقة تعامل السلطات مع مقتل اثنين من الإيغور على يد أفراد من طائفة هان الصينية يوم 25 يونيو/حزيران الماضي جنوبي الصين. وأطلق رجال الأمن الصيني العيارات النارية في الهواء واستعملوا العصي لتفريق الحشد الذي بدأ بثلاثمائة شخص وتضخم ليصل إلى ألف، حسب إحدى المشاركات. ويقول الإيغوريون المسلمون إنهم يعانون اضطهاداً سياسيا وثقافيا ودينيا واقتصادياً من قبل الحكومة الصينية، وهم يشكون منذ زمن طويل من أن الهان الصينيين يجنون معظم فوائد الدعم الرسمي ويجعلون السكان المحليين يشعرون بأنهم غرباء في ديارهم. وقالت القيادية الإيغورية ربيعة قادر من منفاها في واشنطن معقبة على الأحداث نأمل أن تبعث الأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرقا للتحقيق في ما جرى بسنغيانغ متهمة بكين بتحريض أنصارها على العنف. ويعتبر إقليم سنغيانغ الصيني، أحد الأقاليم الصينية الخمسة التي تتمتع بحكم ذاتي وتقطنه أغلبية مسلمة تنتمي أساسا إلى عرق الإيغور الذين يطلقون عليه اسم تركستان الشرقية ، وهو الاسم القديم للإقليم قبل ضمه رسميا للصين. ويبلغ عدد سكان الإقليم حسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون، منهم 11 مليونا من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور وبعض الأقليات وهي الكزخ والقرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك. وقد سنت الحكومة الصينية جملة من القوانين التي رأى الإيغور أنها تستهدف استئصال قوميتهم ودينهم على غرار قرار منع اللغة الإيغورية بالجامعة في 2002 وبحث قانون يمنعها في المدارس الثانوية.كما منعت الحكومة الصينية تعليم الإسلام للأطفال دون سن 18 في الإقليم كما يتهمها الإيغور بهدم دور العبادة والتضييق على ممارسة العبادات. وتتهم منظمات دولية الحكومة الصينية بإجراء أكثر من أربعين تجربة نووية شمال الإقليم مما أدى إلى إصابة العديد من سكانه بالإشعاعات النووية وانتشار الأمراض وتلوث التربة والهواء.