غادر الملاكم المغربي محمد العرجاوي الحلبة بالدموع والحسرة بعدما أقصي يوم الأحد في ربع نهاية وزن91 كلغ, حيث كان الأمل الوحيد في إنقاذ ماء وجه القفاز المغربي الحاضر على الدوام في مختلف المحافل الرياضية القارية والدولية بما فيها الألعاب الأولمبية, التي أحرز خلال مشاركاته في دوراتها ثلاث ميداليات نحاسية. وبدافع روح المسؤولية ظل هاجس العرجاوي منذ بلوغه ربع النهاية هو تجاوز خصمه الأمريكي ويلدر ديونتاي وضمان الميدالية النحاسية على الأقل, والتي كانت ستكون الأولى والأخيرة للملاكمة الوطنية في دورة بكين, لاسيما وأن زملاءه التسعة كان مآلهم الإقصاء المبكر بمن فيهم صاحب الميدالية النحاسية في سيدني2000 , الطاهر التمسماني. ودخل العرجاوي, إبن العشرين ربيعا, الحلبة تحدوه رغبة أكيدة في تحقيق ما عجز عن تحقيقه الآخرون. وكان العرجاوي بالفعل محل الثقة التي وضعت فيه لتمثيل المغرب خير تمثيل في الأولمبياد وقدم أفضل ما عنده ضد الأمريكي الذي كان يفوقه طولا وعرضا. وقاوم العرجاوي ولعب بحذر شديد وكان كل شيء على ما يرام والامتياز بجانبه إلى حدود الأنفاس الأخيرة, التي قلبت المعطيات رأسا على عقب, بعدما وجه حكم الحلبة إنذارا للملاكم المغربي ليتعادلا ثوان قبل أن يعلن نهاية النزال وتقويض حلم العرجاوي في بلوغ نصف النهاية. ووقفت الكلمات في حلق العرجاوي من فرط الحسرة على فوز كان في متناوله "لقد حرمني الحكم من الفوز والإنذار كان ظلما في حقي. لقد ذهب سدى تعب سنة من الجد والكفاح والتفكير المضني في الأولمبياد". وأضاف بعد أن هدأ روعه "خضت النزال دون مركب نقص رغم التفوق البدني للملاكم الأمريكي وقامته الطويلة وتفوقت عليه بالفعل في النزال, لكن قرار الحكم كان أقوى من طموحي وعزيمتي". وتفوق محمد العرجاوي في الجولة الأولى1-0 و2-0 و2-2 ثم2-2 وخسر الثانية2 -3 و2-4 و3-4 وسجل في الثالثة5 -5 و6 5 و6-6 و7-6 وفي الرابعة7-7 و8-7 و8-8 و9-8 و9-10 ثم تعادل في الثواني الأخيرة10-10. وكان العرجاوي من ضمن عشرة ملاكمين مثلوا المغرب في الدورة, أقصي سبعة منهم في الدور الأول فيما تمكن ثلاثة من بلوغ الدور الموالي, قبل أن يخرجوا منه مغادرين دورة الألعاب الأولمبية من الباب الخلفي. وكان سعيد الراشيدي (وزن75 كلغ) أول من فتح باب المغادرة, بعد خسارته لمباراته الأولى في اليوم الأول للمنافسات أمام الكازخستاني أرتاييف باختيار, قبل أن يعيد إدريس مساعد (أقل من64 كلغ) الأمل إلى القفاز المغربي بتأهله إلى الدور الثاني, لكنه لم يتمكن من تجاوزه. وتوالت إخفاقات الملاكمة الوطنية في الأيام التالية بعد خروج الطاهر التمسماني, حامل نحاسية دورة سيدني2000 , من الدور الثاني ثم بعد ذلك مهدي وثين (أقل من57 كلغ), بطل العالم للشبان, ومهدي خالصي (أقل من69 كلغ) في الدور الأول. ولم يشذ كل من عبد الإله نحيلة (54 كلغ) وهشام المصباحي (أقل من54 كلغ), ومحمد أمانيسي (أكثر من91 كلغ) ورضوان بوشتوق (48 كلغ) عن القاعدة تاركين الحلبة للأقوياء في الوقت الذي لازالت فيه الملاكمة الوطنية تتغنى بنحاسيات الأخوين محمد وعبد الحق عشيق والطاهر التمسماني في دورة سيدني2000 .